الكويت تمتص غضب الرياض من مراسلات نفطية سرية
الكويت تمتص غضب الرياض من مراسلات نفطية سريةالكويت تمتص غضب الرياض من مراسلات نفطية سرية

الكويت تمتص غضب الرياض من مراسلات نفطية سرية

غضت الكويت، الطرف عن رد إعلامي سعودي قاس على رسالة سرية تم تسريبها للعلن، وتتضمن لهجة قاسية لوزير النفط الكويتي علي العمير إلى نظيره السعودي عبدالعزيز النعيمي، حول الخلاف بين البلدين على الإنتاج في حقول نفط مشتركة.

وبرز الخلاف بين السعودية والكويت بشأن الحقول النفطية المشتركة منتصف الأسبوع الماضي عندما تم تسريب رسالة العمير إلى نظيره السعودي بشأن القضية، يحمّل فيها الرياض المسؤولية عن الخسائر التي قد تتكبدها الكويت بسبب هذه الأزمة.

وكان الإعلامي السعودي البارز، داوود الشريان، قد انتقد لهجة المسؤول الكويتي بشدة، في مقال نشرته صحيفة "الحياة أمس الأربعاء، وسط صمت إعلامي كويتي يستهدف فيما يبدو امتصاص ردة الفعل السعودية الغاضبة.

ونقلت شبكة "إرم" الخميس الماضي، عن مصادر خاصة قولها، إن السعوديين يتفهمون وجهة نظر الكويت حول قرار الرياض بإيقاف الإنتاج من حقلي الخفجي والوفرة النفطيين المشتركين، لكنهم غير راضين عن نبرة وزير النفط الكويتي علي العمير التي كشف عنها تسريب الرسالة.

وأضافت المصادر أن الرياض ستكتفي بالرد على تلك اللهجة بمثيلتها عن طريق بعض وسائل إعلامها العملاقة، مراعاة للعلاقة التاريخية الوثيقة التي تربط قيادة البلدين، لتعيد بعدها القضية إلى ما وراء الكواليس في جو من السرية والتكتم.

ونفت وزارة الإعلام الكويتية، اليوم الخميس، صحة ما تردد في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن منع صحيفة "الحياة" المملوكة لسعوديين والتي تصدر في لندن من دخول دولة الكويت، احتجاجاً على مقال الشريان.

وكان الشريان قد قال في مقاله، "بصرف النظر عن رسالة وزير النفط الكويتي التي سربها (ويكيليكس كويتي) فإن القصة لا تستدعي كل هذه الضجة من الجانب الكويتي. كمية الإنتاج في البئر ضئيلة جداً، وهي ربما تقل عن 150 ألف برميل يومياً. لهذا فإن من يقرأ الرسالة الكويتية والتصريحات التي سعت إلى تبديد مضمونها، يتذكر المثل المشهور «الجنازة حارة والميت كلب»".

وأضاف "لا شك في أن الكويت أخطأت في حق السعودية مرتين. أولاً، أنها نقلت الخلافات إلى العلن، على رغم أنه ليس لها حق التدخل في تفاصيل عقد أبرمته السعودية لتولي إنتاج حصتها. وثانياً، وهو الأهم، أنها تتحدث مع دولة لها وضع خاص مع الكويت، ويصعب التشويش على العلاقة معها بمنطق «خالتي وخالتك وتفرقوا الخالات»".

وتعهدت الكويت في وقتٍ سابق، بالتحقيق في التسريبات، وحاولت عبر أكثر من قناة دبلوماسية وإعلامية التأكيد على العلاقة الوثيقة التي تربطها بالجار السعودي، فيما يبدو أنه إدراك لردة الفعل السعودية الغاضبة.

وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، إن ما يجمع دولة الكويت بشقيقتها السعودية أكبر من أي قضايا وموضوعات خلافية، مؤكداً أن الاختلاف القائم حيال إنتاج النفط من منطقتي عمليات الخفجي والوفرة المشتركتين لا يعدو كونه فنياً وسيتم معالجته.

ووفقاً للرسالة المسربة، فإن العمير قال للنعيمي إن الحكومة السعودية "ستتحمل الخسائر الجسيمة التي ستلحق بالكويت جراء استمرار وقف الإنتاج وتصديره لمخالفاتها المادة السادسة في اتفاقية التقسيم وكذلك اتفاقية التشغيل للعام 2010".

وأوقف إنتاج الخام من حقل الخفجي المشترك بين الكويت والسعودية مؤقتاً للالتزام بلوائح بيئية تقول السعودية إنه لابد من الالتزام بها، رغم أن الحقل البحري ينتج ما بين 280 و300 ألف برميل يومياً.

وتقدر أوساط نفطية إجمالي إنتاج الحقول المشتركة في منطقتي الخفجي والوفرة، بما لا يقل عن 500 ألف برميل يومياً تتقاسم الدولتان إنتاجها بشكل متساو.

وتقول تقارير اقتصادية إن الكويت التي تنتج نحو 2.9 مليون برميل من النفط يومياً لا تستطيع الصمود أمام انهيار تاريخي في أسعار النفط، وبات يشكل خطراً على اقتصاد الكويت التي تعتمد عليه بنسبة تفوق الـ 90 بالمئة، بعكس العملاق السعودي الذي ينتج نحو عشرة مليون برميل نفط يومياً ويستطيع زيادتها متى شاء متحكماً بالسوق العالمي.

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com