الذكاء الاصطناعي والهولوغرام.. تجارب تفاعلية وديناميكية

نشر موقع The Edge Singapore تقريرًا عن التطورات الأخيرة في تقنية التصوير المجسم (الهولوجرام) المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتي تبشر بعصر جديد من التجارب التفاعلية، اذ أعادت هذه الابتكارات تعريف التفاعلات بين الإنسان والحاسوب؛ ما يوفر تكاملًا سلسًا ومشاركة في الوقت الفعلي.

ويجسد نظام الصورة الرمزية الرقمية Hypervsn SmartV، الذي تم إطلاقه في وقت سابق من هذا العام، هذا التطور. وهو نظام عرض ثلاثي الأبعاد يعتمد على تقنية الهولوغرام، يسمح بعرض صور ومحتوى بصري ثلاثي الأبعاد بطريقة تبدو وكأنها تعتلي الهواء أو تسبح في الفضاء دون الحاجة لارتداء نظارات خاصة.

ويُمكن استخدام هذا النظام في مجموعة واسعة من التطبيقات، إذ تعمل هذه الصورة ثلاثية الأبعاد المدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال نافذة عرض SmartV؛ ما يعزز التفاعلات الديناميكية مع العملاء. في الوقت نفسه، كشفت مؤسسات بحثية عن مزيد من التطورات، إذ قدَّمت أساتذة متخصصين قادرين على إلقاء المحاضرات عن بُعد باستخدام هذه التقنية.

وبحسب التقرير، فإن التقارب بين الواقع الممتد والذكاء الاصطناعي في هذه التطورات الثلاثية الأبعاد يثير تساؤلات حول مدى إمكانات التقنية.

فهل يمكن للموجة التالية من ابتكارات الهولوغرام تجاوز القيود وتحقيق القدرات الكاملة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؟

يؤكد الخبراء أن التحول نحو واجهة أكثر سهولة في تقنيات الهولوغرام المدعومة بالذكاء الاصطناعي سيسهم في دمج التفاعلات بين الإنسان والحاسوب بسلاسة في الحياة اليومية، إذ يتصورون نموذجًا يتم فيه دمج وفرة التطبيقات على الهواتف الذكية بسلاسة في البيئة؛ ما يعزز إمكانية الوصول لمستخدمين متنوعين.

ورغم التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي التوليدي، يؤكد الخبراء على التحدي المستمر المتمثل في تحقيق ذكاء عام اصطناعي قادر على الإدراك المماثل للإنسان، مؤكدين عدم وجود أي آلة تجتاز اختبار تيورينغ بشكل مقنع، وهو اختبار يهدف إلى تقييم قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الذكاء البشري في التفكير والسلوك.

وأضاف التقرير أن دمج الذكاء الاصطناعي في الصور المجسمة يتطلب وجود أجهزة وتقنية مصاحبة لإنشاء وهم الإسقاطات الثلاثية الأبعاد، إذ لا تزال هناك تحديات في تحسين العروض المجسمة لتحقيق قدر أكبر من الواقعية، مثل تطبيق تقنية تتبع العين للتفاعل الطبيعي.

عقبات

ورغم الإمكانيات التي توفرها التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فإن عقبات اعتمادها لا تزال قائمة، إذ إن الافتقار إلى فهم ما يتعلق بمزاياها وفاعليتها من حيث التكلفة يعيق تنفيذها على نطاق واسع. كما إن تعقيدات إعداد وصيانة أنظمة الهولوغرام، ومشكلات الاتصال ومَواطن الخلل في البرامج تستلزم المزيد من التقدم في خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة المحتوى.

وبالنظر إلى المستقبل، لا يمكن إنكار قدرة تقنية الهولوغرام المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في الاتصالات العالمية واستنساخ البيئة، إضافة إلى أهمية التأقلم مع هذه التقنية مع استمرار الرقمنة في تشكيل مستقبلنا.