"أبل" تطلق تقنية جديدة لرصد الصور الإباحية للأطفال والاعتداء الجنسي عليهم

أطلقت شركة "أبل" تقنية جديدة من شأنها العمل على مسح أجهزة الآيفون، للكشف عما إذا كان المستخدم يملك صورًا تسيء معاملة الأطفال أو تكشف عن الاعتداء الجنسي عليهم.

وبحسب صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، تهدف التقنية الجديدة إلى وقف الجريمة، ولكن يمكن أن يكون ذلك على حساب خصوصية مالكي الآيفون، ويتمثل هدف العملاق الأمريكي، في إنشاء "جسر" لمراقبة مالكي الآيفون.

ووفقًا للصحيفة، تعمل تقنية "أبل" التي أطلق عليها اسم "NeuralHash"، عن طريق إطلاق تحذير في حالة الكشف عن صورة إباحية للأطفال على جهاز الآيفون، ويمكن بعد ذلك للمراجع البشري الاتصال بجهات إنفاذ القانون.

وفي هذا السياق، أصدرت "أبل" تفاصيل رسمية حول نظام المسح الجديد، تقول إنها تستهدف فقط الصور التي سيتم تخزينها في خوادمها (iCloud Photos)، موضحة أن الإجراء سيتحقق ما إذا كانت الصورة التي تم تحميلها على حساب "iCloud Photos" تتطابق مع أي صور تم الإبلاغ عنها بالفعل في قاعدة بيانات تقوم بفهرسة مواد اعتداء جنسي معروفة على الأطفال.

وبحسب التقرير، يمكن لـ "أبل" فك تشفير الصور التي تم تحميلها ومشاهدتها فقط في حالة الاشتباه في حساب "iCloud".

وقالت الشركة: "تم تطوير التقنية لتوفير مستوى عالٍ للغاية من الدقة، ويضمن أقل من واحد في كل تريليون فرصة سنويًا للإبلاغ بشكل غير صحيح عن حساب معين"، ومن أجل تقليل الأخطاء ستقوم "أبل" بعد ذلك بمراجعة كل تقرير يدويًا للتأكد من وجود تطابق، وتعطيل حساب المستخدم، وإرسال تقرير إلى "NCMEC" (المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين)".

وأضافت الشركة: "لن تتعرف أبل إلا على صور المستخدمين التي تتطابق مع صور إساءة معاملة الأطفال في CSAM".

وبالإضافة إلى ذلك، تنفذ الشركة نظام مسح ثانٍ على "iMessage"، للكشف عن صور جنسية صريحة، موجهة نحو أجهزة الأطفال، وسيقوم النظام أيضًا التعلم الآلي بالجهاز للكشف عن الصور المرسلة من وإلى حساب الطفل على تطبيق الرسائل.

وأوضحت "أبل"، أنه عند تلقي هذا النوع من المحتوى، سيتم تعتيم الصورة وتحذير الطفل، وتقديم بدلًا من ذلك مواد مفيدة، وطمأنته، مع إخبار والديه كإجراء احترازي إضافي.

وأكدت أيضًا لـ "TechCrunch"، أن التقنية ستطرح في وقت لاحق من هذا العام بأنظمة "iOS 15 وmacOS Monterey"، ونشرت أيضًا تفاصيل فنية حول كيفية عمل التقنية، لافتة إلى أنها تمت مراجعتها من قبل خبراء التشفير.

من ناحية أخرى، أعربت العديد من الجهات، مثل مؤسسة الحدود الإلكترونية (Electronic Frontier Foundation)، عن تخوفها من خطة "أبل" فيما يتعلق بالخصوصية، كما أبدت قلقها من قدرة هذه التقنية على فتح الباب لسوء الاستخدام غير المقصود، لا سيما الانتهاكات التي تتمثل بمراقبة الحكومات للمعارضين أو المتظاهرين.

كما أن مصدر القلق يكمن في أن شركة "أبل" تضع سابقة، وبمجرد فتح هذا الباب، سيكون من الصعب إغلاقه، فضلًا عن الأخطاء المتوقعة بحق أبرياء"، وفقًا لتحذير ماثيو جرين، الباحث في مجال التشفير في جامعة جونز هوبكنز.