تقنية "كريسبر" تعيد البصر للمكفوفين عبر تعديل جيني

نجح علماء أمريكيون في الوصول إلى نتائج ثورية تفتح الأمل أمام استعادة البصر لملايين الأشخاص المصابين بالعمى الخلقي، عبر استخدام تقنية "كريسبر" لتحرير الجينات، وفق ما أوردته، صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية

وبحسب الصحيفة، فإن التقنية قدمت نتائج جديدة لاستعادة البصر للعديد من المكفوفين، بسبب مرض وراثي يسمّى "ليبر".

وقال أستاذ طب العيون بجامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للعيون، إريك بيرس: "نحن متحمسون لرؤية العلامات المبكرة والفعالة للتقنية، لأن هذا يعني أن تقنية تحرير الجينات تعمل بكفاءة عالية".

وذكر بيرس، أن "هذه هي المرة الأولى التي يمتلكون فيها دليلًا ملموسًا على أن تقنية تحرير الجينات تعمل بكفاءة في الأجسام، وتحسّن الوظيفة البصرية لدى المكفوفين".

وبدلًا من استخراج الخلايا من أجسام الأشخاص الخاضعين للتجربة - لتعديل جيناتهم ثم إعادة حقنها - قام الباحثون بتعديل فيروس باستخدام تقنية "كريسبر"، وكثفوا عددها مليارات المرات للحصول على الجرعات اللازمة.

وقالت الإذاعة الأمريكية العامة NPR، إن "العلماء قاموا بحقن جرعات مختلفة من هذه الفيروسات في شبكية العين لـ 7 مرضى مصابين بهذا المرض الوراثي".

وأشارت الإذاعة إلى أن "الفيروس عند حقنة بدأ يصيب خلايا شبكية العين، ولكن بدلًا من إنتاج نسخ منه، قام الفيروس بتعديل الطفرة الجينية المسببة للمرض، واستعادة الرؤية، وإعادة تنشيط الخلايا النائمة".

ووفقًا للدراسة، كانت النتيجة مثيرة للإعجاب، على الرغم من أنها لم تكن ناجحة في جميع الحالات لأسباب لا تزال قيد الدراسة، حيث تلقى المرضى جرعات مختلفة في التجارب.

وقال الأستاذ في معهد كيسي للعيون في جامعة أوريغون للصحة والعلوم والمؤلف الرئيس للدراسة، مارك بينيسي، إن "التقنية مدهشة وفعالة للغاية، ويمكنها أحداث تغيير لدى الكثير من المرضى".

تغيير جذري

وفقًا، لبينيسي، فإن "العلاج لا يعيد البصر بشكل مثالي، لكن النتائج كانت رائعة للغاية، لدرجة أنهم بدأوا بالفعل مرحلة جديدة من الاختبارات مع مزيد من المرضى، وهو أمر يحتاجون فيه إلى معرفة نطاق هذا العلاج بالتحديد وإلى أي مدى يمكنهم الوصول".

وبالنسبة للمرضى في التجربة كان التغيير جذريًا، حيث وصفت، "كارلين نايت" كيف تحولت رؤيتها من ضبابية بالكامل وتمنعها من المشي دون استخدام عصا، لتميز الآن الأشياء والألوان إلى درجة أصبحت تتنقل بمفردها، وتحدد موقع شوكة ساقطة على الأرض.

وبالنسبة لبقية المرضى الذين نجح علاجهم، لديهم أيضًا تجارب مماثلة، حيث أصبح من الأسهل تناولهم الوجبات في مطعم دون مساعدة، بينما كانت هذه مهمة مستحيلة قبل ذلك.