تجربة جديدة لإعادة استخدام الخرسانة القديمة في البناء

قام باحثون من معهد بحوث في جامعة "لوزان" المتخصص في العلوم الطبيعية والهندسية بسويسرا (EPFL) بإنشاء نموذج أولي لجسر مشاة باستخدام كتل الخرسانة المسلحة دون صب خرسانة جديدة للبناء، حيث تم قطع الكتل الخرسانية من جدران مبنى قديم يَجري ترميمه.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة تدوير الخرسانة بهذه الطريقة، إذ تم تقطيع الجدران الخرسانية للمبنى إلى كتل فردية في الموقع ثم تم بناؤها على شكل قوس.

ومن المعروف أن الخرسانة هي أكثر مواد البناء شيوعا في العالم. كما أنها من أكثر المواد الصناعية التى تملك بصمة كربونية (Carbon Footprint)، وهى عبارة عن إجمالى الغازات الدفيئة الناتجة عن الانبعاثات الصناعية أو الشخصية، ويتم قياسها للحد من آثارها السيئة التى تتسبب فى العديد من المشاكل البيئية ومن أهمها ظاهرة الاحتباس الحرارى.

ويُعد المشروع جزءا من مبادرة تهدف إلى تقليص البصمة الكربونية لصناعة البناء من خلال إعادة استخدام الخرسانة. وتم افتتاح جسر المشاة أمس، الإثنين، في مختبر "سمارت ليفينغ" بفريبورغ.

بدوره، قال كورنتين فيفيت، الأستاذ المساعد في "EPFL"، إنه كان هناك تردد في إعادة استخدام الخرسانة بسبب مجموعة متنوعة من المخاوف، ولكن كان أحد أهداف المشروع هو إظهار أن هذا القلق لا أساس له من الصحة، إذ كان الغرض من التجربة هو إظهار أن الخرسانة المعاد استخدامها موثوق فيها مثل الكتل الخرسانية الجديدة.

ويبلغ عرض جسر المشاة _الذي تم بناؤه باستخدام الخرسانة المعاد استخدامها_ 10 أمتار وتم بناؤه من 25 كتلة خرسانية مقطوعة من الجدران التي كان من المفترض هدمها والتخلص منها. ومع ذلك، يقول باحثو المشروع إنه إذا كان سيتم إعادة استخدام الخرسانة بشكل فعال، فإن الصناعة تحتاج إلى طرق تصميم جديدة لاستخدام الكتل الخرسانية الحالية بدلا من صب كتل جديدة.

وأضاف فيفيت "المشروع هو دعوة للعمل من أجل صناعة البناء. لا يوجد جسر مشاة خرساني جديد آخر له بصمة كربونية صغيرة مثل هذا". وتابع "إذا تم تقطيع كل هيكل خرساني قديم إلى كتل واستخدامه لتلبية بعض الطلب العالمي على الخرسانة الجديدة، سيكون ذلك خطوة كبيرة نحو معالجة بعض أكثر تحديات تغير المناخ إلحاحا".