هل تكون البطاريات القابلة للتبديل حلًا لإعادة شحن السيارة الكهربائية؟

السيارة الكهربائية ستكون واحدة من خيارات التنقل الرئيسة في المستقبل، لكن أكبر تحدياتها تكمن في أوقات الشحن، التي تصل إلى 6 ساعات للوضع العادي وقرابة 20 دقيقة في الوضع السريع، والذي يعد وقتًا طويلًا مقارنة بالتزود بالوقود التقليدي.

وقالت صحيفة الكونفيدينسيال الإسبانية، إن 27% من مالكي السيارات، الذين شملهم الاستطلاع، يعتقدون أن وقت إعادة الشحن هو العامل الأكثر سلبية عند التفكير في شراء سيارة كهربائية.

ومع انتشار السيارات الكهربائية بشكل واسع، عاد الحديث عن إمكانية استبدال بطارياتها عبر عملية بسيطة تتم في غضون دقائق، من خلال إزالة البطارية الفارغة وإدخال أخرى مشحونة.

ويتمتع هذا البديل بالفعل من خلال العديد من المبادرات التي أثبتت جدواها، بدرجات متفاوتة من الرضا، خلال العقدين الماضيين.

ومن بين مزايا البطاريات القابلة للتبديل، التوفير الواضح للوقت في إعادة الشحن وإطالة عمر السيارة، حيث لن يتم ربط البطارية بمنفذ طاقة للشحن.

وقال كارلوس برموديز، مدير تطوير أعمال التنقل الكهربائي في ريبسول: "كانت إحدى الشركات التي أخذت مشروع البطاريات القابلة للتبديل على محمل الجد، هي شركة Better Place الناشئة، التي تأسست، في العام 2007، والتي أنشئت أول شبكة شحن كهربائي في العالم في إسرائيل".

وأضاف برموديز، أن المشروع لا يمكن المضي فيه قدمًا، بسبب ارتفاع تكلفة محطات الاستبدال، وعدم توحيد البطاريات أو عدم الاتفاق مع الشركات المصنعة لتصميم السيارات التي يمكن أن تعمل مع نظامها.

وفي الوقت الحالي، أحد أكثر المشاريع تقدمًا في هذا المجال تقوده شركة Ample، ومقرها سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)، والتي تساهم فيها شركة ريبسول من خلال صندوق Corporate Venturing Fund.

وصممت شركة Ample الناشئة، نظامًا لتبادل البطاريات على أساس حل معياري، والذي يتجنب الاستبدال الكامل لهذه البطاريات، كما يحتوي على خزانة تعيد شحن البطاريات في غضون 10 دقائق فقط، ويعمل روبوت على إزالة الوحدات المستخدمة فقط من السيارة ويضع وحدات جديدة.

وقال كارلوس بيرموديث من شركة Ample، إن "عملية استبدال تلك الوحدة الصغيرة أسرع وأكثر كفاءة وأرخص بكثير من البطارية الكاملة".

وتقوم الشركة حاليًا بتطوير العديد من المركبات في الولايات المتحدة وأوروبا، لاختبار هذه التكنولوجيا والقدرة على الانتقال إلى مرحلة تجارية.

التحديات التكنولوجية

وعلى الرغم من المقترحات المختلفة لاستبدال البطاريات، لا تزال هناك تحديات أمام انتشار هذا الخيار للتنقل المستدام.

وفي رأي خوسيه ماريا لوبيز، مدير المعهد الجامعي لأبحاث السيارات (Insia) التابع لجامعة البوليتكنيك في مدريد، فإن أول شيء يجب التغلب عليه هو التوحيد القياسي للبطاريات.

وقال لوبيز: "حاليًا يضع كل مصنع البطارية في مكان مختلف من السيارة، وبأحجام وقدرات وقوى مختلفة، وهذا يجعل من المستحيل تمامًا تبادل البطاريات بين الطرز المختلفة".

وبالنسبة لمدير معهد Insia، فإن من الضروري أيضًا فهم أن "البطارية في السيارات الكهربائية متصلة بنظام BMS (نظام إدارة البطارية)، وهو المسؤول عن توجيه جميع عمليات السيارة والتي يكون لفصلها عواقب مباشرة على التشغيل".