ترامب: نسخة تجريبية من المقاتلة الجديدة إف 47 تحلق في الأجواء منذ 5 سنوات
المريخ كوكب شديد الخطورة، وسبق أن فشلت حوالي 50% من المهمات في الوصول إليه، ما يشكل مصدر إزعاج كبير للمهندسين الفضائيين.
ومنذ عام تقريبا، حطت المركبة المريخية الصينية زورونغ على الكوكب الأحمر، لينشر العلماء حديثا، أول تقرير عن مشاهدات زورونغ في أول 60 يوما مريخيا منذ وصولها؛ وهي أطول من أيامنا الأرضية بحوالي 37 دقيقة.
وتحركت المركبة في رحلتها أقل من نصف كيلو متر واحد على سطح الكوكب، تعرضت خلالها لرياح شديدة حاملة للغبار، واكتشفت أول دليل ممكن عن المياه على سطح المريخ.
والمركبة الجوالة زورونغ ليست الوحيدة على سطح المريخ، وهي تعمل في نطاق ليس بعيدا عن مركبات وكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) الفعالة حاليا؛ كيورياسيتي وبيرسيفيرانس.
وباعتبار أن محيط المريخ أكبر بقليل من نصف محيط الأرض، فإن قرب المركبة الصينية من مركبة ناسا بيرسيفيرانس، أشبه ما يكون بإرسال وكالات فضاء مريخية مركبتين، واحدة إلى أطلنطا، والأخرى إلى ميامي، فضلا عن وجود مركبة كيورياسيتي في المنطقة ذاتها.
وقالت الجيوغرافية كريستين إم رودريغ، الباحثة مع ناسا في مهمة كاسيني: "تتعارض أحيانا أهداف المخططين للمهمات المريخية، إذ يميل المهندسون للاهتمام بأمان الرحلة، ما يجعلهم مصرين على الهبوط في مواقع قليلة الميول ومناسبة قدر الإمكان، في حين يمتلك الباحثون اهتمامات محددة بمناطق يودون اكتشافها"؛ وفقا لموقع "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وتقدم جغرافيا المريخ تأريخا لصدمات عنيفة من المذنبات والشهب خلال مليارات السنين، بشكل يماثل ما تعرضت له جميع الأجرام الكبيرة في النظام الشمسي، والسبب الوحيد وراء مسح تلك العلامات عن سطح كوكبنا، يكمن في نشاط الأرض الجيولوجي.
وتشكل الأراضي المرتفعة ثلثي الناحية الجنوبية للمريخ، وتبين الخرائط كيف أنها أكثر تعرجا من المناطق المنخفضة في الشمال بكثير، ومع ذلك فإن هذه الأراضي المرتفعة تحتوي على الأدلة المحفوظة جيدا عن تاريخ المريخ العنيف والمستمر خلال مليارات السنين إلى أن هدأ نشاط المذنبات في النظام الشمسي منذ حوالي 3.7 مليار سنة.
وما يزال الباحثون في خضم محاولة اكتشاف ما تعرضت له الأراضي المنخفضة في الشمال، وتشير النظرية الرائجة حاليا إلى أن صداما ضخما أدى إلى فصل الجزء الشمالي من الكوكب، وهو أمر ليس مستغربا خلال مليارات السنين الماضية.
وتعرضت الأرض كذلك للاصطدام من جسم بحجم المريخ في بداية تاريخها، ما أدى إلى تشكيل حلقات حولها، تجمعت فيما بعد واندمجت مكونة القمر.
ومع ذلك، ليس من المستحيل الهبوط في المناطق المرتفعة في الجنوب، إذ هبطت أول مهمة ناجحة على سطح المريخ، وهي المركبة السوفيتية مارس 3 في العام 1971، بعد بضعة أعوام من وصول رواد الفضاء الأمريكيين إلى القمر، وهذه المهمة كانت الأولى والأخيرة لصعوبة الهبوط هناك.
أما الشق الفاصل بين المناطق الجنوبية المرتفعة والمناطق الشمالية المنخفضة فهو حاد جدا، كمنحدر بارتفاع حوالي ثلاثة كيلومترات.
وفي حين يكون الهبوط على الشق الفاصل أشبه بمهمة انتحارية، فإن المنطقة الشمالية تمثل حلا وسطا بين المهندسين المهتمين بالسلامة والعلماء الراغبين باكتشاف طبوغرافية المريخ المذهلة.
وحيث يقع البركان الأكبر في النظام الشمسي بالقرب من أوليبمس مونز على المريخ، نجد مركبات زورونغ وكيورياسيتي وبيرسيفيرانس.
وتدخل تفاصيل جغرافية صغيرة عديدة، في مهمة الهبوط على سطح المريخ، فيظل الانتشار الكبير لفوهات براكين وصخور تصعب على المركبات الهبوط والتحرك بأمان.
وأمام تلك العقبات، تقل الخيارات أمام البعثات المريخية، وكما ترى الباحثة رودريغ لا يوجد كثير من الأماكن المناسبة للهبوط على الكوكب الأحمر، فهي في الواقع لا تتعدى موقعين أو ثلاثة، عند أخذ جميع العوامل في الحسبان.