logo
علوم وتقنية

بعد سنوات.. كبسولة بوينغ تتجه لمحطة الفضاء الدولية برحلة تجريبية

بعد سنوات.. كبسولة بوينغ تتجه لمحطة الفضاء الدولية برحلة تجريبية
20 مايو 2022، 8:39 ص

انطلقت كبسولة بوينغ الفضائية "ستارلاينر"، مساء أمس الخميس، من فلوريدا في رحلة تجريبية غير مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية.

وتطمح الشركة إلى أن تصبح بعد سنوات من التأخير والإخفاقات المتتالية الجهة الثانية بعد "سبايس إكس" التي ستتولى مستقبلًا نقل رواد وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

وتم إطلاق "ستارلاينر" من كاب كانافيرال في الساعة 18,54 بالتوقيت المحلي (22,45 ت غ) بواسطة صاروخ "أطلس 5"، الذي تولى تصنيعه "يونايتد لونش آلاينس" United Launch Alliance .

ومن المتوقع أن تلتحم الكبسولة بمحطة الفضاء بعد نحو 24 ساعة على الأكثر.

ووُضِعَت الكبسولة على المسار الصحيح، لكن اثنين من محركات الدفع الإثني عشر المستخدمة لم يعملا، على ما أوضح مسؤولو ناسا في مؤتمر صحفي.

واستبعد هؤلاء أن تؤثر هذه المشكلة على الرحلة.

وأكد المسؤول عن برنامج الرحلات الفضائية المأهولة في بوينغ، مارك نابي، أن الفرق المختصة "تعمل على فهم سبب هذه العيوب".

وطمأن بأن "المركبة آمنة" وأنها "في طريقها إلى محطة الفضاء الدولية".

ويُجرى هذا الاختبار من دون ركاب في الكبسولة، بهدف إثبات كونها آمنة لنقل الطواقم البشرية، بعدما سبق أن أجريت تجربة مماثلة عام 2019، لكنها باءت بالفشل، واضطرت الكبسولة يومها للعودة إلى الأرض قبل الموعد المحدد لبلوغها محطة الفضاء الدولية.

وفي آب/أغسطس 2021، أُلغيت تجربة جديدة في اللحظة الأخيرة قبل الإقلاع بسبب مشكلة في الصمامات اكتشفت في عمليات التحقق الأخيرة.

في غضون ذلك، تمكنت شركة "سبايس إكس" الحديثة العهد مقارنة ببوينغ في قطاع الصناعات الفضائية، من إجراء اختبارات مركبتها بنجاح، وبدأت تاليًا في نقل رواد الفضاء التابعين لناسا في رحلات منتظمة.

وحملت شركة الملياردير إيلون ماسك حتى الآن 18 رائد فضاء في كبسولتها "كرو دراغون" بالإضافة إلى أربعة سياح فضائيين من غير الرواد.

إلا أن ناسا ترغب في تنويع خياراتها تفاديًا لاحتمال عدم توافر وسيلة نقل أمريكية لروادها، كما حصل بعد وقف العمل بالمكوكات الفضائية عام 2011.

وقبل بدء "سبايس إكس" رحلاتها، كانت الوكالة الأمريكية ترسل روادها في صواريخ "سويوز" الروسية مقابل بدل مالي.

ووقعت الوكالة عقدًا بسعر ثابت مع كل من "سبايس إكس" و"بوينغ".





التحام دقيق

ولم تحمل "ستارلاينر"، أمس الخميس، أي ركاب باستثناء دمية سُميت روزي، وضعت في مقعد القائد، وهي مجهزة بنحو 15 جهاز استشعار تهدف إلى جمع المعلومات عن تحركات المركبة.

وتنقل "ستارلاينر" كذلك إلى محطة الفضاء الدولية نحو 230 كيلوغرامًا من الإمدادات لحساب ناسا، من بينها مواد غذائية.

ويتابع الرواد الموجودون في محطة الفضاء الدولية قرابة الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة اقتراب الكبسولة من المحطة، وسيجعلونها أولًا تتوقف على بعد نحو 250 مترًا قبل البدء بعملية الالتحام الدقيقة.

ولن تُفتح فتحة الكبسولة إلا في اليوم التالي، أي يوم غد السبت.

ويُتوقع أن تبقى "ستارلاينر" ملتحمة بمحطة الفضاء الدولية نحو خمسة أيام، قبل أن تعود إلى الأرض، على أن تهبط في قاعدة "وايت ساندس" في صحراء ولاية نيو مكسيكو الأمريكية.





نكسات متكررة 

وحفلت مسيرة "ستارلاينر" الطويلة بالكثير من المطبات والنكسات، ففي عام 2019، تعذر وضع الكبسولة في المدار الصحيح بسبب مشكلة في الساعة، فاضطرت للعودة إلى الأرض بعد يومين. ثم تبين لشركة بوينغ أن مشكلات برمجية أخرى كان يمكن أن تتسبب بخلل خطير في الرحلة.

وزودت ناسا الشركة بسلسلة طويلة من التوصيات والتعديلات المطلوبة.

وفي عام 2021، وضع الصاروخ على منصة الإطلاق لإجراء محاولة جديدة، لكن مشكلة رطوبة أدت إلى تفاعل كيميائي حال دون فتح بعض الصمامات في الكبسولة، مما أوجب إعادتها إلى المصنع لإجراء التصليحات اللازمة لمدة عشرة أشهر.

وحُلت المشكلة بالفعل بإغلاق الصمامات الجديدة بإحكام منعًا لتسرب الرطوبة، على ما شرح مارك نابي من بوينغ، لكن الشركة تدرس اعتماد حلول أخرى طويلة المدى مستقبلًا، من بينها تصميم معدل.

وتعتزم "بوينغ" إطلاق أول رحلة مأهولة لها في نهاية العام الجاري، وهنا تكمن أهمية هذه الرحلة التجريبية الثانية، إذ ستتيح للشركة الحصول بعد طول انتظار على موافقة وكالة ناسا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC