اقترب العلماء بشكل لا يصدق من إيجاد حل لأحد الأسئلة الوجودية الغريبة مثل عدد النجوم في السماء وحبات الرمل في العالم، وهو كم عدد النمل على الأرض؟
ويزعم باحثون من جامعة Julius Maximilians في Wurzberg أن هناك 20 كوادريليون (عدد يساوي مليون مليار) من النمل يزحف على كوكب الأرض.
وللمقارنة، يوجد حاليًا حوالي 7.8 مليار إنسان على الأرض، مما يعني أن هناك حوالي 2.5 مليون نملة لكل شخص! بحسب ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقالت سابين نوتين المؤلف الرئيسي للدراسة: "وفقًا لتقديراتنا، يبلغ عدد النمل العالمي 20 كوادريليون نملة، وهو رقم به 15 صفراً، وهو أمر يصعب فهمه وتقديره".
في الدراسة، المنشورة في مجلة PNAS العلمية، شرع الفريق في تقدير العدد الإجمالي للنمل في جميع أنحاء الكوكب. وللوصول إلى تقديراتهم، قام الفريق بتقييم 489 دراسة سابقة على النمل، عبر جميع القارات والمناطق الأحيائية الرئيسية والموائل.
وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى وجود 20 كوادريليون نملة على الأرض، مع كتلة حيوية مجمعة تبلغ 12 ميغا طن من الكربون الجاف.
وكتب الباحثون فيها أن "المعرفة حول توزيع ووفرة الكائنات الحية أمر أساسي لفهم أدوارها داخل النظم البيئية وأهميتها البيئية للأنواع الأخرى، وتفتقر هذه المعرفة حاليًا إلى الحشرات، التي لطالما اعتبرت الأشياء الصغيرة التي تدير العالم".
وأضافوا: "حتى بالنسبة للحشرات الموجودة في كل مكان، مثل النمل، والتي لها أهمية بيئية هائلة، لا يوجد حاليًا تقدير موثوق لإجمالي عددها على الأرض ولا لوفرة هذه الحشرات في المناطق الأحيائية أو الموائل الخاصة".
من جهته، قال باتريك شولثيس المؤلف المشارك في الدراسة: "هذا يتجاوز الكتلة الحيوية مجتمعة للطيور البرية والثدييات ويتوافق مع حوالي 20% من الكتلة الحيوية للبشرية".
وباستثناء القطبين، يسكن النمل جميع الموائل تقريبًا على الأرض، ولكن حتى الآن، لم يُعرف الكثير عن توزيعها. وتشير نتائج الدراسة إلى أن المناطق الاستوائية لديها أعلى كثافة من النمل. وإلى جانب المنطقة المناخية تلعب النظم البيئية المحلية أيضًا دورًا مهمًا في توزيع الحشرات، وفقًا للباحثين.
ووجدت الدراسة أن الغابات والمناطق القاحلة هي موطن لمعظم العينات، في حين أن المناطق التي بها عدد أكبر من البشر بها عدد أقل من النمل.
ويأمل الباحثون أن تشجع النتائج التي توصلوا إليها مزيدًا من البحث في عدد وتوزيع النمل في جميع أنحاء العالم.
وقال شولثيس: "في الهكتار، يتحرك النمل ما يصل إلى 13 طنًا من كتلة التربة سنويًا، لذلك فإن لها تأثيرًا كبيرًا في الحفاظ على دورة المغذيات كما أنها تلعب دورًا حاسمًا في توزيع بذور النباتات".
