قبل 80 عامًا.. هكذا حصلت جامعة هارفارد على أقدم جهاز كمبيوتر في العالم

قبل ثمانين عامًا، قدمت شركة "IBM" لجامعة هارفارد، أحد أقدم أجهزة الكمبيوتر في العالم، وهو آلة حاسبة ذاتية التحكم، عُرفت فيما بعد باسم "Harvard Mark I".

وكان الكمبيوتر من بنات أفكار طالب الدراسات العليا بجامعة هارفارد، هوارد أيكين، الذي أقنع شركة "IBM" بأن المشروع كان فكرة جيدة في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين. 

الفكرة والتصميم

صُمم "مارك 1" في عام 1937 من قبل الطالب أيكين؛ لحل مشاكل الفيزياء الرياضية المتقدمة التي واجهها في بحثه.

وتصور اقتراح أيكين الطموح استخدام تقنيات معدلة ومتاحة تجاريًّا بتنسيق من نظام تحكم مركزي.

وبدعم من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، في القسم الذي أصبح اليوم كلية الهندسة والعلوم التطبيقية، ناقش أيكين فكرته مع كثير من الشركات المصنعة، ووجد في النهاية اهتمامًا في "IBM"، وهي شركة متخصصة بالآلات الحاسبة وأنظمة البطاقات المثقبة.

وعدَّ رئيس "IBM" في ذلك الوقت، توماس واتسون، أن الجهاز سيكون عرضًا جيدًا لقدرات الشركة.

وبتمويل إضافي من البحرية الأمريكية، بُدِئ في بناء الجهاز  عام 1939، وباستخدام مكونات الشركة، طور مهندسو "IBM" في إنديكوت، بولاية نيويورك، أنظمة عمل الآلة وأداروا بناءها على مدار خمسة أعوام. 

وخلال تلك المدة، دخلت أمريكا الحرب العالمية الثانية، وعندما سُلِّم "مارك 1" أخيرًا إلى هارفارد عام 1944، شُغل بوساطة مكتب السفن التابع للبحرية الأمريكية لأغراض عسكرية، وحل المشكلات الرياضية التي كانت تتطلب حتى ذلك الحين فرقًا كبيرة من البشر.

وزن 5 أطنان 

واستغرق بناء الكمبيوتر قرابة أربعة أعوام إلى أن اكتمل في عام 1943، وبوزن خمسة أطنان تقريبًا، كان يمكنه حل مسائل الجمع في أقل من ثانية، والضرب في ست ثوانٍ، والقسمة في 12 ثانية. 

وكان الكمبيوتر يقرأ تعليماته من ورق مثقوب ويستخدم مفاتيح مادية لإدخال بيانات البرنامج، وفي عام 1944 فُكك وشُحن إلى جامعة هارفارد. 

وفي مايو/ أيار عام 1944، أعلن عن تشغيل الكمبيوتر، وجرى تقديمه رسميًّا في حفل تكريس في 7 أغسطس/ آب عام 1944، أي قبل 80 عامًا. 

وبعد أن أصبح الجهاز قيد التشغيل في أثناء الحرب العالمية الثانية، استخدمت البحرية الأمريكية هذا الكمبيوتر في إجراء الحسابات، بوصفها جزءًا من تصميم الطوربيدات وأنظمة الكشف تحت الماء، واستخدمته فروع أخرى من الجيش في تصميم عدسات كاميرات المراقبة.

وظل الجهاز قيد التشغيل حتى عام 1959 عندما فُكك مرة أخرى.