تواجه ست منصات اجتماعية من عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية اتهامات بـ"خلق أزمة في الصحة العقلية بين شباب الولايات المتحدة"، في دعوى قضائية أقامتها المدارس العامة في مدينة سياتل في ولاية واشنطن.
وقال موقع "بيزنس إنسايدر"، الإثنين، إنه اطّلع على ملف القضية التي أقامتها المدارس الحكومية وتتهم فيها الشركات المالكة لمنصات فيسبوك وغوغل ويوتيوب وإنستغرام وتيك توك وسناب شات، بأنها مصمّمة لاستغلال علم النفس البشري في إشاعة الإدمان الضار بالشباب.
وقالت هيئة المدارس العامة في سياتل إنها رفعت الدعوى، لأن الأطفال الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية التي تسببها هذه المنصات، يكون أداؤهم سيئا في المدرسة ويقل احتمال حضورهم للدوام بما يؤثر على مهمة المدرسة التربوية.
وتزعم الدعوى القضائية أن التطبيقات "نجحت في استغلال العقول الغضة للشباب وربط عشرات الملايين منهم في جميع أنحاء البلاد بسلوكيات فيها الاستخدام المفرط وإساءة الاستخدام، لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضافت أن المحتوى الذي "يرعونه ويوجهونه للشباب غالبًا ما يكون ضارا واستغلاليا"، وقدمت أمثلة على ذلك من سويّة الترويج لنظم غذائية ضارة.
وعرضت لوائح الدعوى لظاهرة تزايد معدلات الإصابة بالأمراض العقلية وهي التي تفاقمت مع موجة كورونا مع زعم أن ذلك كان نتيجة لما تقدمه هذه المنصات الاجتماعية.
أرقام مقلقة وغرامات
وتنقل بزنس إنسايدر عن جمعية علم النفس الأمريكية أرقاما تشير إلى ارتفاع معدلات الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما ممن يعانون من الاكتئاب الشديد، بنسبة 52% بين 2005 إلى 2017.
وخلال الأشهر السبعة الأولى من عمليات الإغلاق بفترة كورونا ارتفعت حالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية للفئة العمرية نفسها بنسبة 31% مقارنة بعام 2019.
وتم تغريم شركة ميتا التي تمتلك فيسبوك وإنستغرام، بمبلغ 403 ملايين دولار في سبتمبر 2022 من قبل المنظمين الأيرلنديين، بدعوى فشل هذه الشركة في حماية خصوصية الأطفال، كما تم تغريمها 414 مليون دولار أخرى في 4 يناير .
وتستشهد الدعوى في سياتل، بخطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس جو بايدن العام الماضي قال فيه "يجب أن نحمل منصات وسائل التواصل الاجتماعي المسؤولية عما طال أطفالنا جراء سعي هذه الشركات وراء الربح".
ونقل موقع انسايدر عن المتحدث باسم منصة سناب قوله، "ليس هناك ما هو أكثر أهمية بالنسبة لنا من رفاهية مجتمعنا، ونحن نعمل بشكل وثيق مع منظمات الصحة العقلية للمساعدة بالتعامل مع التحديات التي تواجه الشباب اليوم".
وقال رئيس السلامة العالمية في ميتا، أنتيغون ديفيس، إنه "طور أكثر من 30 أداة لدعم المراهقين والعائلات والتشجيع على البرمجة الزمنية لفترات المشاهدة وتحديد أكثر من 99% من المحتوى الضار قبل الإبلاغ عنه، سنواصل العمل بشكل وثيق مع الخبراء وصانعي السياسات ومع أولياء الأمور بشأن هذه القضايا المهمة".