عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
علوم وتقنية

الذكاء الاصطناعي في الصين يخسر أمام "تشات جي بي تي"

الذكاء الاصطناعي  في الصين يخسر أمام "تشات جي بي تي"
09 يناير 2024، 4:28 م

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن "تشات جي بي تي"، تصدر وسائل التواصل الاجتماعي الصينية في 2023، واعتبرت أن الأمر يشير إلى عدم قدرة خبراء الذكاء الاصطناعي في العملاق الآسيوي على مجاراة نظرائهم في الولايات المتحدة.

وقال التقرير إنه "على الرغم من أن روبوت الدردشة الذي صنعته شركة (أوبن إيه آي OpenAI) ومقرها الولايات المتحدة تم إطلاقه رسميًّا في أواخر عام 2022، إلا أن نموه غير المسبوق استغرق حتى عام 2023 لإثارة الدهشة في الصين، إذ حددت الحكومة الصينية هدفًا أن تصبح الصين الدولة الرائدة عالميًّا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030".

ولفت التقرير إلى أن الصين زادت وعلى مدار العقد الماضي من وتيرة تركيزها على مجال الذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية؛ إذ تم الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المدارس والمؤسسات الحكومية والمصانع وخصوصا منذ تفشي فيروس كورونا.

وتستخدم الصين "تقنية التعرف على الوجه باستخدام الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات بدءا من المجالات الأمنية وحتى تكنولوجيا الدفع السريع و النظارات والخوذات الذكية والتي تسهل على العديد من العمال أداء مهامهم وقد أصبحت الروبوتات الذكية مشهدًا مألوفًا في البلاد".

"تشات جي بي تي "

وبحسب الصحيفة، فإن المتابع لعالم الذكاء الاصطناعي لم يكن لديه أية شكوك حول من سيفوز بهذا السباق التكنولوجي الحديث بين النسر الأمريكي والتنين الصيني حتى ظهور تطبيق "تشات جي بي تي ChatGPT" .

وأفادت الصحيفة أن الأمر استغرق من الصين شهورًا حتى تطلق نماذجها البديلة التي بدا أنها متخلفة عن نسخ النماذج الغربية بطرق متعددة.

وقالت الصحيفة، إن وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني اعترف بأن روبوتات الدردشة الصينية كانت تكافح ضد منافستها الأمريكية؛ ما ترك مستخدمي الإنترنت الصينيين أمام تساؤل حول أسباب ذلك؛ نظرًا لأن الصين كانت تسير في طريق السيطرة على عصر الذكاء الاصطناعي.



وعن أسباب عدم قدرة خبراء الذكاء الاصطناعي في الصين على مجاراة تطبيق "تشات جي بي تي"، رأى خبراء ومدونون في هذا القطاع أن ذلك يعود لأسباب عدة، من بينها أن الصين لم تكن أول من أطلق تطبيقا شبيها بنموذج " ChatGPT"؛ لأن الشركات الناشئة الصينية كانت تركز على التطبيقات السريعة بدلًا من تطبيقات البحث والتطوير المطول.

ويقول آخرون إن التدريب على نماذج اللغة في الصين كان أكثر صعوبة بسبب الطبيعة الغنية والمعقدة للغة الصينية.

لكن في المقابل يتفق كثيرون على أن "الحساسية السياسية وبيئة الإنترنت الصينية" التي تخضع للرقابة هما السببان اللذان جعلا تطوير منصات شبيهة بـ ChatGPT في الصين أمرًا أكثر صعوبة.

وفي هذا الصدد، تقول الصحيفة إن السلطات الصينية اقترحت في العام 2023 قواعد الذكاء الاصطناعي، التي تنص على أن المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، سواء كان صورًا أو نصًّا، يجب أن يتماشى مع "القيم الأساسية للاشتراكية"، ويجب ألا يقوض سلطة الدولة أو يضر بالوحدة الوطنية أو يسهم في نشر معلومات كاذبة.

وأضافت الصحيفة أنه تم تكليف مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي في الصين بمنع المستخدمين من الاعتماد بشكل كبير على خدماتهم.

وبحلول ذلك الوقت، بحسب الصحيفة، "كانت العديد من شركات التكنولوجيا الصينية قد أطلقت روبوتات الدردشة الخاصة بها، ولكن كان من المستحيل تقريبًا أن تتنافس هذه الروبوتات مع "تشات جي بي تي" الذي لا يمكن الوصول إليه في الصين".

وطرح التقرير مثالًا بأنه "يمكن أن يؤدي طرح أسئلة بسيطة على برامج الدردشة الصينية حول القيادة الصينية إلى إغلاق المحادثة على الفور".

وأفاد التقرير أنه وفي الخريف الماضي انخفضت أسهم شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "آي فلاي تك iFlytek"، بعد أن قام أحد أجهزة الذكاء الاصطناعي اللوحية التابعة للشركة، والتي تساعد الطلبة في واجباتهم المدرسية، بإنشاء مقال يحتوي على بعض الملاحظات النقدية حول مؤسس الصين ماو تسي تونج.

وأضافت: "لقد أدى هذا الحادث إلى معاقبة موظفي "iFlyTek"، وكان بمثابة تحذير للاعبين الآخرين في هذا المجال بأن نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم يجب أن تعمل ضمن المبادئ التوجيهية واللوائح الخاصة بالفضاء السيبراني الخاضع للسيطرة الصارمة في الصين."

هل تفقد ثورة الذكاء الاصطناعي زخمها في الصين؟

وتؤكد الصحيفة أن تطور الذكاء الاصطناعي في الصين يؤثر على جميع طبقات المجتمع، إذ تلعب وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتطبيقات البث المباشر، ومنصات التجارة الإلكترونية، دورا محوريًّا في الاقتصاد الرقمي في الصين.

وشددت على أن تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة في الصين تمكن أصحاب الأعمال إمكانية شراء "مؤثرين وهميين" للعمل والبيع لصالحهم طيلة ساعات اليوم، وهو ما يوفر فرصًا غير مسبوقة لرواد الأعمال الصينيين الصغار وخصوصا على منصات منصات البث المباشر للتجارة الإلكترونية في عام 2023.

وتابعت: "لا يستطيع الموظفون الرقميون الجدد في الصين الإجابة على أسئلة العملاء وحسب، بل يمكنهم أيضًا قياس ما إذا كانوا يبتسمون، ومعرفة متى يجب عليهم إبقاء إجاباتهم قصيرة مثلا، وقد تم اختيار أحد هؤلاء الموظفين الرقميين "كموظف العام" في إحدى شركات التطوير العقاري الصينية".

وتقول الصحيفة إن السلطات الصينية تعمل مع شركات التكنولوجيا الكبرى في البلاد "لجعل رسائل الحزب الشيوعي جذابة"، ويمكن الوصول إليها قدر الإمكان للشعب الصيني من جميع الأعمار، حيث قدمت صحيفة الشعب اليومية الحكومية مذيعا افتراضيًّا لتقديم هذه الرسائل.

لمن الغلبة للصين أم للغرب ؟

وخلصت الصحيفة إلى أن الصين تؤكد على التوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي.

وأردفت "أن السيطرة الصارمة التي تفرضها الحكومة المركزية على التطورات الرقمية تعني أن التركيز ينصب على السيادة السيبرانية والدعم الجماعي والوئام الوطني والحفاظ على السلطة مع الحزب".

في المقابل يركز الغرب بشكل أقوى على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعزز الفردية، والاستقلال الشخصي، واللامركزية، والعولمة ــ حاملين معهم مجموعة من المناقشات الخاصة بهم حول كيفية إيجاد التوازن بين الحقوق الفردية والمصالح المجتمعية الأوسع.

أخبار ذات صلة

الذكاء الاصطناعي.. خطر جديد يهدد انتخابات الرئاسة الأمريكية

           

وختم التقرير بالقول، إن الطريقة التي يتم بها تطبيق الذكاء الاصطناعي في الغرب ليست بالضرورة مناسبة للسوق الصينية، والعكس كذلك صحيح.

واعتبرت الصحيفة أن وصول "تشات جي بي تي" يُظهر مسارات فريدة "للنسر الأمريكي والتنين الصيني"؛ حيث يشارك كل منهما في سباقه الخاص على مسارات مختلفة؛ ما يعني الذهاب إلى ما هو أبعد من التفكير التنافسي وما هو أبعد من الآثار الجيوسياسية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC