تساعد المراقبة الصحية في المنزل الذكي على تحسين جودة الحياة والصحة العامة، عبر رصد الحالة الصحية باستمرار، وتقديم تحليلات دقيقة، والمساعدة الفورية عند الحاجة.
وتعد المراقبة الصحية في المنزل الذكي إحدى أبرز التطبيقات التي تحققها التكنولوجيا الحديثة، إذ يمكن للأجهزة الذكية مراقبة صحة الأفراد في الوقت الفعلي، سواء كانت تلك المراقبة تتعلق بالأنشطة اليومية أو اللياقة البدنية أو الحالات الصحية الأخرى.
كما تقدم تلك التطبيقات نصائح أو تنبيهات عندما تكون هناك أي علامات على وجود مشكلات صحية.
وتعتمد عملية المراقبة الصحية في المنزل الذكي على عدة أنواع من الأجهزة من بينها:
الأجهزة القابلة للارتداء: مثل الساعات الذكية وأجهزة تتبع النشاط البدني، وهي من أبرز أدوات المراقبة الصحية في المنزل الذكي، إذ تسهم في قياس مجموعة من المؤشرات الصحية، مثل معدل ضربات قلب المستخدم، وتنبيهه في حال وجود تغييرات غير طبيعية، وتتبع أنماط النوم وجودته، وتقديم اقتراحات لتحسين النوم، وتسجيل عدد الخطوات اليومية، والسعرات الحرارية المحروقة، وتوجيهات لتحسين النشاط البدني.
أجهزة قياس المؤشرات الحيوية: العديد من أجهزة القياس الطبية الحديثة أصبحت متاحة للاستخدام المنزلي، وهذه الأجهزة تكون متصلة بشبكة المنزل الذكي لتوفير مراقبة متكاملة للصحة، مثل أجهزة قياس ضغط الدم الذكية، التي تتيح قياس ضغط دم المستخدمين، ومزامنة النتائج مع تطبيقات الصحة، وأجهزة قياس مستويات السكر في الدم، وأجهزة مراقبة التنفس والأوكسجين، ما يساعد في الكشف المبكر عن مشكلات التنفس.
أجهزة التحكم في الإضاءة: يمكن للأضواء الذكية ضبط الألوان والسطوع لتحسين مزاج المستخدم أو مساعدته في الاسترخاء، ما يؤثر إيجابيًا في النوم والصحة العامة.
أجهزة التحكم في درجة الحرارة: يمكن لأنظمة التدفئة والتهوية الذكية ضمان الحفاظ على درجة حرارة مثالية للراحة الصحية والوقاية من الأمراض.
أجهزة تنقية الهواء الذكية: يمكنها مراقبة جودة الهواء داخل المنزل، وتنقيته من الملوثات أو الغبار، ما يساعد الأشخاص الذين يعانون من الحساسية أو مشكلات في التنفس.
وبمجرد أن يتم جمع البيانات الصحية بواسطة الأجهزة المتعددة، يمكن أن ترسل أنظمة المراقبة الصحية في المنزل الذكي تنبيهات للمستخدم إذا كانت هناك أي مؤشرات تدل على وجود مشكلات صحية محتملة، مثل زيادة معدل ضربات القلب أو تغيرات مفاجئة في مستويات الأوكسجين.
وقد تضم بعض المنازل الذكية تطبيقات أو أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكنها تقديم توصيات علاجية بناءً على هذه البيانات.
وعلى سبيل المثال، يمكن توجيه المستخدمين إلى استشارة الطبيب، أو تعديل نمط حياتهم، إذا كانت هناك إشارات تحذيرية.
كذلك يستخدم نظام المراقبة الصحية في المنزل الذكي خوارزميات التعلم الآلي لتحليل البيانات المجمعة من أجهزة المراقبة الصحية، وتقديم تنبؤات حول الحالات الصحية المحتملة.
وعلى سبيل المثال، قد يتنبأ النظام الذكي بزيادة احتمال الإصابة بمشكلات صحية كارتفاع ضغط الدم بناءً على أنماط البيانات.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي توفر فيه أنظمة المراقبة الصحية في المنزل الذكي طرقًا فعالة لتحسين الصحة، فهي تحتاج إلى إجراءات قوية في مجال الأمان وحماية الخصوصية لضمان استخدام آمن وموثوق لهذه التقنيات.