تختلف سرعات الإنترنت في جميع أنحاء العالم، بحيث تقدم بعض الدول الكبرى والأكثر تقدمًا خيارات الألياف الضوئية التي يمكنها نقل سرعات تصل إلى 10 غيغابت في الثانية مباشرة إلى الكمبيوتر الخاص بك.
إلا أن إنجازًا رائدًا في هذا المجال سيؤدي إلى تحويل المشهد الرقمي من خلال فتح إمكانيات لا حصر لها لنقل البيانات بسرعة عالية.
قفزة كبيرة إلى الأمام
سجلت اليابان رقمًا قياسيًا جديدًا في سرعة الإنترنت بلغ 420 مليون ميغابت في الثانية، مسجلة بذلك رقمًا قياسيًا عالميًا.
وتم تحقيق هذا الإنجاز الرائع من خلال الجهود المشتركة بين جامعة توينتي والمعهد الوطني الياباني لتكنولوجيا المعلومات "NICT" والاتصالات، وجامعة طوكيو.
وباستخدام تكنولوجيا الألياف الضوئية المتطورة، وتحديدًا موجات تيراهيرتز THz، يمثل هذا الإنجاز قفزة كبيرة إلى الأمام في قدرات نقل البيانات، ويعد بإحداث ثورة في الاتصالات عبر الإنترنت.
ومن خلالها سيتمكن محبو الألعاب الإلكترونية على سبيل المثال من تنزيل ألعابهم المفضلة، مثل "Baldur’s Gate 3" و"Red Dead Redemption 2" ومجموعة "Fallout 4"، في أقل من عُشر ثانية! .
كذلك، تكمن التقنية المبتكرة وراء هذا الإنجاز القياسي في استخدام كابلات الألياف الضوئية القياسية، والتي تعد بمثابة العمود الفقري للإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وتنقل هذه الكابلات المعلومات الرقمية من خلال إشارات الأشعة تحت الحمراء والضوء والأشعة فوق البنفسجية المعدلة.
وأخذ فريق المعهد الوطني الياباني لتكنولوجيا المعلومات هذا الأساس، ودفعه إلى الحدود المطلقة، مما أدى إلى تعظيم نطاقات الإرسال.
والنتيجة هي إجمالي عرض النطاق الترددي للإشارة يبلغ 37.6 تيراهيرتز، أي أكثر من 100000 مرة من عرض النطاق الترددي الذي يمكن أن يستوعبه أحدث معيار WiFi 7.
عقبات متعددة
ومع ذلك، لن نرى مثل هذه السرعات في المنزل في أي وقت قريب. وستكون العقبة الأكبر هي التكلفة الهائلة التي سيتعين على مزودي خدمة الإنترنت تحملها لمحاولة الوصول إلى سرعات مثل هذه.
وسيتعين على الشركات تمرير السعر إلى المستهلك أيضًا، مما يعني أن الفاتورة الشهرية من المرجح أن تكون فلكية.
وفي حال تمكنت من إدخال هذا الإنترنت بسرعته القياسية إلى منزلك، فهناك مشكلة أخرى ستواجهها وهي توافق الأجهزة.
إذ تقدم معظم أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب في عام 2024 دعمًا لسرعات 1 غيغابت في الثانية أو 2.5 غيغابت في الثانية فقط، وفي الكمبيوترات فائقة السرعة 10 غيغابت في الثانية في بعض الأحيان، أي ما يقرب من 400 ألف مرة أبطأ من الرقم القياسي الحالي.
ناهيك عن أنه حتى لو كان جهاز الكمبيوتر الخاص بك يدعم هذه السرعات، ستواجه مشاكل أخرى مع الذاكرة الصلبة، وذاكرة الوصول العشوائي.
فالتكنولوجيا المتطورة الحالية مثل "PCI-E Gen 5" وأعلى سرعات ذاكرة الوصول العشوائي DDR5، ستعوق عمل جهاز الكمبيوتر مع السرعة القياسية الجديدة، لدرجة أن جلب الترقية الضخمة إلى منزلك سيكون بلا جدوى في المستقبل المنظور.
