logo
مقالات مختارة

من باب السياحة

من باب السياحة
21 يناير 2024، 2:45 ص

كل الدول تضررت من هجمات الجماعة الحوثية على سفن الشحن العابرة في جنوب البحر الأحمر، ولكن مصر تضررت بشكل مختلف، لا لشيء، إلا لأن كل سفينة تحوّل مسارها تجنبًا لخطر الهجمات يعد خصمًا مباشرًا من إجمالي إيراد قناة السويس.

كانت ٥٥ سفينة قد حولت طريقها من البحر إلى طريق رأس الرجاء الصالح دورانًا حول قارة إفريقيا، خلال الفترة من ١٩ نوڤمبر عندما شن الحوثى هجمته الأولى إلى ١٦ ديسمبر، وكان هذا هو ما أعلنه الفريق أسامة ربيع، رئيس قناة السويس.

والمعنى أن رسوم مرور السفن التي غيرت مسارها لم تدخل خزينة القناه طبعًا، وليس معروفًا إلى اليوم عدد السفن التى حولت مسارها فيما بعد ١٦ ديسمبر، ولكن الشيء الذي نعرفه أن إيراد القناه تأثر ولا يزال.. وقد شاءت السماء أن تعوضنا عن هذه الخسارة، ففتحت لنا بابًا في موسم سياحى مميز، وهو كذلك لأن عدد السياح الذي زار بلدنا في ٢٠٢٣ هو الأعلى منذ عام ٢٠١٠.

ففي ٢٠١٠ وصل عدد السياح إلى ١٤ مليونًا و٧٣١ ألفًا، ولكننا فى السنة الماضية تجاوزنا هذا الرقم لنصل إلى ١٤ مليونًا و٩٠٦ آلاف.. وكان اللافت أن الربع الرابع من السنة نفسها شهد نموًا فى عدد السياح وصل إلى ٨% قياسًا على الفترة نفسها من ٢٠٢٢، وبانخفاض ٦٠٠ ألف سائح عن المخطط المستهدف بتأثير من حرب غزة.

وهذا لا بد مما يجب حسابه ليس فقط في ميزان أحمد عيسى، وزير السياحة، وإنما أيضًا في ميزان فريق العمل الذي يشارك الوزير عيسى مهمته، وكذلك الوزارات التي تتعاون معه في تحقيق ما نستحقه في حركة السياحة العالمية، وفي المقدمة من هذه الوزارات وزارة الطيران، ومن قبلها وزارة الداخلية بالضرورة.

ولا شك أن نسبة الثمانية في المائة التي شهدتها حركة السياحة خلال الربع الرابع من ٢٠٢٣ هي حصيلة عمل تم في هذه الفترة، ولكنها بالتوازي تعويض رباني للمحروسة، لأن الفترة ذاتها هي التي كانت مسرحًا لهجمات الحوثي بتأثيرها الذي تابعناه على إيراد القناة.

وهكذا.. فما تسبب الحوثي فيه من خسارة لنا بهجماته في جنوب البحر، عوضتنا السماء عنه على أرضنا في شمال البحر، وكان التعويض مباشرًا في انتعاش حركة السياحة.. هذا ما تقول به لغة الأرقام المُشار إليها.. وقد كانت الحرب على غزة ترشح حركة السياحة للعكس، لولا أن الله كان معنا، فأوصل لنا في السياحة ما انقطع عن القناة بسبب الهجمات على السفن العابرة.

المصري اليوم

المقالات المختارة تعبّر عن آراء كتّابها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر الموقع.

أخبار ذات صلة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC