عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
مقالات مختارة

المواقف تنقلب على نتنياهو والدائرة تضيق

المواقف تنقلب على نتنياهو والدائرة تضيق
15 ديسمبر 2023، 11:51 ص

دخلت حرب غزة شهرها الثالث، وسط غضب شعبي عارم على مستوى العالم، أجبر حكومات غربية على تغيير مواقفها، من الدعم المطلق لإسرائيل إلى الدعوة لوقف إطلاق النار فورا.

الرد الهمجي الإسرائيلي على هجوم حماس في السابع من أكتوبر بلغ حدًّا لا يمكن تجاهله أو تبريره أو التعاطي معه، وتطرف بنيامين نتنياهو وجوقته المتشددة، وعلى رأسها بن غفير وسموتريتش، بث في الجنود المتوجهين لاجتياح غزة الغرائز الحيوانية لاقتراف الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين وتوثيقها في مقاطع مصورة، تباهى جنود نتنياهو في نشرها.

رأينا جميعا كيف أقدم جندي إسرائيلي على تخريب دكان بسيط، وهو يعبث ببضائع بسيطة كانت في يوم من الأيام مصدر رزق لشخص ما، أغلب الظن أنه الآن بين عداد القتلى أو الجرحى، ورأينا مقطعا آخر يوثق قيام سائق جرافة في جيش الاحتلال وهو يتباهى بتدمير سيارات تعود لغزيين نزحوا أو أغلب الظن قتلوا، فضلا عن التوحش الإسرائيلي على الطريقة الأمريكية في العراق، عبر اعتقال مدنيين وتجريدهم من ملابسهم.. كل هذا غيض من فيض، فالوحشية حجمها أكبر بعيدا عن أعين الكاميرات.

هي جرائم عرَّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وجعلت أكثر الحلفاء توددا له وهو الرئيس الأمريكي جو بايدن يكشف عن تململه، ويدعوه أخيرا لتغيير حكومته المتشددة، واصفا إياها بأنها الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل والتي لا تؤمن بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية.

لقد احتاج بايدن كل هذا الوقت ليعترف بأن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس وحشي، مارس خلاله الجيش الإسرائيلي القصف العشوائي الذي أفقد حكومة نتنياهو الدعم الدولي.

نتنياهو بدأ يخسر الدعم الخارجي، وبالتزامن مع ذلك بدأ يخسر الدعم الشحيح أصلا داخليًّا، فها هو حزب الليكود بدأ ينقلب على الرجل المتهم بجرائم فساد، لا سيما بعد تصريحاته الأخيرة بشأن اتفاقية أوسلو، إذ تسود حالة من الاحتقان داخل أروقة الحزب على خلفية تصريحاته.

وبحسب القناة الإسرائيلية السابعة، يرى معارضو تصريحات نتنياهو أنها تندرج تحت حملة سياسية شخصية، على حساب الجنود الذين يشاركون في الحرب وعائلات الأسرى.

القناة العبرية ذكرت أن مصادر بحزب الليكود وجهت انتقادات حادة ضد نتنياهو، وقالت إنه في خضم حملة شخصية تخدم مصالحه السياسية.

الليكود بدأ التفكير في رجل جديد يقوده، وأيام نتنياهو باتت معدودة، ورغم كل ذلك ما زالت آلة الحرب تدور، والجيش الإسرائيلي يخسر المزيد من جنوده ويتلقى المزيد من الصفعات في غزة، ويرد على كل ذلك بحصد أرواح المزيد من الأطفال والنساء بهدف الانتقام لا أكثر.

حرب عبثية يريد "بيبي" استمرارها لأن في نهايتها نهايته، ولكن هناك ضغط دولي وأمريكي بات اليوم جليًّا لوقف الحرب في غزة، ليفتح ذلك باب التكهنات حول إقدام نتنياهو على لعب ورقته الأخيرة، بفتح جبهة حرب جديدة على الجبهة الشمالية، ليكسب المزيد من الوقت، بحثا عن "نصر" ينقذه من الهزيمة السياسية ومن الخضوع للمحاكمة وربما السجن.

الحرب في غزة باتت نهايتها وشيكة، دون تحقيق إسرائيل لأي من أهدافها المعلنة، فهل سيرضخ "بيبي" لذلك ويبحث عن هدن وصفقات تبادل للأسرى توصل لوقف دائم لإطلاق النار لحفظ ماء الوجه؟، أم يلجأ هذا المتهور لفتح جبهة قتال جديدة مع حزب الله؟، بحثا عن "نصر"، ربما ينقلب عليه أسوأ من غزة، يغطي به على هزيمته.. قادم الأيام سيكشف المزيد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC