عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
مقالات مختارة

عرّاب الانحياز الغربي

عرّاب الانحياز الغربي
25 ديسمبر 2023، 8:43 ص

مع كل يوم يمر والحرب مستمرة في غزة، تتكشف المواقف الغربية "المخزية"، والتي باتت مكشوفة للعالم، تحيز واضح لإسرائيل وتجاهل للجرائم المنتهكة بحق المدنيين العزل في غزة.

عيون تبكي لمجرد سماع مقتل رهينة إسرائيلي، ولكنها في الوقت ذاته لا يرف لها جفن لمقتل آلاف الأطفال في غزة.

سلوك غربي منحاز يقوده العراب جو بايدن الذي حمّل بلاده، الولايات المتحدة الأمريكية، وزر جريمة أخلاقية لن يمحوها التاريخ، فصور أشلاء أطفال غزة والأجساد المتحللة العالقة تحت ركام القصف، بات ينظر إليها العالم على أنها ثمار الدعم الأمريكي لحكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة وآلته العسكرية الوحشية.

ومع تصاعد حدة وحشية القصف الإسرائيلي للقطاع المنكوب، أطل بايدن برأسه الجمعة ليدلي بتصريح يصف فيه مقدار حزنه ولوعته ليس على آلاف الأطفال الذين قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، وإنما من أجل تقارير تؤكد مقتل غادي حجاي، وهو رجل إسرائيلي أمريكي كان يٌعتقد أنه احتجز رهينة في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

هذا هو السلوك الأمريكي الذي اعتدنا عليه، انحياز وكيل بمكيالين، ادعاء الديمقراطية والمناداة بالحريات، وبالتزامن مع ذلك تسمين آلة الحرب والدمار.

وعند المطالبة بموقف رسمي أمريكي يندد بالجرائم الإسرائيلية، نستحضر المثل القائل "فاقد الشيء لا يعطيه"، فكيف للإدارات الأمريكية التي غزت العراق ودمرته وارتكبت فيه الجرائم والتنكيل أن تندد بجرائم ترتكب بحق غزة؟.

كيف لدولة يدها ملطخة بدماء أبرياء في السودان وليبيا وفي هيروشيما وناكازاكي وفي بنما وفيتنام أن تخلع رداء الوحشية وتتجرأ على إدانة إجرام الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في قطاع غزة والضفة الغربية؟.

قد نفهم سياق السياسة الأمريكية اللاإنساني، وإقدام الساسة الديمقراطيين والجمهوريين في أمريكا على تغليب مصالحهم الانتخابية على أي قضية إنسانية في بلاد العالم الثالث، وسعيهم لاهثين لإرضاء "إيباك"، متخذين من إسرائيل "الإله" العصي على الانتقاد، ولكن انجرار الدول الغربية الأخرى بشكل مخجل وفظيع لدعم الإجرام الإسرائيلي قد يأتي في سياق غريب، وأعني هنا مواقف كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

كل الغرب منحاز لإسرائيل وبشكل صارخ، ويحاول عبر تصريحات هنا وهناك حفظ ماء الوجه للتعاطي مع الاحتجاجات الشعبية المنددة بالجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة.

تصريحات تتحدث عن دعوة إسرائيل لمحاولة تجنب استهداف المدنيين ومواصلة حربها للقضاء على حماس، فيما تعمد آلة الحرب الإسرائيلية إلى القتل والتنكيل بكل أهل غزة، وكأن هدف الحرب الإسرائيلية بات وبشكل واضح قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وليس القضاء على حماس.

خلاصة القول، حرب غزة عرّت الغرب وأثبتت أنه يكيل بمكيالين، كما أثبتت أن الطابع الاستعماري ما زال يحتل جزءًا كبيرًا من التفكير الغربي، الذي ينظر إلى دول العالم الثالث بأنها دول غير قابلة للاستمرار دون الإدارة الغربية والفكر "منتهي الصلاحية ".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC