عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
مقالات مختارة

أطفال غزة يفضحون ازدواجية المعايير الغربية

أطفال غزة يفضحون ازدواجية المعايير الغربية
03 ديسمبر 2023، 4:36 م

انتشر تصريح أدلى به الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، لصحيفة "الشرق"، كالنار في الهشيم، عندما وضع يده على الجرح تمامًا، واختصر المشهد الذي نراه، اليوم، من طريقة تعاطي الغرب مع الحرب في غزة.

أبو الغيط، أخيرًا، قالها واضحة صريحة: "لو قُتل 5 أو 6 آلاف طفل من بلد غير عربي لثارت الإنسانية، ولن تتوقف حتى تتم محاسبة المسؤولين وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولكن - للأسف - هي دماء عربية، ويزعجني ويؤسفني أن أقول هذا، معايير مزدوجة، وحث على القتل".

إذن هي المعايير الغربية المزدوجة تجاه القضايا في العالم الثالث، التي تقدم موقفًا متباكيًا وداعمًا للأوكرانيين، وبالوقت ذاته، تبرر قتل الأطفال على يد آلة الحرب الإسرائيلية، بترديد عبارة، كل شيء وارد في الحرب وهو شر لا بد منه، كي تستطيع إسرائيل الدفاع عن نفسها، والقضاء على حركة حماس.

أسلوب التعاطي الغربي مع قضايا المنطقة، والمنحاز بشكل جلي مع إسرائيل، لم يعد مثيرًا لغضب الشارع العربي فحسب، بل امتد هذا الغضب ليدب في شوارع الغرب نفسه، وبدأنا نشاهد مظاهرات غاضبة ومنددة في عواصم غربية، لا سيما لندن وباريس، وحتى واشنطن وبرلين، تطالب بموقف غربي أكثر إنسانية مع ما يحدث في غزة، و بموقف حر لا يكيل بمكيالين وينحاز لإسرائيل على نحو مثير للريبة.

هذا الانحياز الغربي، حتما سيكون له ثمن باهض مع قادم الأيام، حرج بسبب الدماء المسفوكة في القطاع، وربما يصل الأمر إلى مرحلة التورط، وهنا أذكر تقريرًا نشرته الإذاعة الفرنسية، أمس، والذي يرى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وضعت الدبلوماسية الأمريكية في "موقف محرج"، مع تمسك تل أبيب بالمضي في الحرب "حتى القضاء على حماس" ودعوات واشنطن إلى تجنب الخسائر في صفوف المدنيين، وأكاد أجزم أنه ليس بايدن وإدارته فقط في الموقف المحرج، لا بل الجوقة الغربية بالكامل.

وبالتزامن مع استئناف إسرائيل للقصف الدامي في غزة، تواصل آلة الإعلام الغربية بث موادها المسيسة التي تنحاز فيها للرواية الإسرائيلية للأحداث، ورأينا كيف تجنَّبت "بي بي سي" إطلاق وصف أطفال على أسرى أطلقت سراحهم إسرائيل ضمن صفقة التبادل مع حماس، كما تواصل "فوكس نيوز"، التركيز على معاناة إسرائيلية "مفترضة" وقصص إنسانية محزنة مصدرها تل أبيب، وتغض الطرف عما يجري على الأرض، وعن صور أشلاء أطفال غزة.

بدأنا نسمع كل يوم، قصص طرد إعلاميين في الغرب لأنهم فقط أدلوا برأيهم بكل صراحة، وأظهروا نوعًا من التعاطف مع غزة، ما يحدث بالفعل جلل، وإن كان حديث الجنرالات الإسرائيليين عن أن ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله، في إشارة إلى قلب الواقع العسكري والسياسي في غزة، فإن ما بعد 7 أكتوبر ليس كما كان قبله، دوليًا وعربيًا، في إشارة إلى تشوه في العلاقة العربية مع الغرب، وتقديم مقاربات جديدة تضع القضية الفلسطينية على سلم الأولويات العربية والدولية.

وفي خلاصة القول، يأخذنا التساؤل؛ هذا التماهي الغربي مع إسرائيل، هل هو وليد تصديق غربي واهم، أم توجه لا بد منه بسبب رأس المال؟، هنا يجرنا الحديث إلى اللوبي المتشدد الداعم لإسرائيل، والكلام عنه يطول، ولكنه فعلاً وراء دعم غربي منحاز، تورط في جرم أخلاقي، وسيأتي يوم الاعتذار جدًا متأخرًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC