عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
مقالات مختارة

الفيتو اللا أخلاقي واللا إنساني

الفيتو اللا أخلاقي واللا إنساني
09 ديسمبر 2023، 5:33 م

مجددا، تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية "الفيتو اللا أخلاقي" معطية الضوء الأخضر لإسرائيل لارتكاب المزيد من المجازر في غزة، لتثبت أنها شريك في جرائم الحرب اللامتناهية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

فيتو أمريكي، جاء هذه المرة مختلفا بعض الشيء، إذ كانت تلوح في الأفق قبل التصويت على مشروع القرار الإماراتي -الذي يدعو لوقف فوري وعاجل لإطلاق النار في غزة، من أجل وقف المجازر بحق المدنيين العزل- آمال بتمرير القرار وعدم استخدام واشنطن للفيتو، بعد كل ما شاهده العالم من صور دامية لأشلاء الأطفال والنساء في غزة، وكان هناك من يقول إن من المستحيل أن لا ترضخ واشنطن أخيرا وتطالب بوقف هذه المذبحة والتطهير العرقي، ولكن المفاجأة أتت لتبرهن أن إدارة الرئيس جو بايدن ماضية في الدعم اللامتناهي لحكومة نتنياهو المتطرفة وحتى لو كلف ذلك سقوط واشنطن أخلاقيًّا بعيون كل دول العالم.

ولم يكن كافيا، ما رصدته أعين الكاميرات من مجازر وأوضاع لا إنسانية في قطاع غزة، لتصنع تعديلا في موقف بايدن وجوقته، ولم تفلح تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش، الذي وصف ما يحصل بغزة بأنه يهدد السلم العالمي وأن التاريخ لن يرحمنا إن وقفنا ساكتين عما يحصل للمدنيين من جرائم حرب وتهجير.

فيتو أمريكي، جاء رغم تصاعد الاحتجاجات في الداخل الأمريكي ضد السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل، والتي أسهمت بشكل مباشر في تصعيد الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية التي أزهقت أرواح أكثر من 17 ألف شخص حتى الآن أغلبهم من النساء والأطفال، دعم أمريكي بالمال والسلاح، جعل من واشنطن شريكا بالمجزرة.

غزة تُقصف بالأسلحة والقنابل الأمريكية، مشهد لا أخلاقي، جعل أمريكيون كثر يحتجون ويرون أن أمريكا باتت دولة تحتلها إسرائيل، حتى أن نشطاء أمريكيين على مواقع التواصل أطلقوا اسم الولايات المتحدة الإسرائيلية، على بلدهم، في إشارة إلى ارتهان أمريكا سياسيا وماليا واقتصاديا وعسكريا لإسرائيل، وكأن نتنياهو هو من يجلس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، وليس الثمانيني بايدن.

الفيتو الأمريكي، يأتي اليوم ليرسخ، أن إسرائيل دولة فوق القانون، هذه الدولة التي درجت على خرق قرارات الأمم المتحدة دون أي عقاب، والتي توسعت ببناء المستوطنات، دونما رادع، اليوم تسير عازمة في حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، حرب تطهير عرقي بدعم وسلاح أمريكيين، لترتكب الولايات المتحدة التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، أكبر جريمة لا أخلاقية في التاريخ الحديث، لن يمحوها الزمن.

جريمة أمريكية، سيكون لها أثر هائل صادم، لن يرحمها التاريخ، وستبقى خالدة في العقول لأجيال وأجيال، ولتعيد إلى الأذهان، أن الدولة التي أقيمت على أشلاء الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا، تعيد اليوم ما سبق أن فعلته.

السقوط اللأخلاقي الحر لبايدن ورجاله، له ما يبرره فعليا، فهذا الرجل قبل أن يتولى مقاليد السلطة، كان يتغنى بأنه صهيوني، وأختم مقالي بتصريح للرئيس العجوز في فعالية أثناء جمع التبرعات لحملته الرئاسية: "ليس ضروريا أن تكون يهوديا حتى تصبح صهيونيا وأنا صهيوني وهذه حقيقة لا أعتذر عنها... بدون وجود إسرائيل حرة وآمنة لا أعتقد أن يهوديا واحدا في العالم سيكون آمنا تماما.. نعم كنت مؤيدا قويا جدا لإسرائيل منذ أن دخلت مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1973".

وليس بايدن وحده، فهذه هي الديمقراطية على الطريقة الصهيو أمريكية التي تتبناها الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC