عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
مقالات مختارة

البحرية الأميركية في المنطقة

البحرية الأميركية في المنطقة
21 أغسطس 2023، 9:39 م

التعاون الدولي بين القوى المختلفة في العالم والتواجد العسكري للقوى العظمى في مناطق الاهتمام، والتنافس على الهيمنة العالمية ذات الأولوية العليا هو أمر طبيعي وعرف سائد منذ القدم ولا جديد في ذلك

ومن جهة أخرى، بروز القوى الناشئة في العالم والتأثير على القرار الدولي وعقد اتفاقيات وتحالفات مع القوى التي تتنافس على تصدّر المشهد دون تمييز بما يقدم مصالحها، ويقود لإحداث التوازن في معايير القوى الدولية هو الجديد والمرعب في نفس الوقت للقوى العظمى، والتي غيّرت من قواعد اللعبة للتأقلم مع نظام عالمي جديد لم يسر وفق المخطط له تماماً، مما جعل تلك القوى تعيد حسابات التمركز والتموضع الاستراتيجي لها في العالم بين مد وجزر، والعودة للمدرسة الواقعية لتسيير شؤونها الدولية بما يحقق مصالحها ولا يضرّ بمصالح الآخرين، أو جعله يبدو كذلك

من هذا المنطلق البرجماتي، يقوم الآلاف من مشاة البحرية الأميركية مدعومين بسفن حربية أميركية متطورة وطائرات مقاتلة من طراز F-16 وF-35 وA-10، بما في ذلك الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرون، بإعادة بناء وجودهم ببطء في الخليج العربي، ويأتي إرسال حاملة الطائرات «يو إس إس باتان» الحاملة للجنود والطائرات إلى الخليج في الوقت الذي تريد فيه أميركا التركيز على الصين وروسيا، ولربما هو حراك مستغرب للبعض، ولكنه في واقع الأمر يعدّ مواجهة استباقية للصين وروسيا التي حاصرت أميركا بتحالفات وتكتلات دولية أخرجت المارد من قمقمه، أمّا أن ما يحدث في العالم من صراعات كان المخطط المثالي لإعادة الانتشار لمواجهة التهديدات والتحديات التي تشكلها تحركات منافسيها

في حين أنه من السهل الدخول إلى الشرق الأوسط عسكرياً، إلّا أنه من الصعب الخروج تماماً، خاصةً في ظل مخاوف بشأن الأمن البحري الإقليمي في مضيق هرمز وما يمثله من أهمية لإمدادات النفط العالمية، ولهذا سيتم تفويض مزيد من التسلسل القيادي لسلطة القادة العسكريين لاستخدام القوة، وما قام بمهاجمة تلك السفن وإيقافها أو حجزها فقد أسدى خدمةً كبيرة للرئاسة الأميركية وصقور البيت الأبيض في الانتخابات القادمة

وكانت التوترات التي تواجه الولايات المتحدة مجدداً في الخليج العربي الفرصة السانحة المثالية للائتلافات الحزبية في الكونجرس لإثارة التعديلات في سلطات الحرب، وخاصةً أنه في مجلس النواب تأخذ هذه الجهود شكلاً قانونياً يتمثل في إصلاح قانون الأمن القومي والمساءلة (NSRAA) من بين أمور أخرى، سيحدد مشروع القانون هذه المصطلحات الرئيسية مثل «الأعمال العدائية» في قرار سلطات الحرب، وتبع ذلك اتجاه المدمرة الأميركية «توماس هودنر» ومزيد من الطائرات المقاتلة إف -35 إلى المنطقة

الأمر الآخر هو تخلي بعض القوى الإقليمية عن المد العروبي إلّا فيما يقدم مصالحها، مما يزيد من مخاوف واشنطن من توجهات تلك القوى الحقيقية وما يقف خلفها من دوافع، وتأثير ذلك على السياق الجيوستراتيجي الأميركي واستراتيجيتها الكبرى (Grand Strategy)، ولهذا توجهت أميركا مرةً أخرى إلى زيادة تواجدها في الشرق الأوسط بعد أن أدركت - بسبب حنكة ودهاء الحراك الخليجي السياسي - بأن الأمن الخليجي ليس بسلعة قابلة للتفاوض، وحاجة أميركا من جهة أخرى إلى إبلاغ الصين وروسيا بأن الخليج لا يزال في دائرة التحالف مع  الولايات المتحدة، ولردع إسرائيل عن مهاجمة إيران وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى صراع مزعزع للاستقرار في المنطقة.

الاتحاد

المقالات المختارة المنشورة في "إرم نيوز" تعبر عن آراء كتّابها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر الموقع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC