بريطانيا.. حملات توعوية ومبادرات مجتمعية في رمضان

يرسم المهاجرون العرب في بريطانيا في إحيائهم للطقوس والتقاليد الرمضانية مشهداً روحانياً يعتبر الأبرز أوروبياً، في بلد يتجاوز عدد المسلمين فيه نحو 4 ملايين مسلم.

وشكلت هذه الأجواء والطابع الرمضاني المنتشر على نطاق واسع، دافعاً للحكومة لإطلاق حملة رمضانية تركز على الحوار القائم مع الجماهير الإقليمية وتقوم بتسليط الضوء على القيم والتقاليد المشتركة بين المسلمين في بريطانيا وفي منطقة الشرق الأوسط.

والحملة، التي أطلقها مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، وأكدت احترام بريطانيا لحرية الدين وإظهار أجواء الألفة التي يعيشها الصائم، لاقت ترحيبًا واسعًا من قبل الجاليات العربية.

سفراء الثقافة الإسلامية

وقال محمد البجيرمي، لـ"إرم نيوز": "نحاول منذ سنوات تصدير عاداتنا وتقاليدنا القائمة على الدين الصحيح للأجيال القادمة من أبنائها العرب ومن الأجانب أهل البلد، وأسعدتنا هذه الحملة كثيراً لأنها فرصة لتشارك الموروث الاجتماعي والديني الخاص بشهر رمضان عبر الحدود والأجيال".

وأضاف البجيرمي، وهو سوري مقيم في بريطانيا منذ 10 أعوام: "كنا في حالة خوف هذا العام، بسبب الظروف الاقتصادية والمخاوف من العنصريين، لكن ما قامت به الحكومة والناس، يؤكد أن هذا الشهر شهر الخير، فما كنا لنتوقع يوماً أن تزين الشوارع البريطانية في رمضان، وأن تطلق مثل هذه الحملة والتي تعمل على إيصال ثقافتنا الإسلامية إلى كل المكونات الأخرى التي تعيش هنا".

وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع تزيين العاصمة البريطانية لندن ولأول مرة بأكثر من 30 ألف مصباح، احتفاء بقدوم شهر رمضان، إضافة للعديد من المبادرات التي يتم التحضير لها، والإفطارات الجماعية التي ستقام على مستوى مدن بأكملها.

وتابع البجيرمي البالغ من العمر 58 عامًا، قائلًا: "تتضمن الحملة أيضاً أنشطة تهدف لتشجيع المسلمين على ضمان أن تصل أموال الزكاة التي يقدمونها إلى مستحقيها وتمكينهم من الاستمرار في التبرع للجمعيات، وهذا أمر رائع لأن الصائمين سيتأكدون أن زكاتهم ستكون في أيدي أمينة".

بازارات رمضانية

وشهدت العاصمة لندن العديد من المبادرات المشابهة لبازارات رمضانية وإفطارات خيرية، وكان أبرزها بازار رمضان الخيري الذي عاد ريعه للمتضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير 2023.

وقال أحد المشاركين في البازار ويُدعى يوسف محملجي: "شهد البازار الذي أقيم الأسبوع الماضي إقبالاً كبيراً من المسلمين العرب والأجانب، وتضمن العديد من النشاطات المرتبطة بالشهر الفضيل وفعاليات تجارية جاذبة للجاليات العربية".

وأضاف لـ"إرم نيوز": "نظمنا في البازار جلسات للرسم بالحنّاء والحجامة والتدليك وتصفيف الشعر، إضافة إلى أكشاك لعرض الملابس والمأكولات المعروفة والرائجة في المطابخ العربية والمغربية، وعدد كبير من الحلويات الرمضانية".

والبازار، الذي أقيم في مسجد جاتون شرق لندن ضم أيضاً بحسب محملجي العديد من المصنوعات اليدوية مثل العباءات والهدايا والمنتجات التي تحتاجها الأسرة العربية في رمضان، وحضر البازارات العديد من الشخصيات العربية والمئات من أبناء الجاليات المسلمة في بريطانيا.

ضائقة مادية

وأشار محملجي في حديثه إلى أن "هناك حملات ومبادرات رمضانية على امتداد المدن البريطانية، وكل نشاط أقيم في رمضان خصص جانباً خيرياً، نتيجة اتساع شريحة العوز خاصة بين المهاجرين بعد التضخم والظروف الاقتصادية الصعبة".

وكانت مؤسسة الزكاة الوطنية في بريطانيا”NZF” أعلنت منذ أيام أن مستوى الطلب على الخدمات والمعونات التي تقدمها للمسلمين بدأ يزداد بصورة غير مسبوقة، فيما كشف تقرير نشرته المؤسسة نهاية العام الماضي أن واحدا من بين كل 5 مسلمين بريطانيين اضطر للجوء إلى بنوك الطعام بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.