عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
مجتمع

بسطات الكتب في دمشق لم تعد مكتبات للفقراء (صور)

بسطات الكتب في دمشق لم تعد مكتبات للفقراء (صور)
23 فبراير 2024، 12:42 م

تخلّت بسطات الكتب المعروضة على أرصفة شوارع دمشق، عن مهمتها التاريخية كمكتباتٍ للفقراء.

فغلاء الورق، وارتفاع تكاليف، الطباعة، والأحبار، رفع أسعار الكتب المستعملة إلى حد تجاوز القدرة الشرائية للمواطن، حتى باتت تلك الأماكن شبه خالية من الرواد.

يقول أبو إياد، وهو صاحب بسطة معروفة للكتب تحت جسر بدمشق: "أصيبت أسواق الكتب المستعملة بالكساد بسبب الغلاء، وفقدنا الكثير من زبائننا الذين باتوا مشغولين بتأمين لقمة العيش".



ويصل سعر الروايات العالمية المترجمة إلى قرابة 30 ألف ليرة، أما الكتب الصادرة حديثاً فيتجاوز سعرها 100 ألف ليرة تبعاً لشهرة الكاتب ومكانة الكتاب محليًّا وعالميًّا، وهي أرقام مرتفعة إذا ما قورنت براتب الموظف الذي لا يوازي سوى ثمن 3 منشورات جيدة.

ويضيف أبو إياد لـ"إرم نيوز": "الناس لم تعد تقرأ. وبمعزل عن الوضع الاقتصادي، فالبشر اليوم مشغولون بأجهزة الموبايل ونادراً ما ترى شابًّا يبحث عن كتاب هنا، سوى المراجع الجامعية القديمة".

ويمكن تصنيف مكتبات الرصيف في دمشق إلى طبقات، فبعضها يختص بالروايات العالمية المترجمة، وعلم النفس، والأبراج، والآخر تغلب عليه الكتب القديمة مع المراجع الدينية، أما ما تبقى فيبيع كل أنواع المنشورات.

ويتحدث أبو إياد بشكل محزنٍ عن مصادر مكتبات الرصيف، فهي لأشخاص أصابتهم الفاقة، فشاؤوا بيع كتبهم، وآخرون قد تضيق بكتبهم أماكن التخزين في المنزل فيتخلون عن جزء يعتبرونه الأقل أهمية منها.

ويضيف أبو إياد: "تعدّ الكتب المخذولة، من مصادر مكتبات الرصيف الهامة، وهي التي يبيعها الأبناء بعد رحيل آبائهم الأدباء أو المولعين بالقراءة. فيشتريها أصحاب البسطات بأسعار رخيصة ثم يعرضونها بأثمان باهظة؛ لأنهم يعرفون قيمتها".

وتتركز مكتبات الرصيف بدمشق، تحت جسر الرئيس وسط المدينة، وفي شارع الحلبوني، وجسر فكتوريا، وأماكن متفرقة أخرى، وكلما كانت المناطق راقية، ارتفعت أسعار الكتب أسوة بالأحياء المعروضة فيها.

ويتحدث أبو حسام، صاحب محل قديم في منطقة الحلبوني، عن طبعات قديمة جدًّا من الكتب التراثية والمجلات الشهيرة، ويقول لـ"إرم نيوز": "سعر المطبوع الواحد من هذا النوع، لا يقل عن 100 ألف ليرة، نظراً لقيمته التاريخية".



وأدى غلاء الكتب، إلى نشوء سوق تقرصن المؤلفات الشهيرة وتعيد طباعتها بتقنية "الريزو" قليلة التكاليف، فيُفاجأ الزائر بوجود طبعات جديدة من مؤلفات نزار قباني، أو الروايات القديمة لماركيز، تبعاً لارتفاع الطلب عليها.

ويقول أبو حسام: "في مكتبات الرصيف، هناك عدة نسخ من رواية زوربا، لا أحد يعرف من يطبعها، وهي بأغلفة مختلفة وأحجام متنوعة، ومعظمها غير مريح في القراءة؛ بسبب بدائية الطباعة، واعتماد أحبار رخيصة من أجل الربح".

ويتندّر أبو حسام في رده على غلاء مكتبات الرصيف، ويضيف: "100 ألف ليرة لهذا الكتاب القديم أو ذاك، تعتبر أرخص من فرّوج مشوي، فالأوضاع الاقتصادية تغيرت وقيمة الليرة لم تعد كالسابق".



تنازلت مكتبات الرصيف عن مكانتها كمكتبات "للغلابة"، ويبدو ذلك منسجماً مع الغلاء الفاحش الذي يضرب سوريا، وارتفاع التضخم، وانخفاض دخل الفرد إلى أقل من 20 دولاراً في الشهر. كأن خيرَ جليسٍ، تحول إلى سلعة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC