أمهات يلجأن لبدائل غير صحية بسبب ارتفاع أسعار حليب الأطفال بشمال سوريا

 تلجأ أمهات مرضعات في شمال وشرق سوريا، بسبب قلة الحليب الطبيعي لديهن وغلاء الحليب الصناعي الطبي، لبدائل غذائية غير صحية لأطفالهن؛ ما يتسبب بمشاكل صحية كبيرة للطفل.

وتقول سناء الموسى "37 عامًا"، من سكان ريف القامشلي، لـ"إرم نيوز"، إنها أم لطفل تجاوز عمره الستة أشهر، ولا تشعر بأنه يشبع بالإرضاع الطبيعي؛ ما سبب زيادة في وزنه وتراجعًا لصحته، ما اضطرها لأخذه لطبيب الأطفال، و"هنا كانت الكارثة"، حسب تعبيرها.

وتضيف أنها كانت حائرة أمام الصيدلاني الذي فاجأها بسعر عبوة الحليب التي تصل إلى 35 ألف ليرة سورية (نحو 8 دولارات)، فزوجها عامل يومية وهذا المبلغ كبير بالنسبة لهم.

وتتابع "وضع طفلي لا يسمح بالمجازفة بإرضاعه الحليب البقري، أو الاستعانة بالخضار والفاكهة المسلوقة، والرز والسريلاك، فهو يعاني من جفاف والتهاب أمعاء؛ لذلك قررت شراء العبوة لحين شفاء ابني وتحسن حالته كحل مؤقت".

كما تعاني منيرة الخالد "26 عامًا" أم لطفل، من غلاء الحليب وجفاف حليبها، بسبب سوء التغذية ومعاناتها من عوز الحديد الشديد "الأنيميا"، ما جعلها بين خيارين "أحلاهما مرّ"، بحسب تعبيرها.

وتقول "الحليب غال ولا قدرة لي على شراء العبوة التي يتجاوز سعرها نحو 30 ألف ليرة (نحو 8 دولارات) بمعدل خمس إلى سبع عبوات شهرياً، وهذا مبلغٌ كبير بالنسبة لي، وعليّ أن أطعم ابني الرز المسلوق والحليب البقري؛ ولكن ذلك سيعرضه لالتهاب الأمعاء وزيارة الأطباء كل حين".

وتضيف "لجأت للأرز والحليب كامل الدسم الذي يصل سعره إلى 8 آلاف ليرة سورية (نحو دولارين) في حال استقرار الأسعار.. فحتى حليب البقر لم يعد متوفراً ورخيصاً كالسابق؛ ما عرَّض ابني لدخول المشفى لعدم تقبل أمعائه، وتقبله للحليب كامل الدسم وتعرض للإسهال والجفاف وسوء الامتصاص ونقص حاد في الوزن".

وعبر حمزة أحمد، وهو صيدلاني في مدينة القامشلي، عن معاناته من نقص في توفير حليب الأطفال تحديداً في الصيدليات، بسبب عدم استقرار أسعاره وارتفاع الدولار أمام سعر صرف الليرة السورية؛ ما يشكل عبئاً، وبالتالي فقدان بعض الأنواع في السوق، وإن توفرت فبأسعار خيالية.

بينما يشير طبيب الأطفال ماهر الحسين، خلال حديثه، لـ"إرم نيوز"، إلى كيفية اضطرارهم كأطباء للتوجه نحو الحليب الصناعي "نان" بكافة مراحل نمو الطفل وفئته العمرية، و"بيبلاك" و"كيكوز"؛ كلّ حسب احتياجه وما يناسبه، في حال عدم زيادة وزن الطفل وكبر كتلته الحجمية نتيجة عدم شبعه.

ويقول "لا ننصح بتصرف الأمهات من تلقاء أنفسهن وإطعام الأطفال بدائل تضرهم ولا تنفعهم. فالهضم لدى الأطفال حساس، ويجب توخي الحذر، وننصح بالخضار والفواكه المسلوقة".