logo
مجتمع

"كيف اختفينا".. رواية تعيد مأساة "نساء المتعة" إلى الواجهة

"كيف اختفينا".. رواية تعيد مأساة "نساء المتعة" إلى الواجهة
14 فبراير 2024، 6:31 ص

أعادت رواية " كيف اختفينا" للكاتبة السنغافورية " جينج- جينج لي" إلى الواجهة مرة أخرى مأساة "نساء المتعة" التي تعرَّض لها قطاع واسع من النساء إبان الاحتلال الياباني لسنغافورة بين عامي 1942 و 1945 أثناء الحرب العالمية الثانية.

ويشير مصطلح "نساء المتعة "، بحسب مؤرخين، إلى نظام تجنيد إجباري فرضته القوات اليابانية الإمبراطورية على نساء الدول التي احتلتها قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، مثل: الصين، وكوريا، والفلبين، وفيتنام، وتايلاند، وسنغافورة، بغرض تقديم "الخدمات الجنسية" لأفراد تلك القوات و"الترفيه" عنهم.

وذكرت المؤلفة في مقدمة الرواية أنها تحمست لاستعادة تلك المأساة حين لاحظت أن الحديث عن زمن الاحتلال الياباني لبلادها يقتصرعلى قصص بطولات المقاومة وأهوال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، الذي راح ضحيته "من 40 إلى 60 ألف سنغافوري من أصل 800 ألف هو إجمالي عدد السكان آنذاك" لكن الجميع يتواطأ على تجنب ما حدث من اغتصاب جماعي للنساء وبناء معسكرات خصوصًا لِما عرف بـ "نساء المتعة".



وأوضحت الكاتبة أنها انزعجت من فكرة أن يُترك تاريخ شعب لتذروه الرياح ببساطة واستشاطت غضبًا من فكرة أن يبدو شعبها بهذه الضآلة أمام العالم، فقررت أن تكتب القصة المسكوت عنها مستعينة بحكايات جدتها لها، فضلًا عن عملية بحث طويلة ومرهقة طالعت فيها مئات الكتب والمقالات والبحوث والوثائق والأفلام التسجيلية حول الموضوع.

وصدرت الرواية باللغة الإنجليزية بعنوان How We Disappeared في 2020، قبل أن تصدر ترجمتها إلى العربية مؤخرًا عن دار "أقلام عربية" بالقاهرة، ترجمة وليد سامي، وهى عمل ضخم يقع في 483 صفحة من القطع الكبير رغم أنها العمل الروائي الأول لصاحبته.

وتمزج الرواية بين الحس الملحمي وكتابة اليوميات من خلال شخصية "وانج دي" القروية الفقيرة التي اضطرتها الظروف القاسية في بلدتها للقبول بالانضمام إلى منظومة "نساء المتعة" كى تحظى بوجبة ساخنة، ولا تتعرّض للضرب ولا تنام تحت المطر وعلى الوحل، لا سيما أنها تحمل طفلًا في أحشائها.



إحساس بالذنب

وفي صفحة 321 من النسخة العربية، تورد المؤلفة على لسان البطلة مقطعًا مؤثرًا يوضح مدى إحساسها بالذنب لأنها تحصل على مزايا في حين أن مواطناتها الأخريات اللاتي رفضن "العبودية الجنسية" يتعرَّضن للقتل والضرب كل يوم : " كل مرة أتت فيها السيدة ساتو بلقيمات إضافية كان حلقي يشتعل بالخزي وأنا ألتهم كل لقيمة. وعندما عرفتُ أن إحداهن لقيت حتفها، وددت أن أخبر الجميع أنني السبب، فأنا من ينبغي أن تموت بدلًا منها وأنا من تشغل مساحة دافئة الآن وأنا من تحصل على الطعام".

وأحدثت الرواية ردود أفعال قوية منذ صدورها في النسخة الأصلية، حيث أشاد بها نقاد حول العالم ووصلت إلى القائمة القصيرة في "جائزة سنغافورة الأدبية" والقائمة الطويلة في جائزة "المرأة والخيال".

يذكر أن"جينج- جينج لي" ولدت في سنغافورة عام 1985، وحصلت على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية من جامعة أكسفورد، وهى تكتب بالإنجليزية وصدرت لها مجموعة قصصية بعنوان " بإمكاني أن أخبرك" 2013 وديوان شعر "وأنهار أخرى" عام 2015 .

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC