logo
مجتمع

هل انتهى عصر نجوم الدراما و بدأ عهد البلوغر؟

هل انتهى عصر نجوم الدراما و بدأ عهد البلوغر؟
27 فبراير 2024، 12:49 م

تغيرت قواعد النجومية، بتأسيس نظام المدونات عام 2003 على يد شركة غوغل. ولم يتوقع أحد أن يكون هذا التاريخ بداية لسحب البساط من تحت أقدام نجوم التلفزيون، لصالح نجوم السوشال ميديا.

ويستطيع "البلوغر" اليوم، مقارعة أشهر نجوم المسلسلات، بفيديو قصير من البث المباشر يحصد مئات أو ملايين المتابعين.

اللعبة اختلفت

يقول الناقد الفني وسام كنعان لـ"إرم نيوز": "اختلفت قواعد اللعبة بولادة مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى نجوم التلفزيون الكلاسيكيين معرفة حجم التغيير لخوض المواجهة ومواكبة العصر".

ويؤكد تراجع عدد النجوم المصنعين تلفزيونيًّا منذ انطلاق منصات السوشال ميديا، وحجم التأثير الذي أحدثه نجوم "البلوغر" المزودون بالتقنيات الحديثة للصوت والصورة.

ويضيف كنعان: "أثر البلوغر أيضًا على نجوم الإعلام التقليدي، فالناس لم تعد مغرمة بقراءة المقالات المطولة، بل تفضل الفيديوهات والتسجيلات الصوتية".

الذراع الداعمة

ويسمي كنعان منابر التواصل الاجتماعي، بالذراع الداعمة للنجم الدرامي، جماهيريًّا وماليًّا، خاصة مع وجود تلفزيون الإنترنت واختلاف طبيعة التقديم والمشاهدة.

ويضيف: "استطاع الفنان باسم ياخور مثلاً، حجز مساحة جيدة على مواقع التواصل، ساعدته في الحفاظ على جماهيريته، مع الاستمرار في بطولة مسلسلات التلفزيون التقليدي".

وبينما اكتفى بعض النجوم بشاشة التلفزيون ومسلسلات الثلاثين حلقة، هرع آخرون إلى اليوتيوب لتقديم دراما خفيفة تقتصر على خمسة ممثلين ولا تزيد حلقتها على خمس دقائق".

ويقول الناقد الفني ماهر منصور: "دخول نجوم الدراما إلى منصات التواصل، أمر داعم للفنان، لكن إزاحة البلوغر لنجم الدراما، أمر مستبعد، فلكل فضاء جمهوره وثقافته الجادة أو الخفيفة وأسلوبه الخاص".

هل الجماهيرية مقياس؟

وانتشرت خلال الفترة الماضية، فيديوهات الفضائح والاعتداء على الخصوصيات، من أجل كسب المشاهدات والمتابعين، لكن النقاد يرفضون وصف هذه الأعمال بالفنية.

ويقول الناقد منصور: "التقدم التكنولوجي سيؤثر في المشهد الفني، لكن الجماهيرية ليست وحدها المقياس، لأن أنصار التفاهة اليوم أكثر من مؤيدي المحتوى الجاد".

ويرى منصور أن عهد النجم التقليدي قد اختلف مع التطور التكنولوجي الحاصل، لكن جودة العمل ستبقى مطلوبة في التلفزيون التقليدي ومواقع التواصل الاجتماعي معًا".

وتمكن بعض الفنانين من تقديم محتوى غير تمثيلي على منصات التواصل، مثل: الأحاديث الاجتماعية، ومناقشة الأفكار الثقافية التي تناسب مكانتهم كنجوم.

ويقول الناقد كنعان: "لا يمكن الانعزال عن التطور التكنولوجي، لكن في الوقت نفسه يجب المحافظة على المستوى الراقي، وهنا لا يمكن المقارنة بين البلوغر السطحي، والممثل الدرامي النجم".

ويقول منصور: "قاعدة النجاح الجماهيري تتمثل بتقديم العمل بمنتهى الحب والصدق، سواء في السوشال ميديا أو التلفزيون العادي، فهما يحميان المستوى الفني من الانحطاط، في عصر راحت تكتسحه الهشاشة من كل صوب".

تجارة وربح

ومن مطبات البلوغر العربي والعالمي، انشغاله بالربح المالي على حساب الجودة، وهو ما جعل أعمالهم تركز على الإثارة بهدف كسب المتابعين، بغض النظر عن دور تلك المنابر في نشر التنوير.

ويقول منصور: "الفنون الجادة ستحافظ على مكانتها حتى لو فقدت الكثير من الجمهور، فما اختلف هو المعدات والأساليب وليس القيم الفنية رغم ولادة مهن جديدة".

وتتنافس قبائل البلوغر على خطف الجمهور بشتى الأساليب طمعًا في جني المال والشهرة. لكن هذا لا ينفي وجود البلوغر الجاد صاحب المشروع الفني الراقي أو الإعلامي الهادف.

ويضيف كنعان: "غيّر التقدم التكنولوجي مفهوم النجومية، وأضاف نجومًا من نوع آخر إلى المشهد، وهي مسألة طبيعية، لكن تطور الأساليب يجب ألا يلغي عمق الأفكار".

يشبّه البعض أثر البلوغر على المشهد وجذب الجمهور، بما فعلته الأغنيات الهابطة عندما واجهت أصحاب الطرب الأصيل، فقد كسبت عددًا هائلًا من المتابعين، لكن عمرها الفني والجمالي كان يمتد لبضعة أشهر ثم يطويها النسيان.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC