عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
مجتمع

هولندا رفضتهم وكذلك أوطانهم.. تغريبة جديدة لعائلات عربية في أوروبا

هولندا رفضتهم وكذلك أوطانهم.. تغريبة جديدة لعائلات عربية في أوروبا
23 مارس 2023، 9:24 ص

تتعدد أشكال المعاناة التي يعيشها المهاجرون العرب في هولندا بين صعوبة العيش في مخيمات استقبلت أعدادًا تفوق طاقتها الاستيعابية، ورفضٍ بالمئات لطلبات اللجوء وعمليات التأجيل في توفير الإقامة، وبين ما وصف بـ"الفارق الصارخ" في المعاملة المقدمة للعرب والأوكرانيين.

وتبلغ تلك المعاناة أوجها عندما يختم اللاجئ مسيرته المريرة لسنوات في مخيمات "تفتقر لأبسط مقومات الحياة" بقرار رفض لجوء وترحيل يلحق بركبه صفعة إنسانية تتمثل برفض بلده الأم استقباله، ليجد نفسه في نهاية المطاف ينتظر مصيرًا مجهولًا هو وعائلته.

وتعيش عشرات العائلات هذه المعاناة متنقلة بشكل مستمر من مركز إيواء إلى آخر، وفي ظروف وصفها مهاجرون لـ"إرم نيوز" بأنها "واقع لا يمكن للبشر التأقلم معه".

مصير مجهول

وقالت اللاجئة بادية المبروك (32 عامًا) لـ"إرم نيوز": "وصلنا إلى هولندا منذ عام ونصف العام، وقضينا فترة عصيبة جدًّا في مركز تير آبل، ثم انتقلنا إلى مخيم آخر، وهناك أجرينا المقابلات ورفضت طلباتنا وقررت السلطات الهولندية ترحيلنا إلى ليبيا".

وأضافت: "عشنا في هولندا أزمة اللجوء الكبيرة، وعانينا من قلة الموارد والخدمات في مراكز الإيواء، لدرجة أن زوجي كان ينام على الكرسي لأيام، إضافة للتهديدات بالترحيل والقلق الدائم من المصير المجهول".

وخاطبت السلطات الهولندية السفارة الليبية لتسليم عائلة بادية، ومعها العشرات الذين رفضت طلبات لجوئهم، لكن رد السلطات الليبية كان التملص، على اعتبار أنهم غادروا البلاد بطريقة غير شرعية.

وتابعت المبروك: "تقوم الأحزاب اليمينية المتطرفة في ممارسة ضغوطها للحد من طالبي اللجوء في البلاد وجعل إجراءات قبولهم معقدة للغاية، والتهديد بالترحيل إلى راوندا دائمًا قائم".

انتقدت مفوضية مجلس أوروبا لحقوق الإنسان نهاية العام الماضي الوضع الذي يواجه طالبي اللجوء في هولندا، واصفة إياه بأنه غير مقبول ويزداد ترديًا في الأشهر الأخيرة

وعن أوضاعهم المعيشية الآن، قالت المبروك: "نعيش في واقع مزر للغاية، الطعام والملابس غير كافية، ولا توجد خدمات طبابة وتعليم، أطفالي يعانون من ظروف صعبة نتيجة الانقطاع المستمر عن التعليم، ونتيجة التنقل بين مراكز الإيواء، إضافة لقلة النوم التي تؤثر بشكل كبير على أدائهم في المدرسة".

وأصدرت إدارة التفتيش على التعليم في هولندا تقريرًا مقلقًا يتحدث عن أوضاع أطفال الأسر التي رفضت طلبات لجوئها في البلاد.

وجاء في التقرير أن الأطفال يكبرون في بيئة صاخبة غير آمنة ولا يحظون بفرص لإكمال تعليمهم، داعيًا وزارة التربية الهولندية إلى إيلاء مصلحة هؤلاء الأطفال اهتمامًا أكبر على اعتبار أن هولندا وقعت على اتفاقية حقوق الطفل.

وانتقدت مفوضية مجلس أوروبا لحقوق الإنسان نهاية العام الماضي الوضع الذي يواجه طالبي اللجوء في هولندا، واصفة إياه بأنه غير مقبول ويزداد ترديًا في الشهور الأخيرة.

الرحيل إلى اللامكان

"يعتبروننا بلا وطن، ويصدرون قرارت الترحيل بحقنا، رغم علمهم بعدم وجود مكان يستقبلنا".. يبدأ الفلسطيني محمود أبو بكر (43 عامًا) حديثه لـ"إرم نيوز" بهذه العبارة، ويصف معاناته كلاجئ يحمل الجنسية الفلسطينية التي تعتبر أوروبا حامليها أتوا من مناطق آمنة، باستثناء الفلسطينيين القادمين من سوريا، وبالطبع أوكرانيا.

وتابع أبو بكر، وهو رب عائلة مكونة من 5 أشخاص: "رفضت هولندا طلب لجوء عائلتي وصدر قرار الترحيل إلى اليونان كونها الدولة الأوروبية الأولى التي وصلنا إليها، واليونان بالطبع لن تستقبلنا، وبالتالي كأنهم يقولون لنا: اذهبوا إلى الجحيم".

تمارس الأحزاب اليمينية المتطرفة وحاضنتها الشعبية ضغطًا على البلديات كي تمتنع عن استحداث مراكز إيواء جديدة للمهاجرين الأجانب

ويعيش أبو بكر واقعًا معيشيًّا وخيمًا هو وعائلته، بعد أن اضطر للتواري عن الأنظار في هولندا وبعد أن رفضت طلبات لجوئهم.

وقال: "قضينا بعض الأيام عند أصدقاء لنا، لكنهم رفضوا استقبالنا فترة طويلة، لأن ذلك يحملهم مسؤولية، ونمنا بعض الليالي في الحدائق العامة، واليوم أسكن في قبو صغير مع عائلتي، وأعمل بالسوق السوداء، لحين تأمين مبلغ يكفي للسفر تهريباً مجدداً إلى دولة أخرى أو لجمع أتعاب محام يستطيع أن يقدم لنا استئناف لقرار الرفض".

وتابع: "الشرطة الهولندية ودائرة الهجرة تخاطب البلديات لقبول إسكان اللاجئين وتناشد الحكومة رؤساء البلديات لتأمين مراكز إيواء للاجئين، لكنهم يرفضون حتى لا يغضب أهالي المنطقة".

أخبار ذات صلة

بريطانيا تعتزم ترحيل المهاجرين القادمين عبر المانش.. ما مصير اللاجئين العرب؟

           

وتمارس الأحزاب اليمينية المتطرفة وحاضنتها الشعبية ضغطًا على البلديات كي تمتنع عن استحداث مراكز إيواء جديدة للمهاجرين الأجانب.

وحذر الصليب الأحمر الهولندي من الوضع غير الإنساني الذي لا يمكن تحمله بخصوص طالبي اللجوء الذين ينامون في خيام في هولندا، مؤكدة أن هذه الخيام غير مؤهلة للعيش وشهدت الكثير من الاضطرابات والسرقات.

واستقبلت هولندا العام الماضي 35 ألف طلب لجوء من جنسيات مختلفة، بزيادة نسبتها 44% مقارنة بعام 2021. وشكل السوريون العدد الأكبر من المهاجرين وفقًا لهيئة الإحصاء الهولندية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC