عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
مجتمع

لا موائد كبيرة.. عرب أوروبا يستعدون لاستقبال شهر رمضان

لا موائد كبيرة.. عرب أوروبا يستعدون لاستقبال شهر رمضان
21 مارس 2023، 12:32 م

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، بصور ومشاهد توثق زينة رمضان في ميدان بيكاديلي الشهير في بريطانيا، بعد أن قامت مؤسسة عزيز الخيرية بتعليق زينة كبيرة لشهر رمضان في أحد أكبر ميادين لندن.

وتداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة بالعرب الصور الأولى لمشاهد نشر الأجواء الرمضانية قبل أيام من حلول الشهر الفضيل، والتي اعتاد العرب إحياءها في المدن الأوروبية، خاصة التي يقطنها المسلمون.

مدن القارة التي اعتادت في الأعوام الماضية احتضان احتفالات وطقوس المسلمين أيام الشهر المبارك، تعيش اليوم ضائقة مادية وظروفًا اقتصادية صعبة نتيجة التضخم ومفرزات الحرب الأوكرانية، فهل سيتمكن مسلمو أوروبا من إحياء طقوس رمضان التي تحاكي طقوسه في بلدانهم الأم كما كل عام؟ أم أن ظروف القارة ستمنعهم؟

مؤونة رمضان باهظة

وقال محمد المولى البالغ من العمر 36 عامًا لـ "إرم نيوز": "بدأنا الأسبوع الماضي استعدادات شهر رمضان المبارك عبر التزود بالمؤونة الخاصة بالشهر الفضيل، فكما تعودنا مائدة الإفطار الرمضانية يجب أن تتميز بتنوعها وغناها لإمداد الصائم بالفوائد وتعويضه عن ساعات الصوم الطويلة".

ويعيش المولى في لندن منذ 3 أعوام، واعتاد إحياء طقوس رمضان جميعها في مدينته مع زملائه الطلاب العرب، لكن هذا العام سيحمل بعض الاختلاف.



ويقول المولى الذي يدرس الدكتوراه في جامعة وستمنستر: "تتنوع مائدة رمضان هنا في أوروبا بشكل أكبر مما كان عليه الوضع في بلدي مصر، بسبب التنوع الموجود هنا، والطيف الواسع من المسلمين، فنقوم بدعوة بعضنا البعض على مائدة الإفطار التي تتضمن مجموعة من الأطباق والمشروبات، لكن هذا العام سوف نختصر هذه الطقوس بعض الشيء بسبب الظروف المادية".

وتابع: "كنا في السنوات الماضية ننتهز فرصة شهر رمضان لإطلاق مبادرات هدفها تقريب الجاليات الإسلامية من المواطنين الأوروبيين، وندعو الزملاء الأجانب على موائد السحور والإفطار لتعريفهم بطقوس رمضان، لكن هذا العام نخطط لمبادرات إضافية".

وينوي المولى وزملاؤه المسلمون إطلاق مبادرة إغاثية في شهر رمضان، يجمعون من خلالها بعض المساعدات ويوزعونها على العائلات المسلمة الفقيرة في لندن.

وبهذا الصدد قال: "سنقوم أيضًا بتنظيم فطور خيري أسبوعي ندعو إليه العائلات المسلمة الفقيرة في بريطانيا، لإفساح المجال لبعض العائلات المسلمة لمشاركة طقوس رمضان فيما بينها".

إقبال خجول

ويشتكي محمد وأبناء الجاليات العربية المسلمة من صعوبة تأمين احتياجات رمضان هذا العام، خاصة أن هذه الأطباق الرمضانية لا تتواجد إلا في المحال العربية، وهي متاجر مخصصة للأطعمة العربية ومعروفة بغلاء أسعارها.

يعيش في أوروبا نحو 26 مليون مسلم، بحسب آخر الإحصائيات، ويتجمع عدد كبير منهم في أحياء باتت تحمل صبغة عربية

يقول أحد أصحاب المحلات العربية في شارع العرب ببرلين، عبدالله الحلبي (32 عامًا) لـ "إرم نيوز": "ارتفعت تكاليف شحن المواد العربية كما كلفت صناعتها بعد الحرب كثيرًا، واضطررنا إلى رفع بعض الأسعار كما هو الحال مع كل السلع هنا في ألمانيا، الأمر الذي أثر على حركة البيع هذا العام في موسم رمضان".



وأضاف الحلبي: "لم تتأثر قوة المواطن الشرائية هنا فيما يتعلق بالطعام والشراب كثيرًا كما حصل في الدول العربية، لكن رغم ذلك، لمسنا فرقًا كبيرًا في الإقبال على السلع والأطعمة خاصة في موسم رمضان الحالي".

ويعيش في أوروبا نحو 26 مليون مسلم، بحسب آخر الإحصائيات، ويتجمع عدد كبير منهم في أحياء باتت تحمل صبغة عربية، الأمر الذي يضفي طابعًا رمضانيًا على أجزاء من هذه الأحياء خصوصًا في محيط المطاعم والمحلات العربية التي تقيم معظمها إفطارات جماعية تمنح الفرصة للتعارف بين الصائمين في المدينة.

ويبلغ عدد مسلمي ألمانيا أكثر من 5.3 مليون، بحسب دراسة أجراها المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين عام 2022.

وبحسب الحلبي، بلغت فروقات الأسعار بين العام الماضي وهذا العام حوالي 20% ارتفاعًا، فيما قل الإقبال على بعض السلع الرمضانية مثل قمرالدين والحلويات والتمور.

وتابع الحلبي: "كل شيء نقوم بصناعته هنا، مثل المشروبات الرمضانية كالعرق سوس والمعروك والحلويات المغربية والسورية والناعم، ونستورد قبل الشهر الفضيل التمور وقمر الدين، وكل الأسعار زادت بنسب عالية عن الشهر الماضي".

لا موائد كبيرة

ويختلف التحضير لرمضان بين مدينة أوروبية وأخرى، فالمدن الكبرى التي تحوي مجتمعات عربية مصغرة مثل برلين وباريس وبروكسل ومالمو، توجد فيها العديد من المحلات العربية التي تبيع كل منتجات رمضان، أما المدن الصغرى فيضطر ساكنوها من العرب للسفر بعيدًا للتبضع وشراء حاجيات رمضان.

يقول سمير العشي، وهو سوري يعيش في الجنوب الفرنسي: "أعيش في قرية صغيرة على حدود إسبانيا لا توجد فيها محلات عربية أو تركية، لذلك أسافر قبل شهر رمضان إلى مدينة بوردو المجاورة لشراء المؤونة".

أخبار ذات صلة

موائد رمضان تحافظ على غناها وتنوعها في أوروبا

           

وأضاف العشي، وهو رب عائلة مكونة من 5 أشخاص: "نبدأ بالاستعداد لشهر رمضان عندما نقبض آخر راتب قبل الشهر الكريم، فنذهب إلى المحلات العربية أو التركية لشراء المؤونة الرمضانية التي سنستهلكها على مدار الشهر".

وتابع العشي، وهو من أصول أردنية: "كنا في السنوات الماضية نشتكي من عدم وجود جو عربي يحاكي أجواء رمضان في الوطن أو في المدن الكبيرة بأوروبا، لكن هذا العام أضيفت معاناة جديدة، وهي الأزمة الاقتصادية، التي تمنعنا من السفر أيضًا".

واعتاد العشي وعائلته على السفر كل أسبوع من شهر رمضان لقضاء إفطار وسحور مع الأقرباء في أوروبا، لكن هذا العام لم يعد ذلك متاحًا.

وقال: "تكاليف السفر أصبحت عالية، كما أن الظروف المعيشية لم تعد تسمح بإقامة تلك الموائد الكبيرة التي تستوعب 3 أو 4 عائلات.. هذا العام نادرًا ما ستجتمع أكثر من عائلة على نفس المائدة، خاصة في فصل الشتاء".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC