الدفاع الروسية: دفاعاتنا الجوية أسقطت أمس 67 مسيرة أوكرانية
يشهد العالم ميلاد نجم جديد في سماء الكرة السعودية، وهو جهاد ذكري، الذي خطف الأنظار في أول ظهور دولي ليقود "الأخضر" للخروج بشباك نظيفة من أرض اليابان.
وفي ليلة تاريخية بملعب "الساموراي"، سطع نجم مدافع نادي القادسية، جهاد ذكري، في أولى مبارياته بقميص المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ليقدم أداء دفاعيا استثنائيا أمام المنتخب الياباني القوي في تصفيات كأس العالم.
لم يظهر ذكري كلاعب يخوض أول مباراة دولية في مسيرته، بل بدا وكأنه صخرة دفاعية متمرسة، ليسهم بشكل مباشر في تحقيق المنتخب السعودي للخروج بشباك نظيفة من قلب طوكيو، وهو إنجاز لم يتحقق بسهولة على أرض المنافس.
هذا الأداء البطولي لم يمر مرور الكرام على جماهير كرة القدم السعودية، وسرعان ما بدأت جماهير الأندية الكبرى، وعلى رأسها الهلال والنصر، بالتعبير عن رغبتها في ضم هذا المدافع الواعد لصفوف فرقها في الموسم المقبل.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سيوافق نادي القادسية على رحيل نجمه المتألق، خاصة في ظل طموحات النادي للمنافسة بقوة في الفترة المقبلة؟ يبقى مصير جهاد ذكري مع القادسية معلقًا، لكن الأكيد أن هذا اللاعب الشاب قد وضع بصمته بقوة في أول ظهور دولي له، ليفتح الباب واسعا أمام مستقبل مشرق في عالم كرة القدم.
من هو جهاد ذكري؟
رغم ظهوره المفاجئ والمذهل على الساحة الدولية، إلا أن اسم جهاد ذكري لم يكن غريبا تماما على متابعي دوري روشن السعودي.
يلعب ذكري في مركز قلب الدفاع لصالح نادي القادسية، ويُعرف بصلابته البدنية وقراءته الممتازة للعب.
يتميز بقدرته العالية على التدخلات الحاسمة والتغطية الدفاعية، وهو ما ظهر جليًا في مواجهة المنتخب الياباني. وتألقه يشير إلى موهبة كامنة كانت تنتظر الفرصة المناسبة للانفجار.
"قاهر اليابان".. أرقام تتحدث
لم يأت لقب "قاهر اليابان" من فراغ، بل استند إلى أداء دفاعي رفيع المستوى قدمه ذكري طوال دقائق المباراة.
إحصائياته تتحدث عن نفسها: إبعاد كرتين من مناطق خطيرة كادت أن تهز شباك المنتخب السعودي، وتصدٍّ بطولي لتسديدة قوية من مهاجمي اليابان، بالإضافة إلى قطع كرتين كانتا كفيلتين بتهديد مرمى الأخضر.
هذه الأرقام تؤكد الدور المحوري الذي لعبه ذكري في الحفاظ على نظافة الشباك السعودية أمام قوة هجومية ضاربة كاليابان، خاصة على ملعبها وأمام جماهيرها.
لماذا يحلم به الكبار؟
لم يكن مستغربا أن تشتعل المنافسة بين قطبي الكرة السعودية، الهلال والنصر، بالإضافة إلى أندية أخرى، للظفر بخدمات جهاد ذكري.
فالحاجة إلى مدافعين صلبين وقادرين على تقديم الإضافة النوعية هي حاجة دائمة لدى هذه الأندية الطامحة للألقاب. أداء ذكري أمام اليابان أثبت أنه يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للعب على أعلى المستويات، كما أن كونه لاعبا شابا يجعله استثمارا طويل الأمد لأي فريق يتعاقد معه. بالإضافة إلى ذلك، فإن تألقه في أول مباراة دولية يمنحه ثقة كبيرة وقيمة تسويقية مرتفعة.
معضلة القادسية وطموحات اللاعب
يجد نادي القادسية نفسه في موقف لا يحسد عليه، فمن جهة، يمتلك النادي جوهرة دفاعية صاعدة قد تكون مفتاحا لتحقيق طموحاته في المنافسة على مراكز متقدمة في دوري روشن.
ومن جهة أخرى، فإن العروض المغرية من الأندية الكبيرة قد يصعب رفضها، خاصة إذا كانت ستعود على النادي بعائد مادي كبير.
يبقى السؤال الأهم، ما هي رغبة اللاعب نفسه؟ هل يفضل البقاء في ناديه الحالي والمساهمة في بنائه، أم أنه يطمح للانتقال إلى أحد الأندية الكبرى بحثًا عن الألقاب والمزيد من التألق؟
مستقبل واعد ينتظر "الصخرة الجديدة"
لا شك أن الأداء الذي قدمه جهاد ذكري في مباراته الأولى مع المنتخب السعودي سيفتح له أبوابا واسعة في عالم كرة القدم.
سواء استمر مع القادسية أو انتقل إلى أحد الأندية الكبيرة، فإن الأنظار ستظل متجهة نحوه لمتابعة تطوره ونجاحه. لقد أثبت ذكري أنه يمتلك الموهبة والشخصية القيادية التي تؤهله ليكون أحد أبرز المدافعين في الكرة السعودية في السنوات المقبلة.
يبقى الآن أن يستثمر هذا التألق ويواصل العمل بجد للحفاظ على هذا المستوى العالي وتحقيق المزيد من الإنجازات على الصعيدين المحلي والدولي.