وثيقة أمريكية تتضمن تعهدا لروسيا بعدم انضمام أوكرانيا للناتو
واصل نادي الاتحاد مسلسل نزيف النقاط في الدوري السعودي بعد التعادل الثالث على التوالي مع القادسية مساء أمس الخميس خارج دياره.
ولم يحقق الاتحاد أي فوز منذ فوزه على الهلال بنتيجة 4-1 بعدما تعادل 3 مرات متتالية بنفس النتيجة (1-1) أمام الخليج ثم الأخدود وأخيرًا القادسية.
جماهير "العميد" التي تحلم باستعادة لقب الدوري وجدت نفسها تصطدم مرة أخرى بواقع مؤلم يذكرها بكابوس قبل ثلاثة مواسم وتحديدًا في موسم 2021-2022، حيث كان الاتحاد قاب قوسين أو أدنى من التتويج باللقب، لكن الأمور انقلبت رأسًا على عقب في الجولات الأخيرة ليخطف الهلال الدوري في مشهد لا يزال عالقًا في أذهان "الاتحاديين".
أكبر فارق.. بداية الحلم وكابوس النهاية
يوم 11 فبراير عام 2022، كانت أحلام جماهير الاتحاد في أوج قمتها، بعد الفوز الكاسح على النصر بثلاثية نظيفة في الجولة العشرين من الدوري.
هذا الانتصار رفع رصيد الاتحاد إلى 47 نقطة، موسعًا الفارق مع الهلال، أقرب ملاحقيه، إلى 16 نقطة كاملة علمًا بأن الهلال كانت لديه مباراتان مؤجلتان، إلا أن الفارق بدا مريحًا ومطمئنًا لجماهير "النمور".
في اليوم التالي لهذا الفوز الاتحادي العريض، تلقى الهلال هزيمة ثقيلة من الأهلي المصري برباعية نظيفة في مباراة تحديد المركز الثالث في كأس العالم للأندية، هذه الهزيمة كانت بمثابة الشرارة الأولى لسلسلة من التغييرات في البيت الهلالي، حيث رحل المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم بعد يومين فقط من المباراة، ليحل محله الأرجنتيني رامون دياز.
في تلك الفترة، بدت الأوضاع غير مبشرة في صفوف الهلال خاصة أن دياز كان مقبلًا على ديربي الرياض أمام الشباب بعد ثلاثة أيام فقط من توليه المهمة، بينما كان الاتحاد على موعد مع التعاون الذي صارع وقتها من أجل البقاء في الدوري.
نقطة التحول.. انقلاب الموازين
ما حدث كان عكس التوقعات تمامًا، ففي الوقت الذي حقق الهلال فوزًا كاسحًا على الشباب بخماسية نظيفة، سقط الاتحاد في فخ التعادل مع التعاون، ليتقلص الفارق بين الفريقين إلى 14 نقطة.
وحافظ الفريقان على وتيرة الانتصارات في الجولتين التاليتين، فالهلال هزم الحزم بهدفين نظيفين، وحسم ديربي الرياض أمام النصر برباعية نظيفة كما فاز الاتحاد في ديربي جدة على الأهلي بأربعة أهداف لثلاثة، وهزم ضمك بهدفين لهدف.
يوم 8 مارس 2022، كانت أول نقطة تحول حقيقية في مسار المنافسة، عندما استضاف الهلال نظيره الاتحاد في مباراة مؤجلة من الجولة الثانية عشرة، في تلك المباراة الحاسمة، تمكن الهلال من الفوز بنتيجة 2-1، ليتقلص الفارق إلى 11 نقطة فقط.
لم يتوقف الهلال عند هذا الحد، بل واصل تألقه في الجولتين التاليتين، محققًا الفوز على الرائد بهدف نظيف، وعلى الأهلي بأربعة أهداف لهدفين، وهو نفس ما فعله الاتحاد الذي فاز على الشباب بهدفين نظيفين، وعلى الحزم بثلاثية نظيفة.
فرصة ضائعة.. بداية التذبذب الاتحادي
يوم 3 مايو 2022، أضاع الهلال فرصة ذهبية لتقليص الفارق إلى ثماني نقاط، بعد أن تعرض لهزيمة مفاجئة أمام الفيحاء بهدف نظيف في المباراة المؤجلة من الجولة التاسعة عشرة.
هذه الهزيمة منحت الاتحاد فرصة لتوسيع الفارق مجددًا إلى 14 نقطة عندما واجه الفتح بعد ثلاثة أيام، ولكن في سيناريو درامي، سقط الاتحاد في فخ التعادل بأربعة أهداف لمثلها، ليظل الفارق 12 نقطة.
في الجولة التالية نجح الهلال في تقليص الفارق مع الاتحاد إلى تسع نقاط، بعد فوزه على ضمك بأربعة أهداف لهدفين، قبل أن يصبح الفارق ست نقاط بعد الفوز على الاتفاق بهدفين نظيفين في المباراة المؤجلة من الجولة العشرين.
الضربة القاضية.. ليلة سقوط الحلم
يوم 23 مايو 2022، استعدت جماهير الاتحاد لاحتفال تاريخي بفريقها المتصدر برصيد 61 نقطة في مواجهة وصيفه الهلال صاحب الـ 55 نقطة في الجولة السابعة والعشرين.
فوز الاتحاد كان يعني اتساع الفارق إلى تسع نقاط مع تبقي ثلاث جولات فقط على نهاية المسابقة، بالإضافة إلى تفوق الاتحاد في المواجهات المباشرة، وهو ما كان يعني حسم اللقب بشكل رسمي.
في تلك الأيام، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لحافلة أعدتها إدارة الاتحاد للاحتفال بلقب الدوري في شوارع جدة عقب مباراة الهلال.
لكن ما حدث كان عكس التوقعات تمامًا، فبعد أن تقدم الاتحاد بهدف عن طريق رومارينيو، قلب الهلال الطاولة وسجل ثلاثة أهداف، ليتقلص الفارق بينه وبين "العميد" إلى ثلاث نقاط فقط.
سقوط حر.. انهيار غير مسبوق
الهزيمة أمام الهلال أبقت الاتحاد في الصدارة، لكنها زلزلت الفريق بشكل كبير، حيث بدا التأثر واضحًا على اللاعبين، ففي الجولة التالية، تعرض الاتحاد لهزيمة مفاجئة أمام الطائي بهدف نظيف.
وفي اليوم نفسه، فاز الهلال على أبها بهدفين نظيفين، ليتساوى الفريقان في رصيد النقاط، مع تفوق الهلال في المواجهات المباشرة بعد الفوز على الاتحاد بنتيجة 2-1 و3-1.
ورغم فوز الاتحاد على الاتفاق في الجولة التاسعة والعشرين وقبل الأخيرة بثلاثة أهداف لهدف، إلا أن الهلال فاز أيضًا على الفتح بثلاثية نظيفة، ليحافظ على صدارته حتى الجولة الأخيرة.
نهاية الحلم.. كابوس لا يُنسى
دخل الاتحاد الجولة الأخيرة ولديه أمل وحيد، وهو الفوز على الباطن وتعثر الهلال أمام الفيصلي، وكلا الفريقين كان يصارع من أجل البقاء في دوري روشن.
لكن الاتحاد لم يتمكن حتى من الفوز على الباطن، وتعادل معه سلبيًا، فيما فاز الهلال على الفيصلي بهدفين لهدف، ليرفع رصيده إلى 67 نقطة، مقابل 65 للنمور.
وحصد الهلال لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي، ويضيفه إلى لقب دوري أبطال آسيا الذي حصده في نوفمبر 2021، في المقابل، ظل اتحاد جدة بعيدًا عن منصات التتويج بلقب الدوري السعودي للموسم الثالث عشر على التوالي، ورحل المدرب الروماني كوزمين كونترا، ليتحول الموسم الذي كان تاريخيًا إلى كابوس لا يُنسى.
هل يتكرر السيناريو؟
اليوم، يعود شبح الـ 16 نقطة ليطارد جماهير الاتحاد، فالفريق الذي كان مرشحًا بقوة للفوز بلقب دوري روشن هذا الموسم، يجد نفسه يتعثر مرة أخرى، ويفقد نقاطًا سهلة في بداية المشوار.
فهل ينجح الاتحاد في التغلب على هذا الشبح الذي يطارده؟ وهل يتعلم من درس الماضي المرير ليتجنب تكرار سيناريو الانهيار في اللحظات الحاسمة؟ أم أن التاريخ سيعيد نفسه، ويفرط الاتحاد في "أسهل دوري ممكن" كما يصفه البعض؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.
