ترامب لـ"إن بي سي نيوز": العالم كان "ينهب" الولايات المتحدة منذ أكثر من 40 سنة
يشهد عالم كرة القدم ظاهرة متزايدة الأهمية، وهي انخراط نجوم اللعبة العالميين في شراء الأندية، أو الحصول على حصص ملكية فيها.
فبعد أن سطعوا في الملاعب وأصبحوا أيقونات كروية تدر ملايين الدولارات، يتجه هؤلاء النجوم نحو الاستثمار في الجانب الإداري والتنظيمي للعبة، ليشغلوا مواقع المسؤولية في أندية كرة القدم، بدلًا من الاكتفاء بدور اللاعب أو التحليل أو التدريب.
رغم أن كريستيانو رونالدو يمتلك ثروة طائلة، بيد أنه لم يقدم على هذه الخطوة حتى الآن، وقد صرح سابقًا بأنه يرغب في التفرغ الكامل لمثل هذا المشروع عندما يقرر القيام به. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما الذي يدفع نجومًا مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور للتفكير في اقتحام هذا المجال في سن مبكرة نسبيًا؟ وما هي الدوافع الخفية وراء هذا الهوس المتنامي؟
قد يبدو الأمر للوهلة الأولى مغريًا ومثيرًا، لكن دخول عالم ملكية الأندية يحمل في طياته مخاطر جمة، خاصة بالنسبة للنجوم الذين ما زالوا في أوج عطائهم الكروي.
تجربة رونالدو نازاريو "الظاهرة" مع نادي كروزيرو البرازيلي، على سبيل المثال، تعتبر درسًا قاسيًا في هذا السياق. فقد تعرض الظاهرة لانتقادات لاذعة من جماهير النادي بسبب تراجع النتائج والأداء، وهو الأمر الذي أثر سلبًا على صورته الأسطورية كلاعب.
فلماذا يغامر هؤلاء النجوم بسمعتهم وشعبيتهم الجارفة، ويضعون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع جماهير الأندية التي قد تنقلب عليهم في لحظة؟ هل هي مجرد رغبة في تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن عقود الرعاية والإعلانات؟
قد يكون تنويع مصادر الدخل أحد الدوافع المنطقية وراء هذا الاتجاه، فالاستثمار في الأندية يمكن أن يمثل إضافة قيمة لمحفظة استثمارات هؤلاء النجوم.
لكن هل يمكن اعتبار امتلاك أندية في مستويات متوسطة أو أقل استثمارًا مربحًا بالمعنى التقليدي؟ في الغالب، الإجابة هي "لا". معظم هذه الأندية لا تدر أرباحًا كبيرة، بل تعتمد على الاستثمارات الخارجية أو حقوق البث التلفزيوني لتغطية نفقاتها. إذًا، لا يبدو أن الهدف الرئيس هو تحقيق الربح المادي المباشر من خلال ملكية الأندية.
هل يمكن أن يكون الأمر متعلقًا بالتسويق الشخصي وتوسيع القاعدة الجماهيرية لهؤلاء النجوم في مناطق جغرافية جديدة؟ قد يكون هذا التفسير واردًا، فامتلاك ناد في بلد معين يمكن أن يساهم في تعزيز شعبية النجم في تلك المنطقة، وفتح أسواق جديدة لعلامته التجارية.
لكن هذا التفسير يبدو أقل منطقية بالنسبة لنجم بحجم كيليان مبابي، الذي يتمتع بشهرة عالمية واسعة، خاصة في فرنسا وأوروبا. فهل يحتاج مبابي حقًا لامتلاك ناد في فرنسا لزيادة شعبيته؟ الإجابة على الأرجح هي "لا".
يوجد تفسير آخر وهو البحث عن "ملاذ آمن" لنهاية المسيرة الكروية. فالاستثمار في ناد يمكن أن يوفر لهؤلاء النجوم وظيفة مضمونة في عالم كرة القدم بعد الاعتزال، سواء كان ذلك في منصب إداري أم تدريبي.
فإذا ما تراجعت الأضواء عنهم كلاعبين، سيجدون أنفسهم في موقع قوة داخل النادي الذي يمتلكونه، ويحافظون على ارتباطهم الوثيق باللعبة التي عشقوها.
هذا السيناريو تعززه الأمثلة الواقعية، مثل حالة ديدييه دروجبا، الذي أصبح لاعبًا ومالكًا لنادي فينيكس الأمريكي في عام 2017، وسيسك فابريجاس، الذي يمتلك أسهمًا في نادي كومو الإيطالي، ويتولى حاليًا منصب المدير الفني للفريق، وحتى ليونيل ميسي، يقال إنه سيحصل على نسبة من ملكية نادي إنتر ميامي الأمريكي، بالإضافة إلى دوره كلاعب.
في النهاية، يبدو أن دوافع نجوم الكرة لشراء الأندية تتجاوز مجرد المكاسب المادية أو التسويق الشخصي. هناك شغف حقيقي باللعبة، ورغبة في التأثير فيها من موقع مختلف، وبناء إرث يتجاوز فترة التوهج في الملاعب.
هؤلاء النجوم، بعد سنوات من التألق والنجومية، قد يشعرون برغبة في رد الجميل للعبة التي منحتهم الكثير، والمساهمة في تطويرها من خلال الاستثمار في الأندية، ورعاية المواهب الشابة، وتحقيق النجاحات الإدارية والتنظيمية، تمامًا كما فعلوا على أرض الملعب.