ترامب: الاتفاق مع إيران يسير بنحو طيب وأريد تفادي أن تسوء الأمور
تتجه العيون غالبًا في كتيبة نادي الهلال المزدحمة بالنجوم اللامعة، نحو الأسماء الرنانة مثل سالم الدوسري ومالكوم دي أوليفيرا، الثنائي الهجومي الذي يخطف الأضواء بمهاراته الفردية وأهدافه الحاسمة.
لكن خلف هذه الأسماء البراقة، يختبئ سلاح فتاك، ربما لا يحظى بنفس القدر من الضجيج الإعلامي، لكن قيمته لا تقدر بثمن في لحظات الحسم، إنه محمد كنو، القلب النابض لوسط ملعب الهلال، والمهندس الخفي للانتصارات الزرقاء.
كنو.. نجم مباراة باختاكور الحاسمة
في مباراة الإياب الحاسمة أمام باختاكور في دور الـ16 من دوري أبطال آسيا للنخبة، تجلى دور كنو كـ"سلاح الهلال الفتاك" بأبهى صوره.
في أمسية كانت الشكوك تحوم حول قدرة الهلال على قلب الطاولة بعد خسارة الذهاب، وفي ظل الضغط الهائل الذي كان يتعرض له الفريق، خرج كنو من عباءة التواضع ليقود كتيبة الزعيم نحو التأهل، بصناعة هدفين حاسمين، أعادا الثقة والاطمئنان إلى المدرجات الزرقاء.
صناعته للهدفين في تلك المباراة لم تكن مجرد ومضة عابرة، بل كانت امتدادًا لمسلسل تألقه الذي استمر على مدار الأسابيع الماضية.
كنو، الذي يمتاز بقدرات بدنية هائلة، ورؤية ثاقبة للملعب، وقدرة فائقة على قراءة الملعب، بات يشكل حلقة الوصل المثالية بين الدفاع والهجوم في منظومة الهلال.
يتحرك كنو في صمت، يقطع الكرات بذكاء، يمرر بدقة، ويصنع الفرص بمهارة، ليمنح فريقه التوازن والسيطرة في منطقة المناورات الحاسمة.
تأثير يتجاوز الأرقام والإحصائيات
ربما لا يسجل كنو الأهداف الخرافية التي تسجل باسم الدوسري أو مالكوم، ولا يراوغ ببراعة كما يفعل نجوم الخط الأمامي، لكن تأثيره في الملعب يتجاوز الأرقام والإحصائيات.
كنو هو اللاعب الذي يمنح الإيقاع لوسط ملعب الهلال، هو المحرك الذي يدفع الفريق للأمام، وهو الجندي المجهول الذي يقوم بالأدوار التكتيكية الصعبة التي لا يراها الكثيرون.
في اللحظات التي يشتد فيها الضغط، وفي المباريات التي تتطلب شخصية قوية وقدرة على تحمل المسؤولية، يظهر كنو كقائد حقيقي في الملعب، يقود فريقه نحو بر الأمان.
تألق كنو في الفترة الأخيرة لم يكن مفاجئًا للمتابعين لكرة القدم السعودية، فاللاعب يمتلك إمكانات هائلة، وقدم مستويات مميزة مع الهلال على مدار السنوات الماضية.
لكن ربما ما يميز تألقه الحالي هو توقيته الحاسم، وظهوره في لحظات كان الفريق في أمس الحاجة إليه، في ظل فترة من التذبذب في مستوى الهلال، وفي ظل الشكوك التي أحاطت بالفريق قبل مباراة باختاكور، كان كنو هو النجم الذي سطع في سماء الزعيم، وأعاد البسمة إلى وجوه الجماهير.
تجديد عقده مكسب استراتيجي
تجديد عقد محمد كنو مع الهلال مؤخرًا، في ظل اهتمام أندية أخرى بخدماته، وعلى رأسها الغريم التقليدي الأهلي، كان بمثابة المكسب الاستراتيجي للإدارة الهلالية.
الحفاظ على لاعب بقيمة كنو، يمثل إضافة كبيرة لقوة الفريق، ويعزز من استقراره الفني، فـ"كنو" ليس مجرد لاعب جيد، بل هو جزء أساسي من هوية الهلال، ولاعب يجسد الروح القتالية والعزيمة التي تميز الزعيم.
ختاما، يمكن القول إن محمد كنو هو "سلاح الهلال الفتاك" الحقيقي في لحظات الحسم، لاعب لا يطلب الأضواء، ولا يسعى للشهرة، لكنه يقدم كل ما لديه من أجل فريقه، ويساهم في تحقيق الانتصارات بصمت وإتقان.