ويلما رودولف.. من شلل الأطفال إلى منصات التتويج في الأولمبياد

تنطلق الأولمبياد الصيفية في باريس خلال أيام قليلة، وهي الألعاب التي ينتظرها عشاق الرياضة مرة كل أربع سنوات.

استعرض الموقع الرسمي للأولمبياد إحدى القصص الملهمة في تاريخ الأولمبياد والتي كانت بطلتها الأمريكية ويلما رودولف التي تغلبت على شلل الأطفال لتصبح بطلة أولمبية في سباقات السرعة. وهذا جعلها رمزًا أولمبيًّا ونموذجًا يُحتذى به.

 

 

أمراض الطفولة

كانت ويلما رودولف الطفلة رقم 20 من بين 22 طفلاً، وأصيبت في طفولتها بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال، كما أصيبت بالحمى القرمزية والالتهاب الرئوي المزدوج. 

وظن العديد من الأطباء أنها لن تمشي مجددا، إلا أنها كانت تعتقد عكس ذلك دائمًا، وبحلول سن الثانية عشرة، استعادت قدرتها على المشي، وبدأت ممارسة ألعاب القوى، وبعد ثماني سنوات أصبحت بطلة أوليمبية.

ظهور ومجد أولمبي

شاركت رودولف لأول مرة في الألعاب الأولمبية في ملبورن عام 1956، وفي سن السادسة عشرة فقط، كانت عضوًا في فريق ركض التتابع الأمريكي في سباق 100×4 متر وحصدت الميدالية البرونزية وقتها.

وبعدها بأربع أعوام عادت جاء موعد كانت الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، والتي كانت بمثابة اللحظة الحاسمة في قصة حياة رودولف غير العادية.

فقد فازت بالميدالية الذهبية في سباقات 100 متر و200 متر و100x4 متر تتابع، محطمة بذلك ثلاثة أرقام قياسية عالمية في مشاركتها.

وأطلقت عليها الصحافة الأوروبية لقب "الغزال الأسود"؛ بسبب سرعتها وجمالها ورشاقتها.

تقاعد ووفاة مبكرة 

قررت رودولف الاعتزال بشكل مبكر، بالتحديد بعد عامين فقط من حصدها المجد الأوروبي، وفعلت ذلك وهي حاملة الرقم القياسي لسباقات 100 متر و200 متر و100x4 متر تتابع.

بعد اعتزالها اتجهت رودولف إلى التدريب، إذ كرست نفسها للعمل مع الأطفال أصحاب الأمراض والإعاقات.

توفيت رودولف في عام 1994، وهي في عمر 54 عامًا بعد فترة قصيرة من تشخيصها بمرض سرطان المخ، وسرطان الحلق، إذ كانت في مرحلة متأخرة للغاية ولم تستجب لمحاولات العلاج.