نتنياهو يقرر تعيين قائد البحرية السابق في الجيش الإسرائيلي "اللواء إيلي شارفيت" رئيسا للشاباك
فجرت لاعبة كرة القدم البريطانية من أصل صومالي، إقراء إسماعيل ضجة قوية في أوساط الكرة في إنجلترا وذلك بعد فضحها ممارسات المسؤولين في الرابطة المشرفة على كرة القدم للسيدات بمنعها من المشاركة في إحدى المباريات بسبب ارتدائها سروالا طويلا.
وقالت اللاعبة المسلمة في مقطع فيديو عبر حسابها بمنصة "إنستغرام" إن حكم المباراة التي كانت ستشارك فيها مع ناديها دراغونز يونايتد الإنجليزي، يوم الأحد الماضي منعها من اللعب بسروال طويل.
وأضافت: "حكم المباراة إن الرابطة أبلغته بمنع النساء مثلي من ارتداء سراويل طويلة، بصرف النظر عما إذا كانت تتناسب مع ملابسنا الرياضية أم لا".
وقالت اللاعبة، وهي تشغل منصب المدربة أيضا، إنها تشارك في مسابقة كرة القدم في منطقة لندن الكبرى منذ خمس سنوات وهي ترتدي سروالًا رياضيًّا طويلًا، ولكن، يوم الأحد، لم يُسمح لها بالمشاركة.
وأكدت: "في حال عدم ارتداء سراويل قصيرة، لن ألعب، هذا ما قيل لي"
وأعادت حادثة منع اللاعبة المسلمة من خوض المباراة، الجدل من جديد حول قضية منع اللاعبات المحجبات في أوروبا من ممارسة الرياضة بارتداء ملابس طويلة أو بوضع الحجاب.
ورد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على الجدل الدائر في الأوساط الكروية لا فقط في إنجلترا وإنما في عدة دول أخرى بالقول إن اللاعبات في مسابقاته جميعها مسموح لهن بارتداء الملابس التي تتماشى مع معتقداتهن الدينية.
وقال متحدث باسم الاتحاد الإنجليزي اليوم: "كتبنا بشكل استباقي إلى جميع اتحادات كرة القدم الخاصة بالمناطق وحكام المباريات في جميع مسابقات السيدات في وقت سابق من هذا العام للتأكيد على أنه يجب السماح للنساء والفتيات بارتداء الملابس التي تضمن عدم المساس بمعتقداتهن الدينية".
وقال الاتحاد المحلي المسؤول عن تنظيم المسابقة إنه على اتصال مع الاتحاد الإنجليزي ورابطة الدوري لحل الأمر.
وبدأت إسراء المولودة في لندن، لأسرة صومالية مسلمة، في العام 2001، ممارسة كرة القدم منذ سن التاسعة، ضمن فريق كرة مدرسي.
وتروي إقراء بداياتها الكروية قائلة: "لقد خاطبتني معلمتي بالقول إن الفتيات لا يستطعن لعب كرة القدم، لكني كنت آنذاك عازمة على إثبات عكس ذلك".
نشأت إقرا، الطفلة الصومالية في مدينة "ساوثال"، وهي مركز متعدد الثقافات في غرب العاصمة لندن.
في فريقها الأول لكرة القدم للبراعم، لم تكن إقراء تلعب مع فتيات، بل كانت من بين طفلتين فقط ضمن فريق للأولاد، وذلك بعد أن أظهرت إمكانيات كروية لافتة بالنظر إلى عمرها في ذلك الوقت، دون 10 سنوات.
وبدأت إقراء أولى خطواتها في عالم كرة القدم، بعد أن سمحت لها والدتها بذلك بشرط ضرورة التمسك بدينها وقيمها والتركيز أيضًا على تعليمها.
وقالت في تصريحات لمواقع إنجليزية: "في سن الرابعة عشرة، انضممت إلى أول ناد يحتضن فقط الفتيات، كان زي النادي يتكون من شورت وقميص وجوارب طويلة. سألت المدرب عن البدائل المتاحة لي. فقال: "لا أعرف، لم يسبق لي أن لعبت مع لاعبة مسلمة".
وأضافت: "عندها أدركت أنني كفتاة سمراء البشرة ومسلمة ترتدي الحجاب، قد أكون خارج حساباته، ولكن بمرور السنوات، واصلت تجربتي وواجهت الرفض والمنع من اللعب مرات عدة".
وفي سن السادسة عشرة، كشفت اللاعبة المسلمة أنها كانت على وشك الانتقال لناد أمريكي للكرة النسائية، مشيرة إلى أن القوانين تبدو أكثر ليونة هناك بالنسبة للاعبات المسلمات.
لكن والدتها منعتها من ذلك، مشيرة إلى أن "عائلاتنا تمنعنا من اللعب بسبب الدين أو الثقافة، نصحتني والدتي، التي كانت قلقة بشأن تصاعد معاداة الإسلام والعنصرية هناك، بعدم اتخاذ هذه الخطوة".
وحملت إقراء قميص منتخب الصومال لكرة القدم للسيدات، وقادت المنتخب في مباراة قالت إنها ستظل أجمل ذكريات مشوارها الرياضي.
وقالت اللاعبة: ""لقد كان لدي دائمًا شعور قوي بالقومية الصومالية، لذا فإن قيادة أول فريق كرة قدم صومالي للسيدات للعب مباراة دولية كان أمرًا مذهلاً. كان نصف المجموعة من لندن، والنصف الآخر من الصومال، لكن الجميع كانوا صوماليين في ذلك اليوم التاريخي".
وأكدت أنها لا يمكن أن تلعب الآن لمنتخب آخر، مضيفة في حديثها عن منتخب إنجلترا: "لا أستطيع أن أمثل بلدا لا يمثلني".
وكشفت اللاعبة التي واصلت مسيرتها الكروية في المملكة المتحدة وقررت أن تخوض تجربة اللاعبة والمدربة في الآن نفسه أنها كانت بالفعل تطمح للعب في الولايات المتحدة، لا فقط لتطوير مستواها الكروي وإنما أيضا "لأن هناك كثيرا من اللاعبات اللاتي يمتزن بشعرهن الأرجواني وبشرتهن السوداء" وفق قولها.