قسد: اتفاق مع وفد دمشق على ضرورة وقف النار في كامل سوريا
تتزايد التكهنات بشأن إمكانية رحيل المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي عن نادي النصر السعودي، بعد سلسلة من النتائج السلبية والأداء المهتز للفريق.
على الرغم من البداية القوية للمدرب مع "العالمي"، والتي وعدت جماهير النصر بموسم استثنائي، إلا أن الأخطاء التكتيكية والفنية والإدارية تراكمت لتُهدد مستقبله مع الفريق، وتُلقي بظلالها على طموحات النصر في المنافسة على الألقاب، فما هي أبرز الأخطاء التي قد تُعجل برحيل بيولي عن النصر؟
1. التراجع الدفاعي المُفاجئ واهتزاز شباك "العالمي"
شهدت بداية بيولي مع النصر صلابة دفاعية ملحوظة، وقدرة كبيرة على الحفاظ على شباك الفريق نظيفة، إلا أن هذا الأداء الدفاعي المُتماسك سرعان ما تلاشى، ليُعاني النصر في الفترة الأخيرة من تراجع دفاعي مُفاجئ ومُقلق، حيث اهتزت شباكه في عدة مباريات متتالية، واستقبلت أهدافًا سهلة كشفت عن ثغرات واضحة في المنظومة الدفاعية.
ويُعزى هذا التراجع إلى عدم قدرة بيولي على تصحيح الأخطاء الدفاعية وإيجاد التوازن المناسب بين الخطوط، بالإضافة إلى عدم تطوير الخطط الدفاعية لمواجهة أساليب لعب الفرق المنافسة.
2. سوء إدارة أزمة تاليسكا
شهدت فترة بيولي مع النصر توترًا ملحوظًا في علاقته مع النجم البرازيلي أندرسون تاليسكا، ووصل الأمر إلى استبعاد اللاعب من بعض المباريات وتهميش دوره في الفريق مؤخرًا.
ومع اقتراب رحيل تاليسكا إلى الدوري التركي، يبدو أن بيولي قد فشل في احتواء الأزمة والاستفادة من إمكانيات أحد أهم لاعبي الفريق، والذي يُمثل قيمة فنية وهجومية كبيرة للنصر، وأدى غياب تاليسكا أو عدم مشاركته بفعالية إلى إضعاف قوة النصر الهجومية وافتقار الفريق للحلول الهجومية المتنوعة.
3. تهميش رونالدو وعدم بناء الفريق حوله
على الرغم من وجود كريستيانو رونالدو، أحد أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، ضمن صفوف النصر، إلا أن بيولي لم ينجح في بناء الفريق حوله والاستفادة من إمكانياته بأقصى شكل.
ففي بداية مشواره مع الفريق، فضل بيولي الاعتماد على الأجنحة وتطبيق أسلوبه التكتيكي المُعتاد، ما أدى إلى تهميش دور رونالدو وإثارة استياء الجماهير التي كانت تتوقع أن يكون الدون محور الاهتمام واللاعب الأهم في الفريق، وأدى عدم بناء الفريق حول رونالدو إلى تقليل من فعاليته وتأثيره على أداء النصر.
4. غياب الرؤية والتأثير في سوق الانتقالات يُهدد مستقبل النصر
مع اقتراب انتهاء فترة الانتقالات الشتوية، يبدو أن بيولي لم يُقدم أي إضافة حقيقية للفريق من خلال صفقات جديدة، فقد اقتصر طلبه على مهاجم واحد، ولم يُظهر إصرارًا كبيرًا على ضمه، ما يعكس غياب رؤيته وتأثيره في تدعيم صفوف الفريق، عكس ما يقوم به ماتياس يايسله، مدرب الأهلي السعودي من ضغط على إدارة فريقه لضم صفقات تفيد النادي.
ويُثير هذا الأمر قلق الجماهير التي تتطلع إلى تدعيم الفريق بلاعبين جدد في مراكز مُختلفة للمنافسة على الألقاب.
5. تكرار أخطاء المدربين السابقين وعدم التعلم منها
يبدو أن بيولي لم يتعلم من أخطاء المدربين السابقين للنصر، حيث جمع بين سوء الأداء الدفاعي الذي عانى منه الفريق في عهد المدرب لويس كاسترو والنتائج السلبية أمام الفرق الصغيرة التي كانت سمة فترة المدرب رودي غارسيا، ويُثير هذا الأمر التساؤلات حول كفاءة بيولي وقدرته على قيادة النصر نحو تحقيق الألقاب.
في النهاية، تُشير جميع الدلائل إلى أن رحيل بيولي عن النصر بات مسألة وقت فقط، فالأخطاء التي ارتكبها وعدم قدرته على تصحيح مسار الفريق جعلت منه واحدًا من أسوأ المدربين في تاريخ النادي.
ويبقى السؤال الهام هو: هل ستُدرك إدارة النصر خطورة الموقف وتتحرك سريعًا لإنقاذ الموسم قبل فوات الأوان؟ وهل سيُؤدي رحيل بيولي إلى تغيير حقيقي في أداء الفريق وعودته إلى مسار الانتصارات؟