عراقجي: إيران أمريكا ستجتمعان في عُمان يوم السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى
زعمت تقارير صحفية بريطانية، أبرزها ما نشرته شبكة TALK SPORT أن نادي إنتر ميامي الأمريكي يدرس بجدية إمكانية التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال فترة كأس العالم للأندية.
ويشارك إنتر ميامي بدعوة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ببطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة بين 15 يونيو حتى 13 يوليو المقبلين.
وزعمت التقارير أن مالك النادي، ديفيد بيكهام، يحلم بتشكيل ثنائي تاريخي يجمع بين الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في صفوف فريقه، وهو ما قد يمثل قمة الإثارة في عالم كرة القدم.
وبالنظر إلى الواقع والمعطيات الحالية، تبدو هذه الصفقة أقرب إلى المستحيل، وخاصة أن وجود ليونيل ميسي في صفوف إنتر ميامي يبقى العقبة الأكبر أمام إتمامها لعدة أسباب نسردها في السطور القادمة:
1. الراتب الفلكي لـ"رونالدو"
يعتبر الراتب الذي يتقاضاه كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي حاليًا من بين الأعلى في العالم، فمن غير المنطقي أن يتمكن نادي إنتر ميامي، الذي يتبع سقف رواتب محددا في الدوري الأمريكي، من تحمل مثل هذا المبلغ الضخم.
ولو كانت إدارة النادي الأمريكي قادرة على دفع مثل هذه الرواتب، لكانت قد قدمت عرضًا مماثلًا لليونيل ميسي نفسه عندما كان في خضم المفاوضات للانتقال إلى فريق جديد، وتحديدًا عندما كان هناك صراع عليه من أندية سعودية أخرى، بدلًا من البحث عن شراكات تجارية تعوض ليو عن ذلك الفارق عن طريق إعلانات وما شابه، ببساطة الميزانية الحالية لإنتر ميامي لا تسمح باستقطاب لاعب براتب رونالدو الخيالي.
2. صراع النجومية
ليونيل ميسي هو النجم الأبرز في أي فريق يلعب له، صحيح أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع زملائه ويقدرهم، لكنه يبقى اللاعب الذي تدور حوله الخطط والتكتيكات.
فهل يقبل ميسي، في هذه المرحلة من مسيرته، بأن يأتي لاعب آخر بحجم وشهرة كريستيانو رونالدو ليشاركه نجومية الفريق؟ من الصعب تصور أن ميسي سيكون سعيدًا بتقاسم الأضواء بنفس القدر مع منافسه الأزلي، خاصة بعد سنوات طويلة من التنافس المحتدم بينهما على لقب الأفضل في العالم.
3. ترتيب الأجور.. حساسية تاريخية بين الغريمين
من غير المرجح أيضًا أن يقبل ليونيل ميسي بأن يكون ثاني أعلى راتب في الفريق بعد كريستيانو رونالدو.
صحيح أن أن نيمار دا سيلفا صديقه المقرب قد حصل لفترة على راتب أعلى في باريس سان جيرمان وكذلك كيليان مبابي، لكنهما ليسا غريمه الأزلي رونالدو.
هذا أمر يبدو مستبعدًا للغاية، وتاريخ التنافس بينهما يجعل هذا السيناريو غير مقبول على الأرجح بالنسبة لميسي.
4. لويس سواريز.. وانهيار معادلة ناجحة
يمتلك إنتر ميامي بالفعل قوة هجومية ضاربة بوجود ليونيل ميسي ولويس سواريز، وقد أثبت سواريز، حتى في غياب ميسي للإصابة، أنه هداف الفريق الأول ويقدم أداءً مميزًا.
فما هي الخطة التي ستعتمدها إدارة النادي والجهاز الفني في حال وصول رونالدو؟ هل سيتم تهميش سواريز؟ هذه مخاطرة غير محسوبة النتائج وقد تؤثر سلبًا على الانسجام الحالي للفريق.
5. بيئة ميسي وحلفائه.. هل يغامر رونالدو؟
من المستبعد للغاية أن يغامر كريستيانو رونالدو بالانتقال إلى بيئة رياضية يسيطر عليها ليونيل ميسي وحلفاؤه، فمن المعروف أن العلاقة بين النجمين لم تكن يومًا علاقة صداقة حميمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المدرب الحالي لإنتر ميامي هو الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، الذي كان زميلًا مقربًا لميسي في برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، وقد شهدت علاقته برونالدو بعض التوترات في الماضي.
والأهم من ذلك، هل سيتراجع رونالدو عن تصريحاته السابقة التي قلل فيها من شأن الدوري الأمريكي ووصفه بالضعيف؟ هذا التراجع سيكون محرجًا للغاية بالنسبة له.
6. مشروع النصر.. هل انتهت مهمة رونالدو في السعودية؟
إذا كان نادي النصر السعودي سيوافق على التخلي عن كريستيانو رونالدو، فهل يكون المشروع السعودي لاستقطاب النجوم قد استكفى منه بالفعل؟ من غير المرجح أن يسمح المسؤولون في الكرة السعودية برحيل نجم بحجم رونالدو دون محاولة استغلاله في نادٍ سعودي آخر، خاصة وأنهم يسعون لرفع مستوى الدوري وجذب المزيد من الأنظار إليه.
7. شارة القيادة.. صراع أبدي
أخيرًا، من سيحمل شارة القيادة في فريق يضم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؟ هذا السؤال يطرح نفسه بقوة بعد سنوات طويلة من الصراع بينهما على لقب الأفضل، حيث كان كل منهما قائدًا لمنتخب بلاده وفريقه، من الصعب تصور كيف سيتم حسم هذا الأمر، ومن سيكون القائد على حساب الآخر.
في الختام، وعلى الرغم من الإثارة بمجرد التفكير في رؤية ميسي ورونالدو يلعبان جنبًا إلى جنب، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه الصفقة مستحيلة التحقق.
فالعوائق المالية والشخصية والتكتيكية تجعل من انتقال رونالدو إلى إنتر ميامي، في ظل وجود ميسي، أمرًا بعيد المنال.
