درس كبير من النصر والأهلي السعوديين لبرشلونة وبايرن ميونخ

اعتدنا سماع أن الفرق العربية تستفيد من دروس نظيرتها العالمية وتقوم بتطبيقها بحذافيرها، حتى تنجح وتصل إلى أفضل المستويات، لكن أن يحدث العكس فهذا أمر نادر بعض الشيء.

بالأخص إن كان الأمر يتعلق باسمين كبيرين مثل بايرن ميونخ الألماني وبرشلونة الإسباني اللذين سيطرا على كرة القدم الأوروبية فترات ليست بهينة.

كيف قدم النصر والأهلي دروسًا مجانية لبرشلونة وبايرن ميونخ، وكيف يمكن للثنائي الأوروبي أن يستفيدا من تجربة ثنائي المملكة العربية السعودية.

مدرسة بايرن ميونخ تخفق

كان بايرن ميونخ على مدار سنوات بمثابة مدرسة إدارية متفردة بذاتها، لديها ضوابط وقواعد صارمة من الصعب أن تجد مثيلًا لها على مستوى العالم أجمع.

يكون للشراء ضوابط والبيع كذلك، وتعيين هذا المدرب له معايير خاصة، وكذلك الأمر بالنسبة لترك أي مدير فني يرحل.

هذه المدرسة اختفت مؤخرًا مثل تلك المعايير، ورأينا أمورًا لم نعتدها تحدث في صفوف البافاري منذ سنوات، ففي ظرف 3 سنوات شاهدنا 3 مدربين في صفوف الفريق، ربما هم ليسوا الأصلح لقيادته.

جاء يوليان ناغلسمان ولم يستمر طويلًا ورحل، ومن بعده توماس توخيل ورحل هو الآخر بعدما فشل في تحقيق أي بطولة في الموسم الأخير، والآن جاء فينسنت كومباني وقطاع ليس بالهين من الجماهير يشكك في قدرته على النجاح رفقة الفريق.

 

برشلونة واضطرابات لا تنتهي

دخل برشلونة في سلسلة من المصائب والكوارث في السنوات الماضية على المستوى الإداري والمادي والفني.

بدأ كل ذلك يختفي بشكل تدريجي بقدوم تشافي هيرنانديز وحصده للقب السوبر ومن بعدها لقب الليغا، لكن كل شيء انقلب مجددا بسبب ما حدث في الموسم الأخير من غياب البطولات بشكل تام.

قرر خوان لابورتا، رئيس النادي، أن يدعم تشافي ويبقي عليه، لكن المدرب أعلن رحيله، ليطالبه رئيس النادي بالاستمرار ويستجيب أسطورة النادي في نهاية المطاف، وما هي إلا أيام تمر حتى يخرج لابورتا ويعلن رحيل الرجل نفسه الذي ظل طيلة أسابيع يستجديه حتى يستمر مع الفريق.

 

ذكاء الأهلي 

نشاهد الأهلي السعودي في الوقت نفسه يحقق المركز الثالث في جدول ترتيب بطولة الدوري ويخرج دون أي بطولة، ومع ذلك لم تقرر الإدارة أن تقيل المدير الفني ماتياس يايسله، مدرب الفريق الحالي.

كان ذلك القرار هو الأهم ربما في سوق انتقالات الفريق، حيث قرر الفريق الحفاظ على مدربه والبناء على ما حققه معهم في موسمه الأول، على الرغم من كونه بعيداً عن طموحات جماهير الفريق، لكن يمكن اعتبار أن المدرب النمساوي قد حقق الهدف الموضوع له.

مثل ذلك التصرف سيساعد الفريق على النمو أكثر تحت يد مدير فني يعرفونه جيدًا، وسيسمح لهم بتحقيق نجاحات أكبر في الموسم الجديد.

 

 

حسن تعامل النصر

تكرر سيناريو الأهلي مع النصر، لكن على سياق أكثر صعوبة، فالنصر كان دومًا هو الفريق الذي يأتي خلف الهلال في كل شيء.

خسر النصر رفقة كريستيانو رونالدو كل شيء أمام الهلال على المستوى المحلي، وكان قريبًا من أكثر من لقب لولا وجود "الزعيم".

خرج النصر بموسم صفري، ولكنه لم يقرر أن يقيل الرجل الذي جعل الفريق يلعب كرة قدم جيدة، ويحقق نتائج مذهلة كانت لتضعه بين المتوجين بالألقاب لولا ظروف خارجة عن إرادته.

أدركت إدارة الفريق ذلك فقررت أن تترك له المساحة للعمل في موسم جديد، لعل وعسى الظروف تسير في صالحه بشكل أفضل هذه المرة.

 

 

الخلاصة

رحيل المدير الفني لا يكون دومًا الحل، ولا يجب أن يكون أسهل الطرق للتخلص من المسؤولية، وهو ما أدركه الأهلي والنصر فتجنباه، وهو أيضًا ما لجأ إليه برشلونة وبايرن ميونخ لعل وعسى يأتي الإنقاذ من مدرب جديد.

لكن في الواقع فكثرة تغيير المدربين سواء لأسباب فنية أو غيرها لا يمكنه مساعدة أي فريق على الاستقرار وتقديم أفضل ما لديه.