وزير الخارجية لدى الحوثيين: نحن في حالة حرب مع أمريكا الآن وسنرد على الضربات
عندما يظهر مدافع شاب في ريال مدريد بمستوى مميز، تبدأ المقارنات بينه وبين أساطير النادي، وهذا ما يحدث الآن مع راؤول أسينسيو، الذي يراه البعض خليفةً محتملاً لسيرجيو راموس.
منذ سنوات طويلة، كان سيرجيو راموس أحد أعظم المدافعين في تاريخ ريال مدريد، قائدًا لا يُقهر ورمزًا للقوة والشخصية داخل المستطيل الأخضر.
كان اللاعب الإسباني نموذجًا فريدًا في الدفاع، يجمع بين القوة البدنية والقدرات الهجومية والقيادة الفطرية، ما جعله أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لكن بعد رحيله عن الفريق، بدأ البحث عن خليفة له في خط الدفاع، وظهرت بعض الأسماء التي حاولت سد الفراغ الذي تركه، ولكن لم يستطع أي منها الوصول إلى مكانته حتى الآن.
في الوقت الحالي، هناك اسم جديد يلفت الأنظار في ريال مدريد: راؤول أسينسيو. الشاب الإسباني البالغ من العمر 22 عامًا أثبت نفسه بسرعة هذا الموسم، حيث قدم مستويات مميزة جعلت جماهير الفريق تتوسم فيه خيرًا ليكون نجم الدفاع القادم.
ومع تزايد الثقة به، بدأت المقارنات بينه وبين راموس، خاصةً مع تشابه بعض الجوانب بينهما، سواء على مستوى الشخصية أو الأداء داخل الملعب.
لكن رغم هذه التشابهات، هناك ثلاثة فروق جوهرية بين اللاعبين تجعل كل منهما مختلفًا عن الآخر، وهو ما نستعرضه في السطور القادمة:
كان سيرجيو راموس يتمتع ببنية جسدية قوية منحته ميزة كبيرة في المواجهات الهوائية والصراعات البدنية، ما جعله مدافعًا صعب المراس أمام أقوى المهاجمين في العالم.
إلى جانب قوته، كان راموس يتمتع بسرعة كبيرة ورد فعل سريع، وهو ما جعله أحد أفضل المدافعين في قطع الكرات والتدخلات الحاسمة.
أما راؤول أسينسيو، فرغم امتلاكه لمقومات بدنية جيدة، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى اكتساب المزيد من الصلابة والخبرة في المواجهات القوية.
أسلوبه يعتمد بشكل أكبر على التمركز الجيد والقراءة الذكية للعب، لكنه لم يصل بعد إلى المستوى البدني الذي كان يتمتع به راموس في ذروته.
ومع مرور الوقت، يمكن أن يطور هذه النقطة ليصبح أكثر تكاملًا في مركزه.
أحد الفوارق الكبيرة بين اللاعبين تكمن في طريقة بدايتهما في كرة القدم، حيث بدأ سيرجيو راموس مشواره في إشبيلية، حيث صعد سريعًا للفريق الأول بفضل موهبته، ما لفت أنظار ريال مدريد الذي تعاقد معه في 8 سبتمبر 2005، عندما كان يبلغ من العمر 19 عاماً، ليصبح أحد أصغر المدافعين المنضمين للفريق الملكي في ذلك الوقت.
انتقاله من بيئة مختلفة إلى نادٍ بحجم ريال مدريد تطلب منه تأقلمًا سريعًا، وهو ما نجح فيه بفضل شخصيته القوية.
أما أسينسيو، فقد نشأ داخل أكاديمية ريال مدريد، ما يعني أنه لم يكن عليه المرور بمرحلة التأقلم مع الفريق كما فعل راموس.
ورغم أن ذلك يمنحه ميزة التعرف على أسلوب النادي منذ الصغر، إلا أن التجارب الخارجية قد تصقل شخصية اللاعب بشكل أكبر، وهو ما قد يكون نقطة فارقة بينه وبين راموس على المدى البعيد.
إلى جانب كونه مدافعًا صلبًا، كان راموس أحد أكثر المدافعين تسجيلًا للأهداف في تاريخ كرة القدم. قدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة، خاصةً في المباريات الكبرى، جعلته لاعبًا استثنائيًا في خط الدفاع.
أشهر أهدافه كان ذلك الذي سجله في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 ضد أتلتيكو مدريد، حيث أنقذ الفريق من الخسارة في الدقائق الأخيرة، وهو ما يعكس أهميته الهجومية.
وسجل راموس 101 هدف مع ريال مدريد في 671 مباراة، وفق بيانات شبكة "ترانسفير ماركت".
في المقابل، لم يُظهر أسينسيو حتى الآن القدرة الهجومية نفسها التي كان يتمتع بها راموس، صحيح أنه جيد في الكرات الرأسية ولديه بعض المهارات في التقدم بالكرة، لكنه ليس بالفاعلية الهجومية نفسها التي كان يمتلكها القائد السابق لريال مدريد.
ومع ذلك، لا يزال اللاعب شابًا ولديه الفرصة للتطور وإضافة هذا الجانب إلى أسلوبه الدفاعي.
رغم هذه الفوارق، هناك جانب مهم يجمع بين اللاعبين، وهي العقلية القتالية والشخصية القيادية.
راموس كان معروفًا بشخصيته القيادية منذ صغره، حيث أصبح قائد ريال مدريد ومنتخب إسبانيا، وكان دائمًا حاضرًا في اللحظات الصعبة، سواء بتحفيز زملائه أو بتقديم أداء حاسم داخل الملعب.
أما أسينسيو، فقد بدأ يُظهر ملامح مشابهة لهذا الجانب، حيث يُقاتل على كل كرة، ولا يخشى الدخول في التحديات البدنية، كما أنه دائمًا ما يظهر بشخصية قوية في المباريات الكبرى.
في الموسم الحالي، لعب 32 مباراة وصنع هدفًا وحيدًا، ولم يسجل، ولكنه كان عنصرًا أساسيًا في الفريق، مما يعكس ثقته الكبيرة بنفسه وقدرته على التطور.
وهو يعرف تمامًا أن مقارنته براموس ليست سهلة، لكنه يرى في ذلك تحديًا يدفعه لتقديم أفضل ما لديه.
وقال أسينسيو في تصريحاته الأخيرة: "إنه لشرف لي أن تتم مقارنتي بسيرجيو راموس، لكنه كان له طريقه الخاص، وأنا لدي مسيرتي الخاصة التي أطمح لجعلها الأفضل".
