غارات أمريكية على مواقع حوثية بجبل "المحصام" في حجة
يعاني عمالقة كرة القدم من الهلال والنصر والاتحاد في السعودية إلى كبار أوروبا، من ظاهرة غريبة، وهي السقوط المدوي أمام فرق الوسط وأسفل الترتيب.
نتائج مُخيبة تُثير الدهشة وتطرح علامات الاستفهام حول ما إذا كان هناك "لعنة" أصابت هؤلاء العمالقة، أم أن هناك تفسيرات منطقية لما يحدث؟
في عالم كرة القدم، لطالما كانت هناك فوارق واضحة بين الكبار والصغار، لكن يبدو أن هذه الفوارق بدأت تتلاشى تدريجيًّا.
فرق كانت تُعتبر في السابق "محطات سهلة" للعمالقة، أصبحت اليوم عصية على الكسر، بل وقادرة على إلحاق الهزائم الموجعة بالكبار.
هذا التحول الدرامي في موازين القوى الكروية يستدعي منا الوقوف والتأمل، محاولين فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة.
العمالقة السعوديون.. سلسلة تعثرات مُحيرة
في الدوري السعودي، لم يكن الأمر أفضل حالًا لعمالقة الكرة فالاتحاد متصدر الدوري، وجد نفسه يتعثر بشكل مُتكرر أمام فرق أقل منه على الورق.
تعادلات مُخيبة أمام الأخدود والخليج والفيحاء، وهزيمة غير مُبررة أمام ضمك، كلها نتائج لم تكن مُتوقعة من فريق بحجم وإمكانيات الاتحاد، هذه التعثرات أثارت قلق جماهير "العميد" وجعلت المنافسة على اللقب أكثر صعوبة.
أما الهلال، زعيم الكرة الآسيوية، فلم يسلم من هذه الموجة العجيبة، هزيمة مُفاجئة أمام الخليج، تعادلات غير مُرضية أمام الرياض وضمك، كلها نتائج تُضاف إلى قائمة طويلة من التعثرات التي عانى منها الفريق في مختلف البطولات.
والنصر، الفريق الذي يضم بين صفوفه النجم الأسطوري كريستيانو رونالدو، كان نصيبه من التعثرات أكبر.
تعادل مُحرج أمام الخلود، خروج مُبكر من كأس الملك بالخسارة أمام التعاون، وتعادل آخر أمام الفريق ذاته في الدوري، بالإضافة إلى هزائم أمام الاتفاق والعروبة.
هذه النتائج المُخيبة أثارت غضب جماهير "العالمي" وجعلت الفريق مُبتعدًا عن المنافسة على الألقاب.
عمالقة أوروبا.. السقوط في الاختبارات "السهلة"
لم يقتصر الأمر على الكرة السعودية، بل امتدت "اللعنة" لتطال كبار أوروبا أيضًا، فمانشستر سيتي، حامل لقب الدوري الإنجليزي ومن أقوى فرق العالم، عانى سلسلة تعثرات غير مُتوقعة.
تعادل مُخيب أمام نيوكاسل، هزيمة موجعة أمام مانشستر يونايتد في أسوأ أحواله، خسائر أمام توتنهام وبورنموث وبرايتون وأستون فيلا، وتعادلات أمام كريستال بالاس وإيفرتون وبرنتفورد.
هذه النتائج أثارت تساؤلات حول مستوى "السيتيزنز" هذا الموسم، وجعلت المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي مستحيلة بالنسبة لهم.
أما ريال مدريد، الفريق الأكثر تتويجًا بدوري أبطال أوروبا، فقد نجا بأعجوبة من دور المجموعات في دوري الأبطال هذا الموسم، وصعد لدور الـ16 عن طريق الملحق.
حتى في منافسات الدوري الإسباني تعثر ريال بيتيس (هزيمة) وأوساسونا (تعادل) وإسبانيول (هزيمة) ورايو فاليكانو (تعادل) وأتلتيك بلباو (هزيمة) ولاس بالماس (تعادل) ومايوركا (تعادل) ما يوضح أن الظاهرة ليست قاصرة على الكرة السعودية وحدها.
ليست "لعنة" بل كرة قدم متطورة ومنافسة شرسة
ختامًا، يمكن القول بأنه لا توجد "لعنة" أصابت عمالقة كرة القدم، بل هناك تطور طبيعي في اللعبة، وزيادة في التنافسية، وعوامل فنية وبدنية وتكتيكية تُفسر هذه الظاهرة.
كرة القدم أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدًا من أي وقت مضى، والفوز في أي مباراة يتطلب جهدًا مضاعفًا وتركيزًا عاليًا، بغض النظر عن اسم المنافس أو تاريخه.
على عمالقة الكرة أن يستفيقوا من سباتهم، وأن يُعيدوا حساباتهم، وأن يعملوا بجد أكبر من أجل استعادة بريقهم وتألقهم، وإلا فإن "اللعنة" الحقيقية ستكون هي التراجع والانحدار في ظل عالم كرة القدم المتغير والمُتسارع.