فراغ إداري في اتحاد الكرة وملاعب غير جاهزة.. غموض حول موعد انطلاق الدوري التونسي

دخل الدوري التونسي للمحترفين لكرة القدم مرحلة غير مسبوقة من التخبط وذلك قبل أيام قليلة على الموعد الذي حدده الاتحاد التونسي للعبة لانطلاق موسم 2024 ـ 2025.

وتعيش كرة القدم التونسية على وقع أزمة إدارية وقانونية غير مسبوقة، في ضوء غياب تام للمسؤولين، ورحيل آخر عناصر مجلس الاتحاد السابق برئاسة وديع الجريء بعد اعتقاله في أكتوبر 2023 لضلوعه في شبهات فساد مالي وسوء تسيير.

وتسبب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم في أواخر يوليو الماضي، تعيين لجنة خاصة لتسوية أزمة الاتحاد التونسي للعبة وذلك بعد انتهاء المهلة التي تم وضعها أمام مجلس تصريف الأعمال، في مزيد من التأزم والغموض والسير نحو المجهول للدوري التونسي للمحترفين بعد أن كان مقررا أن ينطلق في 17 أغسطس الجاري.

وأعلن "فيفا" تعيين لجنة تسوية أوضاع لحل أزمة الجامعة التونسية للعبة بعد مشاورات بين مسؤولي الفيفا والاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" للخروج من الأزمة الحالية لكن عدم حسم الأمور حتى الآن تسبب في تأجيل بداية الدوري إلى أجل غير مسمى.

  الأندية تحتج

وكشفت مصادر قريبة من رابطة المحترفين في الدوري التونسي لكرة القدم لـ"إرم نيوز" أن أندية الدوري أبدت احتجاجها لغياب رؤية واضحة حول الدوري خصوصا أن 4 منها ستخوض في أواخر أغسطس الجاري الأدوار الاولى من مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكاف.

وتعتبر الأندية التي دخلت المرحلة الأخيرة من التحضيرات أن عدم إجراء المنافسات الرسمية سيعود على الأندية بالوبال رياضيا من خلال فقدان لاعبيها للجاهزية المطلوبة وماديا باستمرار الإنفاق ودفع أجور اللاعبين والمدربين دون نشاط فعلي.

وتعاني كل أندية الدوري التونسي الممتاز، وعددها 16 في الموسم الجديد، أزمات مالية خانقة جراء تفاقم ديونها وتراجع إيراداتها المالية ما تسبب في وجود أغلبها تحت طائلة العقوبة بالمنع من التعاقدات لفترات متفاوتة.

ورجحت المصادر ذاتها ، أن يكون انطلاق الدوري التونسي الممتاز في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل، لكن ذلك سيكون رهين التوافق على أعضاء لجنة التسوية التي أعلن عنها "فيفا" لحل أزمة الكرة التونسية.

  ملاعب غير صالحة

وبالتوازي مع الأزمة الإدارية والقانونية التي تعضف بالكرة التونسية وتضع الدوري موضع غموض وشك، لا تزال حالة الملاعب وعدم صلوحيتها لاحتضان المباريات أحد أسباب تأجيل انطلاق الدوري حتى الآن.

وتعاني جل الملاعب من اهتراء تجهيزاتها وعدم جاهزية أرضيتها لاحتضان المباريات ما دفع رابطة المحترفين في الموسم الماضي إلى تأجيل الكثير من المباريات.

وبحسب تقرير للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يوجد في تونس ملعب واحد مؤهل لاحتضان المباريات القارية ويملك المواصفات القارية المطلوبة وهو ملعب رادس، بل أنه مع ذلك يحتاج إلى بعض التحسينات وأشغال الصيانة ليستجيب للمواصفات التي يشترطها كاف وفيفا.

ولم يعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم رسميا عن موعد جديد لانطلاق الدوري، كما لم يعلن عن تأجيل بداية المسابقة، لكن عدم سحب روزنامة المباريات حتى الآن يبدو دليلا كافيا لاستمرار الغموض بشأن انطلاق المسابقة.