عاجل

مصدر: نسبة الإقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة بالجزائر بلغت 48 بالمئة

logo
رياضة

مصر والجزائر وتونس.. عمالقة كأس أفريقيا يسقطون من البرج العاجي

مصر والجزائر وتونس.. عمالقة كأس أفريقيا يسقطون من البرج العاجي
16 يناير 2024، 9:23 م

توشك مباريات الجولة الأولى للمنتخبات العربية في بطولة كأس الأمم الأفريقية على الانتهاء، ومعها لم تشهد الجماهير فرحة واحدة حتى الآن، بعد مستويات ونتائج محبطة للثلاثي مصر والجزائر وتونس.

تلك الأسماء التي تسيدت قارتها وحصدت 5 من آخر 10 ألقاب في البطولة الأغلى أفريقيًا وجدت نفسها لا حول لها ولا قوة بقرب نهاية مباريات الجولة الافتتاحية من البطولة المقامة في كوت ديفوار.

مصر تعادلت بعد أن خسرت تقدمها في مباراة كان يجب أن تفوز فيها بسهولة على موزمبيق صاحب الترتيب الـ 111 على العالم في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم في شهر ديسمبر من العام الماضي.

أما منتخب الجزائر، حامل لقب النسخة قبل الماضية في القاهرة، فقد وجد نفسه في موقف صعب بعد مرور ساعة على بداية مباراته مع أنغولا، حيث فقد تقدمه من ركلة جزاء، وفشل بعدها في استعادته من جديد.

وأخيرًا المنتخب التونسي، صاحب بداية عودة العرب للألقاب الأفريقية في الألفية الجديدة وحامل نسخة 2004 ومن حقق نصرًا تاريخيًا قبل أشهر قليلة فقط على وصيف العالم المنتخب الفرنسي في كأس العالم بقطر 2022 فقد خسر أمام ذهول الجميع بهدف نظيف في الوقت القاتل ضد نامبيا الذي يأتي في الترتيب الـ 115 بتصنيف الاتحاد الدولي، ويشارك فقط للمرة الرابعة في البطولة وحقق اليوم فوزه الأول على الإطلاق في أي مباراة.

هذا كان ملخصًا لأحداث الجولة الأولى بالنسبة لثلاثة من أربع فرق عربية تخوض المنافسة، لكن دعونا نتعمق بشكل أكبر في تفاصيل نتائج تلك المباريات، وأسباب خروجها بهذا الشكل.

أخبار ذات صلة

أمم أفريقيا 2023.. مصر تخطف تعادلاً بشق الأنفس أمام موزمبيق وغانا تسقط أمام الرأس الأخضر

           

مصر والشعور بسهولة الخصم

لم يكن لمنتخب مصر في مواجهة الأحد الماضي عدوًا إلا نفسه، فالخصم اسمه منتخب موزمبيق، وتاريخه في كأس الأمم الأفريقية يقتصر على مشاركات قليلة لم ينجح خلالها قط في تحقيق أي فوز، ويحتل المركز الـ111 في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم.

هل يوجد من هو أسهل من ذلك خصم ليبدأ به المنتخب المصري البطل التاريخي للبطولة مشواره من أجل استعادة اللقب الغائب؟ على الأرجح لا.

شعور نجوم المسبق مصر بالتفوق وبقدرتهم على الفوز تعزز بشكل فوري بعد إطلاق صافرة البداية، بهدف مصطفى محمد الذي جعل الجميع ينتظر مهرجان أهداف مصري في شباك المنتخب الأقل حظًا.

مر الوقت على نجوم الفراعنة دون إضافة المزيد من الأهداف، وهو ما منح عناصر الخصم ثقة في أنفسهم وفي قدرتهم على التعويض، بل وقلب المباراة.

عدم استمرار الضغط المصري وغياب الرغبة الحقيقية في إضافة المزيد من الأهداف منح موزمبيق القدرة على العودة في النتيجة بحلول بداية الشوط الثاني.

ولن تجد ما هو أفضل من إحصائية التسديدات خارج المرمى لتعرف كم كان نجوم مصر مستهترين في إنهاء الهجمات، فقد كان هناك تسع تسديدات خارج إطار مرمى الحارس إرنان بواقع ثلاثة من زيزو وواحدة من كل من أحمد حجازي وإمام عاشور وحمدي فتحي ومحمود "تريزيغيه" ومحمد عبد المنعم وعمر مرموش، كل هؤلاء لم يسددوا ولو كرة على المرمى، وضف لهم محمد صلاح بتسديدة أخرى خارج إطار المرمى تمامًا.

كل ذلك لن يعمينا عن مدى سوء دفاع المنتخب المصري في المواجهة، شاهد لقطة الهدف الأول وكيف سرق مهاجم موزمبيق مدافع بطل دوري أبطال أفريقيا وفشل مدافع بطل الدوري السعودي وارتكاز آرسنال الإنجليزي في التعامل معه.

إن لم تكن لقطة الهدف الأول كافية لتظهر مدى سوء تعامل محمد عبد المنعم وأحمد حجازي ومحمد النني دفاعيًا في تلك المواجهة، فشاهد هدف تقدم موزمبيق الذي كاد يأتي لهم بفوزهم الأول تاريخيًا في البطولة، وكيف يمكن لحجازي أن يتقدم بذلك الشكل دون أن يؤمن ظهره أحدًا، وكيف وقف النني متفرجًا على مهاجم الخصم وهو يسجل في مرمى فريقه.

أخبار ذات صلة

أنغولا تواصل مفاجآت كأس الأمم الأفريقية وتخطف التعادل من الجزائر (فيديو)

           

مفاجأة الجزائر المحبطة

في سيناريو شبه متطابق لما حدث مع المنتخب المصري يوم الأحد كرر محاربو الصحراء نفس أخطاء الفراعنة في يوم الإثنين، فالخصم هو المنتخب الأنغولي الذي يحتل المركز الـ 118 عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأفضل إنجازاته في كأس الأمم كانت الوصول إلى ربع النهائي.

على الجانب الآخر، من يلعب هو المنتخب الجزائري، بطل 2019 والمدجج بنجوم يلعبون في أبرز فرق العالم، وعلى رأسهم رياض محرز بطل الثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتي قبل أشهر قليلة.

الشعور بالتفوق قبل المباراة هو أمر بديهي، لكن لا يجب أبدًا على منتخبات بتلك الخبرة أن تقع في خطأ ساذج مثل هذا، فمباراة كرة القدم هي عبارة عن 90 دقيقة متكافئة تمامًا بين 11 لاعبًا في كل فريق، ولا يحدد المتفوق فيها إلا الاجتهاد والعمل، والقليل من التوفيق.

البداية كانت مثالية من يوسف البلايلي وبغداد بونجاح بهدف أكثر رائع، أخرج فيه المهاجم الجزائري خبرة السنوات في اللعب بوجه القدم الخارجي وأمتع عشاق الساحرة المستديرة.

لكن لقطة بونجاح والهدف كانا هي آخر لقطة جميلة في المواجهة من قبل محاربي الصحراء، وبعدها شاهدنا سلسلة من سوء التعامل مع الفرص والإنهاء السيئ للهجمات.

من أصل 16 تسديدة نجد أن المنتخب الجزائري بكل نجومه لم يسددوا سوى ثلاث مرات فقط على مرمى الخصم؟ أيعقل هذا ونحن نتحدث عن فريق يريد استعادة لقبه الضائع؟!

أتصدق أن فريقًا بكل تلك النجوم المهارية لا ينجح سوى في 38% من محاولات المراوغات والمرور من الخصم، بواقع خمس مرات من أصل 13؟!

أيمكنك أن تستوعب أن فريق لديه بونجاح وبن طالب وبن سبعيني وعيسى ماندي وكلهم أطوالهم متر و85 سنتيمترًا أو أطول قد حصل على 16 ركلة ركنية ولم يضع أيًا منها في شباك الخصم صاحب التنظيم الدفاعي المتواضع؟!

دع كل ذلك جانبًا، هل شاهدت التعامل الساذج من بن طالب في كرة ركلة الجزاء وكيف حاول إخراج الكرة دون إدراك تفاصيل المحيط المكاني الخاص به، وبدلًا من إنقاذ فريقه من فرصة منح أنغولا موعدًا مع شباك فريقه بشكل مجاني.

تونس والثالثة ثابتة!

لم يكن المنتخب التونسي في معزل عن العالم عندما خسر نظيره المصري والجزائري النقاط بشكل مخيف وغير متوقع أمام خصوم أقل بكثير منهم فنيًا وتاريخيًا، فنجوم "نسور قرطاج" على الأرجح شاهدوا المباريات بعد انتهاء الحصص التدريبية الخاصة بهم من باب الترفيه أو حتى على الأقل سمعوا بما حدث وشاهدوا أبرز لقطات كل مواجهة.

يصعب علي أن أصدق أن أحدهم لم يبلغهم ولو بالصدفة أن بطلين سابقين وجارين لهما سقطوا بشكل محبط في الجولة الأولى، لابد من أن شخصًا ما قد حذرهم من الاستهتار والتعامل مع المنافس من برج عاجي.

لأن بمشاهدة مباراة تونس أمام نامبيا وبالتحديد الشوط الأول تجد نفسك أمام فريق وديع يرفض الهجوم على خصمه اللهم إلا كرة رأسية شاردة من ضربة ركنية نجح الحارس في التصدي لها، بل ويتلقى في الهجمات.

دقيقتين فقط بعد رأسية الخنيسي هو كل ما احتاجه المنتخب الناميبي حتى يكشف عورة المنتخب التونسي الدفاعية، ومن موقف لاعبان أمام أربعة داخل منطقة الجزاء وجد مهاجم نامبيا نفسه دون رقابة مسددًا كرته بسهولة في يد بشير بن سعيد.

الدقائق العشر الأولى كانت كفيلة بتقدم المنتخب الناميبي بهدفين نظيفين ولولا سوء تعامل مهاجميهم مع الكرات وتألق بشير في عدة مناسبات.

من الأمور المثيرة لفضول المشاهدين الآن هو معرفة خطاب المدرب جلال القادري للاعبيه بين الشوطين، فلا شيء تغير، ولم يعرف المنتخب التونسي كيف يسدد على مرمى الخصم إلا من رأسيات، واستمرت الهجمات الخطيرة لنامبيا حتى حدث ما هو منطقي وسجلوا في نهاية الوقت الأصلي.

صحيح أن إصابة طه ياسين الخنيسي ومحمد علي بن رمضان في الشوط الأول تغييرهما لابد وأنهما أثرا على الفريق، لكن هل يكون الأثر سيئًا لتلك الدرجة؟ فالبدلاء لم يكونوا أقل فنيات أو خبرات ممن غادروا الملعب.

من جديد كان الشعور بالقدرة على الفوز في أي وقت هو السائد بين نجوم منتخب تونس، ومرور الدقائق سرب لعناصر نامبيا شعورًا بقدرتهم على خطف المباراة، بالأخص إنهم أكثر خطورة ووصولًا للمرمى.

أريحية وضغط قليل

بعيدًا عن التراخي الذي كان واضحًا في أداء المنتخبات الثلاثة فخوض بطولة أمم أفريقيا بنظامها الحالي وذلك العدد من المنتخبات وصعود أربعة من أفضل أصحاب المركز الثالث للدور التالي يجعل الضغط في دور المجموعات أقل بكثير على الفرق مما كان عليه من قبل.

سابقًا خسارة مباراة واحدة كانت من الممكن أن تطيح بك لخارج البطولة، والآن العكس صحيح، فالفوز في مواجهة واحدة أو حتى التعادل في مواجهتين أو ثلاثة دون تحقيق أي فوز قد يصعد بك للدور التالي.

كل ذلك سرب لنجوم تلك المنتخبات أن خسارة النقاط في أول جولة لا يجب أن يكون نهاية العالم، ولا داعي للقتال حتى الرمق الأخير من أجل تأمين الصعود، بالطبع لا يمكن أن يكون أحدهم قد فكر في ذلك بشكل مباشر، لكن انتشار المشاعر بسهولة الصعود من دور المجموعات بين عناصر كل فريق يتركه في مواجهة أفكاره داخل الملعب بدلًا من مواجهة الخصوم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC