السر في الرقم "304".. كيف أخرج يامال حيّ روكافوندا من الفقر إلى الشهرة والأضواء؟

لا يزال النجم الإسباني الواعد، وبطل مباراة نصف نهائي كأس أمم أوروبا 2024، لامين يامال، يملأ الدنيا ويشغل الناس في عالم كرة القدم، بعدما تحول في ظرف أسابيع معدودة من شاب يافع يسعى للحصول على فرصة خوض بعض الدقائق مع منتخب لاروخا، إلى نجم حقيقي نجح في الوصول بمنتخب بلاده إلى نهائي يورو.

 وهطلت التفاعلات مع إبداعات يامال خصوصًا في نصف النهائي أمام فرنسا، عندما وقّع على أحد أجمل أهداف المسابقة حتى الآن، قبل أن يهتم الكثير من عشاق كرة القدم بمسقط رأس يامال وتحديدًا الحي الذي ولد ونشأ فيه ولمس الكرة لأول مرة في شوارعه.

وقبل يوم واحد من نهائي كأس أوروبا للأمم 2024، الذي يجمع غدًا الأحد المنتخبين الإسباني والإنجليزي، احتفت منطقة "روكافوندا" كما يليق الاحتفاء بنجمها الشهير، وأصبح سكانها يشعرون بالفخر بعد وصول أحد أبناء ذلك الحي المهمش والفقير في مقاطعة كتالونيا إلى عالم ينبض بالشهرة والأضواء والحياة والتفاؤل.

وعندما سجّل لامين يامال هدفه الرائع في شباك فرنسا، أشار بيديه إلى الرقم 304، وهو الرمز البريدي لمنطقة روكافوندا، المنطقة الكاتالونية المتواضعة والفقيرة، التي نشأ فيها، والتي حولها نجم برشلونة الواعد إلى حي مشهور بعد أن كان خارج دائرة الأضواء.

وبعد يومين فقط من إهداء إسبانيا بطاقة الدور النهائي لليورو، أظهر سكان منطقة "روكافوندا" حبهم لنجمهم يامال بجدارية رائعة في أحد شوارع الحي الفقير، تحمل صورته واحتفاله الشهير وهو يصنع بكفي يديه رقم 304.

واستطاع يامال أن يصنع شهرة سريعة لمنطقة روكافوندا الواقعة في مدينة ماتارو في إقليم كاتالونيا ويبلغ عدد سكانها 10500.

وقال منير النصراوي والد النجم الإسباني إنه ممتن جدًا كأب، ولكنه فخور لكون ابنه نجح في الخروج من حي مغمور وفقير ليبلغ كل ذلك النجاح وتلك الشهرة.

أما مامادو سو، صاحب مطعم في مدينة ماتارو، أين يوجد حي روكافوندا، فقد أكد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية إن نجاح يامال في يورو 2024 هو مصدر تحفيز للشباب وفخر للمنطقة ككل، مضيفًا: "إنه يجعل الأطفال يرغبون في ممارسة الرياضة، والقيام بأشياء أخرى، والعمل"

بدورها، قالت روسيو إسكانديل، رئيسة جمعية ساكني حي روكافوندا: "إن وجود شخص يأتي من حي متواضع، ليحقق حلمه في أن يصبح نجم كرة قدم، هي طريقة لإخبار الأطفال هنا أنه يجب عليهم مواصلة النضال والحلم". 

واعترفت إسكانديل قائلة: "لقد كانت لدينا سمعة سيئة دائمًا، مع وجود ظاهرة الانحراف، لكن أن يخرج شاب إلى الشهرة والأضواء والنجاح فهو أمر ملهم للجميع هنا في روكافوندا".