ترامب: قناتا بنما والسويس ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة
في مباراة شهدت تألقًا لافتًا من الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، خيم أداء باهت على النجم الكولومبي الشاب جون دوران في صفوف النصر السعودي أمام نظيره الرياض.
للمباراة الثانية على التوالي، يفشل دوران في هز الشباك، لكن الأداء الذي قدمه في هذه المواجهة الأخيرة كان مقلقًا للغاية، ليثير تساؤلات حول مستقبله ومستواه.
تراجع كارثي وأرقام مُخيبة
بعد مباراة متوسطة أمام الهلال في الجولة الماضية، كان يُنتظر أن يعود دوران إلى مستواه المعهود، لكن ما ظهر منه أمام الرياض كان بمثابة تراجع كارثي.
بدا اللاعب وكأنه شخص آخر عاد من فترة التوقف الدولي، فقد افتقد للتركيز والمهارة التي عرف بها، كانت الكرة تهرب من بين قدميه بسهولة، وتسديداته افتقدت للدقة والقوة، وبدا وكأنه نسي أبجديات كرة القدم.
ربما تكون المشاكل التي واجهها مع شرطة المرور في كولومبيا بسبب قيادته للدراجة البخارية تركت أثرًا في تركيزه الذهني، لكن تصرفاته بشكل عام منذ نهاية التوقف الدولي تبدو غريبة وغير مبررة.
فضلًا عن المستوى المتراجع داخل الملعب، فإن التصرفات الصبيانية التي قام بها في الديربي الأخير، بغرسه علم فريقه في أرض المنافس، لا تعكس عقلية لاعب طموح يسعى ليصبح نجمًا كبيرًا على الصعيد الفني.
الأرقام تتحدث بوضوح عن الأداء الكارثي لدوران في مباراة الرياض، فقد أضاع وحده خمس فرص محققة للتسجيل، وهو ما قد يكون رقمًا قياسيًّا سلبيًّا لأي لاعب في الدوري السعودي هذا الموسم.
بالإضافة إلى ذلك، أطلق سبع تسديدات بعيدة تمامًا عن مرمى المنافس، ناهيك عن التمريرات الخاطئة المتكررة وانعدام أي محاولة جادة للمراوغة أو الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط.
وعلى الصعيد الدفاعي، كان دوران غائبًا تمامًا، ولم يظهر في أي لقطة تدل على رغبته في مساندة فريقه في استعادة الكرة.
رونالدو.. نموذج الاحترافية والتركيز في النصر
ويثار التساؤل، ما الذي يحدث لجون دوران؟ هل يعود هذا التراجع المفاجئ إلى تألق كريستيانو رونالدو اللافت وعودته ليصبح النجم الأول في نظر الجماهير؟ هل تأثر اللاعب الشاب بهذا النوع من الضغط بعد أن كان ينافس رونالدو على الأضواء والنجومية في بداية مسيرته مع الفريق؟
ربما شعر دوران بأن الأضواء قد خفتت عنه بعد عودة بريق النجم البرتغالي؛ ما أثر سلبًا في أدائه وثقته بنفسه.
إن المستوى الذي ظهر به جون دوران أمام الرياض لا يليق بلاعب تقدر قيمته السوقية بعشرات الملايين من اليوروهات.
هذا الأداء لا يعكس أي قيمة استثمارية أو فنية للاعب مثله، وهنا يأتي دور الدرس الذي يقدمه كريستيانو رونالدو لجون دوران، وإن كان درسًا صامتًا عبر الأفعال لا الأقوال.
ففي الوقت الذي يتراجع فيه مستوى دوران وتنحرف تصرفاته عن المسار الصحيح، يواصل رونالدو تقديم مستويات عالية من الاحترافية داخل وخارج الملعب.
النجم البرتغالي، رغم تقدمه في العمر، فلا يزال يتدرب بجدية ويحافظ على تركيزه ويقدم أداءً قتاليًّا في كل مباراة، لم يلتفت "الدون" يومًا إلى محاولات المنافسة على النجومية، بل ركز دائمًا على تطوير مستواه وخدمة فريقه النصر.
فرصة أخيرة للاستفاقة والتعلم في النصر
يحتاج جون دوران إلى أن يتعلم من هذا النموذج الاحترافي الرفيع في فريقه النصر، عليه أن يدرك أن النجومية الحقيقية تأتي بالعمل الجاد والتركيز والانضباط داخل وخارج الملعب.
التصرفات من هذا النوع واللامبالاة لن تقوده إلى أي مكان، بل ستجعله يفقد ثقة زملائه وجماهيره وقد تنهي مسيرته الكروية قبل أن تبدأ بشكل فعلي.
قبل فوات الأوان، يجب على جون دوران أن يستفيق وأن يعود إلى التركيز على تطوير مستواه واستغلال موهبته الكبيرة بشكل صحيح. عليه أن يتعلم من كريستيانو رونالدو كيف يكون اللاعب المحترف الذي يحترم فريقه النصر وجماهيره ويسعى دائمًا لتقديم أفضل ما لديه، إذا لم يفعل ذلك، فإن موهبته ستضيع هباءً، وسيتحول إلى مجرد ذكرى لاعب شاب لم يتمكن من تحقيق إمكاناته الكاملة في صفوف النصر، الدرس واضح، لكن هل سيستوعبه جون دوران قبل أن يصبح الأمر خارج نطاق السيطرة؟.