الجيش الروسي: استهدفنا مصانع أسلحة أوكرانية في هجوم على كييف
مع اقتراب نهاية موسم كروي آخر، تبدأ أصوات سوق الانتقالات في الارتفاع، وتتجه الأنظار بشكل خاص نحو الدوري السعودي الذي بات وجهة جاذبة للنجوم العالميين.
وكالعادة، تطفو على السطح أسماء لامعة تنتهي عقودها مع أنديتها الأوروبية الكبرى، ليصبح الدوري السعودي محطة محتملة في نهاية مسيرتهم.
هذا الموسم، تتصدر القائمة ستة أسماء رنانة: الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش، البلجيكي الفذ كيفين دي بروينه، الإيطالي المتمرس جورجينيو، الفرنسي الهداف ألكسندر لاكازيت، الإيطالي الأنيق ماركو فيراتي، والغاني الصلب توماس بارتي.
لا شك أن هذه الأسماء تملك تاريخا كرويا حافلا وإنجازات فردية وجماعية لا يمكن إنكارها.
وبالتأكيد، فإن ارتباط هذه الأسماء بالدوري السعودي، وتحديدا بالعملاقين الهلال والنصر، أمر منطقي في ظل الطموحات الكبيرة للأندية السعودية ورغبتها في تعزيز صفوفها بأفضل اللاعبين.
فالهلال والنصر تحديدا، وبعد موسم لم يحققا فيه كامل أهدافهما على الصعيد المحلي بخسارة لقب الدوري والكأس، سيكونان في أمس الحاجة إلى تدعيم قوي استعدادا للموسم القادم.
إلا أن التفكير مليا في جدوى التعاقد مع هذه الأسماء الستة تحديدا يثير علامات استفهام كبيرة، بل وقد تكون هذه الصفقات بمثابة "إضعاف" للفريقين على المدى الطويل.
فالملاحظة الأبرز هي أن جميع هؤلاء اللاعبين تجاوزوا الثلاثين عاما، بل إن معظمهم يقترب أو تجاوز الخامسة والثلاثين.
في عالم كرة القدم الحديث، الذي يعتمد على السرعة واللياقة البدنية العالية، يصبح الاعتماد على لاعبين في نهاية مسيرتهم الاحترافية مخاطرة كبيرة.
الأمر لا يتوقف عند عامل السن فحسب، بل يمتد إلى وضع معظم هؤلاء اللاعبين الحالي مع أنديتهم. ففي الوقت الذي تنتهي فيه عقودهم، نجد أن غالبيتهم العظمى لم يعودوا من الركائز الأساسية في فرقهم، بل تحولوا إلى لاعبين بدلاء أو يعانون من إصابات متكررة تحد من مشاركتهم بانتظام.
فهل من المنطقي أن يستثمر فريقان بحجم الهلال والنصر مبالغ طائلة في لاعبين لم يعودوا في قمة مستواهم البدني والفني؟
إن انضمام هذا النوع من اللاعبين إلى الدوري السعودي قد يرسل رسالة سلبية حول المشروع المستقبلي الذي تسعى إليه الكرة السعودية.
فبدلا من التركيز على بناء فرق قوية بعناصر شابة ومواهب صاعدة قادرة على المنافسة لسنوات طويلة، قد يُنظر إلى هذه الصفقات على أنها محاولة لجذب الانتباه الإعلامي وتحقيق مكاسب تسويقية قصيرة الأمد من خلال استقطاب نجوم فقدوا بريقهم في الملاعب الأوروبية.
صحيح أن وجود أسماء كبيرة في الدوري يسهم في رفع مستوى المنافسة وجذب الجماهير، لكن يجب أن يكون هذا الأمر مدروسا ويهدف إلى بناء مستقبل مشرق للكرة السعودية.
الاعتماد بشكل كبير على لاعبين في نهاية مسيرتهم قد يؤدي إلى خلق فرق تعتمد على حلول فردية مؤقتة بدلا من بناء منظومة لعب متكاملة وقوية.
بالتأكيد، يمكن أن يقدم هؤلاء اللاعبون خبراتهم وجودتهم في بعض اللحظات، لكن الاعتماد عليهم كركائز أساسية في فريق يسعى للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية يبدو خيارا غير صائب.
الأفضل للهلال والنصر، وحتى لبقية الأندية السعودية الطامحة، هو البحث عن لاعبين أصغر سنا يمتلكون الطموح والرغبة في التطور، أو استقطاب لاعبين في قمة عطائهم قادرين على تقديم الإضافة الفنية والبدنية المطلوبة لسنوات قادمة.