تعادل المنتخب السعودي مع نظيره الياباني في عقر داره سلبيا، في لقاء شهد ندية وتنافسًا كبيرًا بين المنتخبين.
ورغم أن النتيجة قد تبدو أقل من المأمول لجماهير "الأخضر"، خاصة مع تحقيق المنتخب الأسترالي فوزًا في مباراته ضد الصين، إلا أن المباراة كشفت عن جوانب إيجابية ومكاسب عديدة للمنتخب السعودي، تستحق التوقف عندها وتحليلها.
ونسلط الضوء على أبرز 4 مكاسب حققها المنتخب السعودي من هذا التعادل الصعب.
استعادة الثقة وعودة الروح القتالية
عانى المنتخب السعودي من بعض التذبذب في الأداء والنتائج في الفترة الأخيرة، مما أثار بعض الشكوك بشأن قدرته على المنافسة بقوة في التصفيات.
إلا أن الأداء القوي والمستوى الرفيع الذي قدمه اللاعبون أمام اليابان، خاصة في عقر دارهم، يمثل نقطة تحول مهمة، فلم يكن الفريق السعودي مجرد منافس يسعى للخروج بنقطة، بل كان قريبًا من تحقيق الفوز، وخلق العديد من الفرص التهديفية التي لم تُستغل.
هذا الأداء يعكس استعادة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات، ويؤكد أن الفريق قادر على مواجهة أقوى المنتخبات الآسيوية وتحقيق نتائج إيجابية.
الشعور بأن الفوز كان في المتناول يمنح اللاعبين دافعًا قويًا للمباريات القادمة، ويعزز من الروح القتالية والإصرار على تحقيق الهدف المنشود.
اكتشاف موهبة جديدة في سماء الدفاع.. جهاد ذكري
شكل الظهور الأول للمدافع الشاب جهاد ذكري مع المنتخب الوطني علامة فارقة في المباراة، لم يظهر اللاعب أي علامات للرهبة أو التوتر المصاحب عادة للمباريات الدولية الأولى، بل قدم أداءً دفاعيًا صلبًا ومنظمًا، وتعامل بثقة كبيرة مع مهاجمي المنتخب الياباني.
هذا التألق اللافت لـ"ذكري" يمثل مكسبًا حقيقيًا للمنتخب السعودي، حيث يضيف خيارًا دفاعيًا واعدًا للمستقبل، اكتشاف مثل هذه المواهب في المباريات الصعبة يعكس عمق الخامات الكروية في المملكة ويبشر بجيل جديد قادر على حمل راية المنتخب الوطني.
تثبيت نواف بوشل كظهير يعتمد عليه
عانى مركز الظهير في المنتخب السعودي من بعض النقص في الفترة الأخيرة بسبب الإصابات، لكن ظهور نواف بوشل بمستوى ثابت ومميز في هذا المركز خلال المباراة الأخيرة، يؤكد أنه أصبح خيارًا موثوقًا به للمدرب هيرفي رينارد.
لم يقتصر دور بوشل على الجانب الدفاعي فقط، بل قدم مساندة هجومية جيدة وساهم في بناء بعض الهجمات، هذا الأداء يجعله لاعبًا مهمًا في تشكيلة المنتخب، حتى مع عودة اللاعبين المصابين مثل سعود عبد الحميد مما يمنح المدرب مرونة تكتيكية أكبر في اختيار التشكيلة المناسبة لكل مباراة.
نجاح نجوم الصف الثاني يفتح آفاقًا جديدة
لم يقتصر التألق في مباراة اليابان على اللاعبين الأساسيين أو الأسماء المعروفة، بل برز عدد من اللاعبين الذين ينتمون لفرق منتصف وأسفل ترتيب دوري روشن السعودي، مثل عبد الله الجوير وجهاد ذكري ونواف العقيدي هذا النجاح يؤكد أن هناك مواهب كامنة في مختلف أندية الدوري السعودي، وأن الفرصة والثقة هما ما يحتاجه هؤلاء اللاعبون لإظهار قدراتهم على المستوى الدولي.
هذا الأمر يفتح الباب أمام انضمام المزيد من الأسماء الجديدة والمميزة إلى صفوف المنتخب في المستقبل؛ مما يوسع خيارات المدرب رينارد ويخلق منافسة إيجابية بين اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم.