السلطة الفلسطينية تطالب المجر باعتقال نتنياهو "وتسليمه للعدالة"
يجد النادي الأهلي السعودي نفسه في موقف بالغ الدقة والحساسية، يمكن وصفه بدخوله "عنق الزجاجة"، وذلك بعد توديعه بطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس السوبر السعودي في بداية الموسم الجاري.
لم يعد للأهلي على الصعيد المحلي سوى المنافسة على مراكز مؤهلة للبطولات الآسيوية من خلال بطولة الدوري السعودي للمحترفين.
هذا الهدف، الذي يبدو ضئيلاً مقارنة بالطموحات المعتادة لجماهير "الراقي"، بات هو الأمل الأخير لإنقاذ الموسم محليًا من الفشل الذريع.
"عنق الزجاجة": الدوري هو الفرصة الأخيرة
بعد الخروج المر من بطولتي الكأس والسوبر، أصبح الدوري السعودي هو المنفذ الوحيد للأهلي نحو تحقيق موسم محلي يُمكن وصفه بالناجح، أو على الأقل غير كارثي.
فالمنافسة على المراكز الآسيوية، وبالتحديد المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا للنخبة، هي الهدف الذي يجب أن يركز عليه الفريق في الفترة المتبقية من الموسم.
هذا التركيز ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لتجنب موسم خالٍ من الألقاب المحلية الكبرى، وللحفاظ على مكانة الأهلي كأحد الأندية الكبيرة في المملكة والقارة.
مباراتان مفتاحيتان: القادسية والهلال.. بوابة النجاح أو الانهيار
يدرك الأهلاويون جيدًا أن تحقيق هدف التأهل لآسيا يمر عبر محطتين أساسيتين وحاسمتين، هما مباراتا الفريق القادمتان أمام ناديي القادسية والهلال.
هاتان المباراتان تُعتبران بمثابة "مفتاح الموسم" بالنسبة للأهلي، الفوز في هاتين المواجهتين سيُعد بمثابة نقطة تحول إيجابية كبيرة، وسيعزز بشكل كبير من حظوظ الفريق في التأهل للبطولات الآسيوية.
بل إن تحقيق الانتصارين سيحول دفة الموسم محليًا نحو النجاح، أو على الأقل نحو تحقيق هدف مقبول يُرضي طموحات الجماهير، خاصة بعد الإخفاقات الأخيرة.
الحذر من فقدان النقاط "السهلة": تجنب الأخطاء القاتلة
لكن طريق النجاح في "عنق الزجاجة" لا يقتصر فقط على الفوز في المباراتين الحاسمتين أمام القادسية والهلال، يجب على "الراقي" أيضًا أن يتجنب فقدان النقاط "السهلة" في المباريات الأخرى المتبقية من الموسم.
أي تعثر غير مبرر في مباريات تبدو في المتناول قد يُهدد بشكل كبير حظوظ الفريق في الوصول المراكز المؤهلة لآسيا، فالمنافسة على هذه المراكز ستكون شرسة حتى الرمق الأخير، وأي هفوة قد تكون مكلفة للغاية.
الخسارة تعني التدهور والانهيار: شبح الفشل يلوح في الأفق
على الجانب الآخر، فإن خسارة المباراتين الحاسمتين أمام القادسية والهلال، أو حتى التعثر في إحداهما مع فقدان نقاط أخرى غير متوقعة، سيؤدي حتمًا إلى تدهور كبير في ترتيب الفريق بجدول الدوري.
هذا التدهور لن يؤدي فقط إلى صعوبة الوصول إلى المراكز الآسيوية، بل قد يُصبح الوصول إليها مستحيلاً تمامًا في ظل كون القادسية منافس مباشر على المقاعد الآسيوية، والأسوأ من ذلك، أن التدهور في النتائج قد يفتح الباب أمام فرق أخرى مثل الشباب للتقدم في الترتيب والتفوق على الأهلي، ما يزيد من حجم الكارثة المحلية.
التركيز والانضباط
في هذه المرحلة الحرجة، يحتاج الأهلي إلى أقصى درجات التركيز والانضباط من جميع أفراد المنظومة، من اللاعبين وجهاز فني وإدارة.
يجب على اللاعبين استغلال القدرات الفنية العالية التي يمتلكونها لتقديم أفضل ما لديهم في المباريات المتبقية وعلى الجهاز الفني وضع الخطط التكتيكية المناسبة لكل مباراة، والعمل على تصحيح الأخطاء التي ظهرت في المباريات الأخيرة، وعلى الإدارة توفير كل الدعم والمساندة للفريق في هذه الفترة الصعبة.
مصير الموسم يتحدد في "عنق الزجاجة"
باختصار، يمر النادي الأهلي السعودي بمرحلة دقيقة وحساسة للغاية، إذ إن مصير الموسم المحلي للفريق يتحدد بشكل كبير في المباريات المقبلة، وخاصة مباراتي القادسية والهلال، والنجاح في تجاوز "عنق الزجاجة" يتطلب تركيزًا عاليًا، وانضباطًا تكتيكيًا، وتجنب الأخطاء القاتلة.
الفشل في هذه المهمة قد يعني موسمًا محليًا كارثيًا بكل المقاييس، جماهير "الراقي" تنتظر من فريقها أن يخرج من هذا المأزق بقوة وعزيمة، وأن يُثبت أنه قادر على تجاوز التحديات وتحقيق الأهداف المنشودة.
