ترامب: استهداف المنشآت النووية الإيرانية ليس مستبعدا
أثار دفاع مدرب الأهلي السعودي، ماتياس يايسله، عن نجم الفريق رياض محرز في المؤتمر الصحفي الأخير تساؤلات واسعة بين الجماهير والمحللين.
ففي الوقت الذي يمر فيه محرز بفترة تراجع نسبي في المستوى، خرج يايسله مدافعا عنه بشكل مستميت، وكأنه يؤكد على أنه لا غنى عنه في تشكيلة الفريق.
هذا الدفاع المستميت أثار استغراب الكثيرين، خاصة وأن الأهلي يمتلك كوكبة من النجوم الآخرين الذين يقدمون مستويات أفضل في الفترة الحالية، فلماذا يصر يايسله على هذه "الثقة العمياء" في محرز؟ وما هي الأسباب التي تجعله يدافع عنه بهذه القوة بدلاً من التعامل مع الأمر بدبلوماسية أو حتى تجاهل السؤال؟
في الواقع، يمكن تفسير هذا الدعم القوي من يايسله لمحرز بثلاثة أسباب رئيسة، تتجاوز مجرد الإعجاب بقدرات اللاعب الفردية، وتتعمق في الجوانب الفنية والنفسية والإدارية للفريق.
قد يكون السبب الأول وراء ثقة يايسله في محرز هو إدراكه لقيمة اللاعب الحقيقية في البطولات الآسيوية، فمن المعروف أن رياض محرز يمتلك خبرة واسعة في اللعب على المستوى القاري، وقد أثبت جدارته في العديد من المناسبات السابقة في دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي، هذه الخبرة والقدرات تجعله ورقة رابحة للأهلي في مشاركاته الآسيوية المقبلة.
صحيح أن محرز قد لا يكون في أفضل حالاته في الدوري المحلي حاليًا، إلا أن يايسله قد يراهن على قدرة اللاعب على استعادة مستواه المعهود في المسابقات الآسيوية، فالأجواء القارية تتطلب نوعية خاصة من اللاعبين الذين يمتلكون الخبرة والقدرة على التعامل مع الضغوط الكبيرة، ومحرز يمتلك هذه الصفات بالتأكيد.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون أداء محرز في المباريات الآسيوية أفضل بالفعل من أدائه في الدوري، حتى وإن لم يكن هذا واضحا بشكل كبير للجماهير.
فأسلوب اللعب في البطولات الآسيوية قد يناسب محرز بشكل أكبر، وقد يجد مساحات وفرصا للتألق أكثر من المباريات المحلية التي غالبا ما تكون أكثر تكتيكية ودفاعية.
السبب الثاني يتعلق بالجوانب النفسية، وحرص يايسله على عدم التأثير سلبا على محرز قبل المباريات المهمة القادمة في موسم الأهلي.
فالدفاع القوي عن اللاعب في المؤتمر الصحفي يمثل رسالة دعم وثقة واضحة له، ويعزز من حالته النفسية قبل المواجهات الحاسمة.
يعلم يايسله جيدا أن كرة القدم تعتمد بشكل كبير على الحالة النفسية للاعبين، وأن الانتقادات العلنية قد تؤثر سلبًا على أداء أي لاعب، خاصة إذا كان لاعبا بحجم ومكانة رياض محرز.
لذلك، فضل المدرب أن يظهر دعمه الكامل للاعب في العلن، حتى وإن كان مستوى اللاعب لا يرتقي إلى التوقعات في الفترة الحالية.
هذا الدعم النفسي قد يكون له مفعول السحر على محرز، وقد يسهم في استعادة ثقته بنفسه والعودة إلى تقديم أفضل مستوياته في المباريات القادمة.
ففي كثير من الأحيان، يحتاج اللاعبون النجوم إلى الدعم والثقة في الأوقات الصعبة، وهذا ما يقدمه يايسله لمحرز في هذا التوقيت الحرج.
السبب الثالث والأخير، والأكثر أهمية من وجهة نظر إدارية، هو أن يايسله من خلال دفاعه عن محرز يوجه رسالة قوية إلى جميع لاعبي الفريق، مفادها أنه يقف في ظهرهم ويدعمهم حتى في أوقات تراجع المستوى.
هذه الرسالة تعزز من الروح الجماعية داخل الفريق، وتزيد من ولاء اللاعبين للمدرب والجهاز الفني.
ففي الفرق الكبيرة التي تعتمد على النجوم، من الضروري أن يشعر كل لاعب بالدعم والثقة من المدرب، وأن يعلم أنه لن يتم التخلي عنه أو "بيعه" بمجرد تراجع مستواه لفترة قصيرة.
يايسله هنا يرسخ مبدأ مهمًا في إدارة الفرق الكبيرة، وهو أن المدرب هو السند والداعم للاعبين في كل الظروف، وليس مجرد حكم يقيم الأداء ويصدر القرارات بناءً على النتائج اللحظية فقط.
هذا الأسلوب الإداري قد يكون له تأثير إيجابي كبير على الفريق ككل، حيث يزيد من تماسك اللاعبين ووحدتهم، ويجعلهم أكثر استعدادًا للتضحية من أجل الفريق وتحقيق الأهداف المشتركة.
فعندما يشعر اللاعبون بالثقة والأمان والدعم من المدرب، فإنهم يصبحون أكثر استعدادا لتقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب.
إن "الثقة العمياء" التي يظهرها يايسله في رياض محرز ليست بالضرورة عشوائية أو غير مبررة، بل هي ثقة تستند إلى أسباب منطقية وعميقة، تتعلق بقيمة اللاعب في البطولات الآسيوية، وأهمية الدعم النفسي في كرة القدم، وضرورة بناء روح الفريق الواحد.
قد يكون يايسله يراهن على هذه الأسباب في استعادة محرز لمستواه المعهود، وتحقيق النجاحات المرجوة مع الأهلي في الموسم الحالي.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه الرهانات ستؤتي ثمارها على أرض الواقع، وهل ستثبت الأيام أن "الثقة العمياء" في محرز كانت في محلها أم لا.