رئيس وزراء كندا: سأنظر في الطرق التي يمكن أن أعمل بها مع ترامب
رغم احتفالات جماهير برشلونة بتصدر فريقهم لقمة الدوري الإسباني، فإن نظرة فاحصة على أداء الفريق مؤخرًا تكشف عن وجود بعض المؤشرات المقلقة التي قد تنذر بعواقب وخيمة في قادم الأسابيع.
صحيح أن البارسا استطاع الوصول للمركز الأول، لكن هذا الصعود لم يكن نتيجة أداء مبهر أو سيطرة مطلقة، بل أسهمت فيه عوامل أخرى لا تبعث على الاطمئنان، وتجعل مستقبل الفريق في مهب الريح رغم موقعه الحالي.
هذا التقرير يسلط الضوء على خمسة أشياء ترعب جمهور برشلونة، وتثير مخاوفهم بشأن قدرة الفريق على الحفاظ على القمة، والمنافسة على الألقاب في ظل التحديات المتزايدة.
لا يمكن إنكار الدور الذي لعبته القرارات التحكيمية في صعود برشلونة الأخير إلى صدارة الليغا.
في بضع مباريات حاسمة، وجد الفريق نفسه مستفيدًا من أخطاء الحكام، سواء كانت ركلات جزاء غير محتسبة للخصوم أو تجاهل مخالفات واضحة ضد برشلونة نفسه.
هذا "التوفيق التحكيمي"، وإن كان مرحَّبًا به في الوقت الراهن، إلا أنه لا يبني أساسًا متينًا للاستمرار في القمة. الاعتماد على أخطاء الحكام بدلًا من الأداء القوي يعد وصفة مؤكدة للفشل على المدى الطويل.
فالتحكيم لن يكون دائمًا في صالح برشلونة، وحين تختفي هذه المساعدة "الخارجية" مثلما حدث في نوفمبر الماضي، سيجد الفريق نفسه في مأزق حقيقي إذا لم يتمكن من تطوير مستواه.
أصبح تراجع الأداء الهجومي لبرشلونة بعد تسجيل الهدف الأول ظاهرة ملحوظة في مبارياته الأخيرة. تكرر هذا السيناريو المقلق في مباراتين من آخر أربع مواجهات، أمام كل من رايو فاليكانو وألافيس.
بعد التقدم في النتيجة، يدخل الفريق في حالة من التراخي والتراجع غير المبرر، يفقد خلالها المبادرة الهجومية، ويفسح المجال للمنافس للعودة في المباراة.
هذا التراجع لا يعكس فقط ضعفًا ذهنيًّا وعدم قدرة على الحفاظ على التركيز، بل يشير أيضًا إلى مشكلة تكتيكية تتعلق بقدرة الفريق على مواصلة الضغط الهجومي وتسجيل المزيد من الأهداف لقتل المباراة.
فريق بحجم برشلونة يجب ألّا يكتفي بهدف واحد، بل يجب أن يسعى دائمًا لزيادة غلته التهديفية وحسم النتائج مبكرًا، كما فعلوا في مباريات عديدة أخرى.
بات إهدار الفرص السهلة أمام المرمى سمة ملازمة لأداء ثلاثي خط الهجوم الأساسي في برشلونة، لامين يامال وروبرت ليفاندوفسكي ورافينيا.
يبدو أن الضغط البدني المتواصل للموسم الطويل بدأ يؤثر سلبًا في حدة تركيزهم وقدرتهم على استغلال الفرص المتاحة.
هذا الأمر يتضح بشكل خاص عند مقارنة أداء الأساسيين بالبدلاء، في العديد من المباريات، عندما يتم الدفع بأسماء مثل فيران توريس، وداني أولمو، وغيرهما من البدلاء، يتحسن الأداء الهجومي للفريق بشكل ملحوظ.
هذا التباين يشير بوضوح إلى وجود مشكلة إرهاق يعانيها الثلاثي الأساسي، وأنهم قد لا يكونون قادرين على الحفاظ على المستوى البدني والذهني ذاته طوال الموسم.
لا يقتصر القلق على الأداء المتذبذب فحسب، بل يمتد أيضًا إلى صعوبة المباريات القادمة التي تنتظر برشلونة. الفريق مقبل على مواجهات حاسمة في الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا.
في الليغا، سيواجه لاس بالماس، الفريق الذي هزمه بالفعل في معقله في مباراة الذهاب، كما سيصطدم بأتلتيكو مدريد في مباراتين في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، وهي مواجهات قد تكلف الفريق خسارة بطولة محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتعرف برشلونة قريبًا على خصمه في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعني زيادة الضغط البدني والذهني على اللاعبين في الفترة القادمة.
هذه الجدولة المزدحمة والمباريات الصعبة تمثل اختبارًا حقيقيًّا لقدرة برشلونة على الصمود والحفاظ على مستواه في ظل تراجع الأداء والمخاوف من الإرهاق.
الخوف الأكبر الذي يراود عشاق برشلونة هو تكرار سيناريو التراجع الحاد الذي شهده الفريق في شهر نوفمبر الماضي. إذا استمر معدل الأداء في التدهور بالوتيرة الحالية، فإن الفريق قد يواجه "انتكاسة" مماثلة في شهر مارس أو أبريل، وهي فترة حاسمة في الموسم تشهد حسم البطولات الكبرى.
تكرار هذا السيناريو قد يعني خسارة كل شيء بمعنى الكلمة، وضياع فرصة المنافسة على الألقاب المحلية والقارية. لتجنب هذا المصير، يحتاج برشلونة إلى وقفة جادة مع النفس، ومعالجة نقاط الضعف التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة، والعمل على استعادة المستوى المعهود قبل فوات الأوان.
ختامًا، صدارة برشلونة للدوري الإسباني في الوقت الحالي قد تكون خادعة بعض الشيء. فالأداء المتذبذب، والمشاكل الهجومية، والإرهاق المحتمل، والمباريات الصعبة القادمة، كلها عوامل تبعث على القلق وتجعل مستقبل الفريق غير مضمون.
على المدرب واللاعبين العمل بجدية لتجاوز هذه التحديات، وتحويل "التوفيق المؤقت" إلى "تفوق مستدام" إذا كانوا يرغبون حقًّا في الاحتفاظ بالصدارة والمنافسة على الألقاب الكبرى في نهاية الموسم.