كبيرة موظفي البيت الأبيض لـ"فوكس نيوز": منخرطون بشدة في محادثات تجارية مع عدة دول
في ظل الصخب الذي يُسيطر على سوق الانتقالات الشتوية في الدوري السعودي، إذ تتسابق الأندية على ضم أفضل النجوم لتعزيز صفوفها والمنافسة على الألقاب، يبدو الأهلي كأنه في عالم آخر.
فبينما تتفاوض الأندية الأخرى لعقد صفقات مدوية تُلهب حماس الجماهير، يُخيّم الصمت على "الراقي"، ما يُثير حالة من القلق والاستياء بين محبيه.
هذا الركود المُريب في ميركاتو الأهلي يطرح العديد من التساؤلات المُلحة: هل هي أزمة مالية تُعيق النادي عن مُجاراة الأندية الغنية؟ أم أنها سياسة مُتعمدة تستند إلى رؤية مُختلفة للمستقبل؟ وهل سيُؤثر هذا التجاهل لنداءات المدرب ماتياس يايسله سلبًا على مسيرة الفريق في الموسم الحالي؟
لم يُخفِ المدرب الألماني ماتياس يايسله قلقه من ضعف التدعيمات في فترة الانتقالات الشتوية، إذ أكد في أكثر من مناسبة على وجود ثغرات واضحة في تشكيلة الفريق.
وطالب يايسله الإدارة بالتحرك سريعًا لضم لاعبين جدد قادرين على صنع الفارق وإعادة الأهلي إلى مساره الصحيح.
إلا أن صرخات يايسله لم تجد الآذان الصاغية حتى الآن، فالتحركات الأهلاوية في سوق الانتقالات لا تُبشر بالخير، وتُثير الشكوك حول جدية النادي في مُعالجة نقاط الضعف.
وهو ما أكده الإعلامي خالد الشنيف، بأن كل الأندية تحاول وتعمل من أجل ضم صفقات تنتفع بها فرق كرة القدم، إلا الأهلي السعودي.
ارتبط اسم الأهلي ببعض اللاعبين المحليين في الأيام الماضية، لكنها أسماء لا تُلبي طموحات الجماهير التي تنتظر صفقات أقوى من شأنها أن تُعيد "الراقي" إلى مُنافسة الكبار.
وقد أعربت جماهير الأهلي عن استيائها من سياسة النادي في سوق الانتقالات، مطالبةً بالتعاقد مع لاعبين من أصحاب الخبرة والإمكانيات العالية للمُساهمة في تحسين نتائج الفريق.
مثّلت قضية يانيك كاراسكو مثالًا واضحًا على عدم جدية الأهلي في سوق الانتقالات، فبعد أن روّجت وسائل الإعلام لانتقال كاراسكو من الشباب إلى الأهلي على سبيل الإعارة، نفى رئيس نادي الشباب محمد المنجم صحة هذه الأخبار، مؤكدًا أن اللاعب مستمر بشكل طبيعي مع ناديه.
وقد اعتبرت جماهير الأهلي هذه الحادثة دليلًا على ضعف ميركاتو النادي وعدم قدرته على مُنافسة الأندية الأخرى في استقطاب النجوم.
تتعدد التفسيرات وراء ركود ميركاتو الأهلي، فيرى البعض أن النادي يُعاني من أزمة مالية خانقة تمنعه من مُنافسة الأندية الغنية على ضم اللاعبين المميزين.
في حين يعتقد آخرون أن الأهلي يخشى من تكرار سيناريو الصفقات الفاشلة التي أبرمها في الماضي، ما يدفعه إلى توخي الحذر في اختيار اللاعبين الجدد.
وهناك من يرى أن الأهلي قد سلم بـ "الوضع المهتز" الذي يُعاني منه في الدوري، وفقد الأمل في تحقيق أي إنجاز هذا الموسم، ما أدى إلى فقدان الحماس في تدعيم الصفوف.
من المُلاحظ أن أسماء رنانة كثيرة ترتبط بالأهلي بين الحين والآخر، مثل فيكتور أوسيمين، وأنسو فاتي، وفينيسيوس جونيور، وجوشوا كيميش، وأديمولا لوكمان.
إلا أن هذه الأخبار سرعان ما تتلاشى دون أن تُترجم إلى واقع. يُثير هذا الأمر الشكوك حول ما إذا كانت هذه الأخبار مجرد "بالونات اختبار" أو "مسكنات" للجماهير لتهدئة الغضب من ركود الميركاتو، أم أن هناك محاولات فعلية لضم بعض هؤلاء النجوم لكنها تصطدم بعقبات مادية أو فنية؟
في الختام، يبقى ميركاتو الأهلي غامضًا حتى الآن، ولا يُمكن التكهن بما سيؤول إليه في الأيام المقبلة. لكن الواضح أن الجماهير الأهلاوية تنتظر بفارغ الصبر تحركًا جديًا من إدارة النادي لتدعيم صفوف الفريق بصفقات قوية تُلبي طموحاتهم وتُساهم في إعادة الراقي إلى مُقدمة الكرة السعودية.
فهل سيستيقظ "الراقي" من سباته وينقذ موسمه بصفقات شتوية مُدوية؟ أم أن "الركود" سيستمر ويُدفع الفريق ثمنًا باهظًا في المُستقبل؟
