وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق

logo
رياضة

كيف كسب الهلال وريال مدريد معركة "التحكيم"؟

كيف كسب الهلال وريال مدريد معركة "التحكيم"؟
الهلال السعوديالمصدر: حساب الهلال عبر إكس
21 فبراير 2025، 8:52 ص

تجاوزت المنافسة حدود الملعب لتشمل ساحات أخرى خفية في الأسابيع الماضية بالنسبة للثنائي الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني، أبرز تلك الساحات كانت ساحة "التحكيم". 

في الأسابيع الأخيرة، برزت قصتان متوازيتان لكبار الأندية، الهلال السعودي وريال مدريد الإسباني، توضحان كيف يمكن لهذه الأندية أن تخوض، بل وتكسب، معارك خفية تتعلق بالقرارات التحكيمية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

الهلال: بيان اللهجة القوية يثمر تغييراً

بدأت القصة في المملكة العربية السعودية قبيل الكلاسيكو المرتقب بين الهلال والاتحاد. 

الأحاديث المبدئية تمثلت في تعيين الحكم الإسباني المثير للجدل، خيسوس خيل مانزانو، لإدارة القمة أثار موجة من الاستياء والقلق لدى جماهير الهلال وإدارته، خاصة أن مانزانو معروف بقراراته المثيرة للجدل وتاريخه مع الأندية الكبرى، وبالتالي لن يكون الخيار المفضل لمباراة بهذا الحجم والأهمية.

bfc47551-3aea-46c8-8de8-28f3b8a52381

إدارة النادي لم تتردد في إصدار بيان رسمي شديد اللهجة، تحدث فيه عن تعطيل مسيرته في الدوري السعودي.

البيان، رغم لغته القوية وانتقاده العلني للجنة التحكيم، لم يُقابل بعقوبات رياضية تذكر، واقتصر الأمر على عقوبات مالية، اعتبرها الكثيرون رمزية بالنظر إلى قوة البيان وتأثيره.

الأهم من العقوبة المالية كان التغيير الذي حدث على أرض الواقع. في خطوة مفاجئة، تراجعت لجنة التحكيم عن تعيين مانزانو، واستبدلته بالحكم الألماني الدولي دانييل سيبيرت، وهو حكم يحظى بسمعة أفضل بكثير على المستوى الدولي. 

هذا التغيير، الذي جاء بعد أيام من البيان الهلالي القوي، فسّره الكثيرون على أنه استجابة ضمنية لضغط الهلال، وانتصار غير معلن في معركة "التحكيم" قبل حتى أن تبدأ المباراة.

هذا التحرك من جانب الهلال يرسل رسالة واضحة بأن النادي لن يتهاون في حقوقه التحكيمية، وهو مستعد لاتخاذ مواقف علنية قوية لحماية مصالحه. 

ريال مدريد: الضغط الخفي والإصلاحات المعلنة

على الجانب الآخر من العالم، وفي إسبانيا تحديداً، تتشابه القصة، ولكن بتفاصيل مختلفة مع ريال مدريد.

بدأت الشرارة مع تعثر ريال مدريد في عدة مباريات، ثم خسارة بعض المعارك التحكيمية على أرض الملعب كان آخرها طرد جود بيلينغهام في مواجهة أوساسونا، وتم إيقاف اللاعب لمدة مباراتين بداعي إهانة الحكم بعدما كان مهدداً بالعقاب لمدة 12 مباراة.

الأمر لم يتوقف عند عقوبة بيلينغهام. بعد مباراة ريال مدريد وأوساسونا، اشتعلت الأجواء بشكل غير مسبوق، خاصة أن الحكم مونويرا مونتيرو، الذي أدار المباراة، تعرض لتحقيق رسمي من قبل لجنة التحكيم، هذا التحقيق الرسمي، في حد ذاته، كان حدثاً استثنائياً، حيث نادراً ما يتم التحقيق مع حكم بعد مباراة بهذه السرعة والعلنية.

ما حدث بعد التحقيق كان أكثر إثارة للقلق فالحكم مونتيرو لم يتعرض فقط للتحقيق، بل تعرض لحملة ترهيب وتخويف تجاوزت حدود الانتقاد الرياضي كما تسربت معلومات عن حياته الشخصية وعائلته، وتم تداول صور لمنزله، في تجاوز خطير لكل الحدود الأخلاقية والمهنية. 

أخبار ذات علاقة

صدمة لريال مدريد.. براءة الحكم مونويرا مونتيرو من "تهمة خطيرة"

 هذه الحملة، التي وإن لم تثبت صلتها المباشرة بريال مدريد، إلا أنها جاءت في سياق الضغط المتزايد على التحكيم بعد مباراة الفريق الملكي، أثارت حالة من الرعب والإحباط في أوساط الحكام الإسبان.

فأي حكم سيفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار قد يثير غضب الجماهير أو وسائل الإعلام المحسوبة على ريال مدريد، خوفاً من التعرض لحملة مماثلة.

في خضم هذه الأجواء المشحونة، خرج رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم بإعلان مفاجئ عن "إصلاحات" واسعة في منظومة التحكيم، وتعهد بزيادة "الشفافية" في القرارات التحكيمية. 

هذا الإعلان، الذي جاء بعد سلسلة من الأحداث المتعلقة بريال مدريد والتحكيم، فسّره الكثيرون على أنه استجابة مباشرة للضغط، وانتصار آخر، وإن كان غير مباشر، في معركة "التحكيم" لصالح النادي الملكي.

أخبار ذات علاقة

حاول إخفاء الدليل.. ميسي "يفضح" حكم مباراة ريال مدريد وأوساسونا (صور)

 انتصار بطرق مختلفة، وهدف واحد

قصتا الهلال وريال مدريد، رغم اختلاف التفاصيل والأساليب، تشتركان في هدف واحد: التأثير على منظومة التحكيم لصالح الفريق. 

الهلال اختار المواجهة العلنية والبيانات القوية، وأثمرت تحركاً فورياً بتغيير الحكم، بينما اعتمد ريال مدريد على الضغط الخفي، وتأثير النفوذ الإعلامي والجماهيري، وأسفر ذلك إصلاحات معلنة في المنظومة التحكيمية.

كلا الناديين، بطريقته الخاصة، نجح في تحقيق مكاسب في معركة "التحكيم".

ويبقى السؤال: هل ستكون هذه الانتصارات مؤقتة، أم أنها ستؤسس لمرحلة جديدة من العلاقة بين الأندية الكبرى والتحكيم، تتسم بمزيد من الحذر والتأثير المتبادل؟ 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات