لم تسفر الاجتماعات التي عقدها الاتحاد التونسي لكرة القدم مع البرتغالي كارلوس كيروش عن اتفاق رسمي ونهائي بين الطرفين ليتولى المدرب الإشراف على منتخب تونس الأول بداية من الشهر القادم.
وعلى امتداد يومين كان للمدرب البالغ من العمر 71 عاما، لقاءات مع أعضاء لجنة التسوية المؤقتة لتسيير اتحاد كرة القدم والتي يرأسها كمال إيدير وتنتهي مهامها في 31 يناير الجاري.
وحل كيروش بتونس في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس الماضيين صحبة وكيل أعماله لمواصلة المفاوضات مع لجنة التسوية المكلفة بتسيير شؤون اتحاد الكرة بشأن تدريبه منتخب نسور قرطاج فيما أشارت بعض المصادر إلى أن اتفاقا أوليا حصل بين الطرفين في انتظار توقيع وزارة الرياضة على وثيقة المصادقة على الراتب السنوي لكل أعضاء الطاقم الفني الجديد.
وزار كيروش، المدرب السابق لمنتخبات مصر وقطر وإيران وجنوب إفريقيا وكولومبيا، مقر الاتحاد التونسي للعبة، كما زار مقر وزارة الرياضة والتقى ببعض المسؤولين وكانت له جولة بملعب رادس الأولمبي الذي يحتضن مباريات المنتخب التونسي.
الحسم لدى وزارة الرياضة
وتتولى وزارة الرياضة المصادقة في العادة على الجوانب المالية لعقود المدرب الأول والمدربين المساعدين لمنتخب نسور قرطاج باعتبار أن ذلك سيكون جزءا من الميزانية التي تمنحها السلطات للوزارة.
ومساء الجمعة، غادر المدرب كيروش ووكيل أعماله الإيراني شاه مرادي تونس متوجهين نحو البرتغال بعد الخوض في عديد النقاط والشروط التي تم تدارسها لكن الاتحاد التونسي لم يعلن حتى الآن عن التعاقد مع المدرب السابق لريال مدريد لقيادة رفاق الياس السخيري.
ووفقا لما حصلت عليه "إرم نيوز" من معلومات، فإن 3 أسباب تقف وراء تأخر الإعلان، أو التراجع عن الإعلان رسميا عن تولي كيروش مهمة تدريب تونس للعامين المقبلين.
ويكمن السبب الأول في إرجاء النظر في توقيع العقد من كيروش إلى أن وزارة الرياضة لم تدل بموقفها النهائي في خصوص الأجر السنوي لكيروش و5 أعضاء آخرين من الطاقم الفني وهم مدرب مساعد ومدرب لياقة يحملان الجنسية البرتغالية، ومدرب مساعد ومدرب حراس مرمى سيكونان على الأرجح تونسيين.
اتفاق في انتظار التفعيل
وقالت مصادر قريبة من المنتخب التونسي لـ"إرم نيوز" إن كيروش أبدى الكثير من الليونة بخصوص شروطه المالية، كما وافق على طلب اتحاد الكرة بأن يكون ضمن طاقمه الفني مدربان تونسيان، فيما أضافت المصادر ذاتها إلى أن إجمالي الراتب السنوي لأعضاء الجهاز الفني قد يصل إلى 2,3 مليون دولار وهو مبلغ لا يزال مجرد اقتراح ستنظر فيه وزارة الرياضة.
السبب الثاني هو عدم وجود استحقاقات كروية حاليا لمنتخب نسور قرطاج، وهو ما يمنح المدرب واتحاد الكرة مزيدا من الوقت والفرصة لدارسة المشروع برمته وفق ما أكده مصدر قريب من الاتحاد.
وتم الاتفاق على بعض الشروط بين كيروش ولجنة التسوية، ولكن لا يزال هناك متسع من الوقت لتدارس مختلف النقاط التي تم التشاور والنقاش حولها.
ويخوض منتخب تونس في 19 مارس المقبل أول مباراة له في العام الجديد والتي ستكون أمام ليبيريا في الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026، وبعدها بثلاثة أيام يستقبل نسور قرطاج منتخب مالاوي ضمن الجولة السادسة.
أمام السبب الثالث لعدم إعلان اتحاد الكرة عن تعيين كيروش مدربا جديدا فيعود إلى أن الاتحاد يخشى حصول ما حدث مع مهدي النفطي المساعد السابق لفوزي البنزرتي الذي تم توقيع العقد معه، قبل فسخه سريعا ما وضع اتحاد الكرة أمام إشكال قانوني أسفر عن خسارة ما يزيد عن 200 ألف دولار سيتم دفعها للنفطي بعد لجوئه للفيفا للحصول على تعويض مالي.
يشار إلى أن كيروش قد يعود إلى تونس أوائل شهر فبراير المقبل لتوقيع العقد في حال الموافقة على الراتب، فيما ستعود الأمور إلى النقطة الصفر في حال لم تصادق السلطات على ذلك.
وعاشت الكرة التونسية، من خلال المنتخب الأول، في 2024 العديد من النكسات إذ غادر نسور قرطاج سباق كأس أمم إفريقيا 2024 في كوت ديفوار مطلع العام الماضي منذ الدور الأول وعجزوا عن تحقيق أي انتصار في 3 لقاءات بدور المجموعات.
وفي تصفيات أمم إفريقيا 2025، المقررة في المغرب، أنهى رفاق يوسف المساكني السباق في المركز الثاني خلف جزر القمر ليضمنوا التأهل بشق الأنفس بعد أن تلقوا خسارتين في 3 مباريات على أرضهم.
